فى الصميم

ليس حادثا طارئا!!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

لاتسير الأوضاع فى لبنان  أو العراق حتى الآن على الطريق الصحيح فى التعامل مع الأزمة. الطبقة السياسية فى القطرين العربيين مازالت تتعامل مع الحراك الشعبى الكبير على أنه مجرد «حادث طارئ» يمكنها تجاوزه  لاتدرك قيمة أن يعبر الناس فى ثورتهم حواجز الطائفية التى تم ترسيخها على مدى سنوات. ولاتفهم أن الفساد الذى رعته هذه الطبقة على مدى السنين قد أصبح فوق الاحتمال. ولاتستطيع ـ للاسف الشديد ـ أن تفك ارتباطاتها الوثيقة بالخارج بينما الناس فى الميادين يستعيدون معنى الوطن الواحد الذى يضم الجميع فى رحاب الدولة.. بعيدا عن الاستقطاب الطائفى والفساد الرهيب وانتظار التعليمات من خارج الحدود!!
لم تكن القضية هى تغيير حكومة او شخصية من يؤلفها وإنما كانت القضية وستظل هى فى طبقة سياسية قادت البلاد الى أزمتها الراهنة عبر سنوات ترسخت فيها الطائفية وطغى الفساد، وأصبح القرار فى يد المليشيات التى حولت البلاد الى ساحات للصراعات بالوكالة.
فى آخر رسالة للمرجع الشيعى الاعلى بالعراق على السيستانى على تذكير الجميع بأن «الشعب وحده هو مصدر السلطات وبالتالى فإن أقرب الطرق وأسلمها للخروج من الازمة الراهنة وتفادى الذهاب الى المجهول أو الفوضى أو الاقتتال الداخلى لاسمح الله، هو الرجوع الى الشعب باجراء انتخابات مبكرة».
والطريق الى مثل هذه الانتخابات ليس سهلا فهو يستدعى قانونا جديدا للانتخابات واشرافا مستقلا عليها، وضمانات بمنع التدخلات الأجنبية.. والأهم ان يقر الجميع بأن التحرك الشعبى العارم لم يكن حادثا طارئا بل هو فاصل بين عهدين. وأن المستقبل رهن بنظام جديد يعكس بصدق ما عبر عنه حراك الشعب الذى خرج يبحث عن الاصلاح الحقيقى ويستعيد الوطن من قبضة المليشيات.