بعد فوز جونسون.. هل بدأت حرب «جبل طارق» بين إسبانيا وبريطانيا؟ 

جبل طارق - أرشيفية
جبل طارق - أرشيفية

مدريد - شيماء بكر

يبدو أن الأمور أصبحت أكثر تعقيدا بين إسبانيا وبريطانيا، بعد أن أفاقت إسبانيا الأربعاء على دعوة للمدعي العام من حكومة جبل طارق ضد حزب بوكس الإسباني اليميني المتطرف لمنطقة لا تتجاوز مساحتها 6.8 كيلومتر مربع، إلا أنها قادرة علي تجديد الصراع بين المملكتين التاريخيتين بعد فوز رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في الانتخابات الأخيرة.

 

حكومة جبل طارق تقدمت بشكوى ضد حزب بوكس إلى المدعي العام، ماريا سيجارا، بموجب المادة 510 من القانون الجنائي الإسباني وذلك لارتكابه جريمة كراهية بين الشعب الإسباني وسكان جبل طارق -كما جاء في شكواه. 

 

وقالت حكومة جبل طارق إنها كشفت سلسلة من التصريحات التي أدلى بها الحزب، والتي تظهر إستراتيجية واضحة لتشويه سمعة سكان جبل طارق ومؤسساتهم، مشيرين إلى أن الحزب اليميني المتطرف مصمم بشكل واضح لتوليد جو من الكراهية بين الإسبان نحو جبل طارق، كما أشارت في دعوتها للمدعي العام.

 

وذكر فابيان بيكاردو، رئيس وزراء جبل طارق: «حكومة جبل طارق ملتزمة التزاما راسخا بحرية التعبير، لكننا لن نسمح لأولئك الذين يحاولون إيذائنا بإثارة الكراهية ضد شعب جبل طارق لإساءة استخدام هذه الحرية».

 

وأضاف: «هناك خط فاصل وواضح بين الحق في التعبير عن الرأي والتحريض على الكراهية والتشهير ولن نسمح لأي شخص أو كيان بعبور هذا الخط دون عواقب».

 

 

وأوضح بيكاردو أن التصريحات التي جمعتها الدعوة للمدعي العام الأوروبي جاءت فيها وصف جبل طارق بأنه «طفيلي»، واتهامات لا أساس لها من الصحة، مفاداها أن عمالا إسبان «احتُجزوا كرهائن أو أن الإقليم كان وكراً لمن يغسلون الأموال والمجرمين».

 

وأضاف بيكاردو، أمام برلمان جبل طارق، أن هذه هي «اللغة التي استخدمت في الثلاثينات ضد اليهود، ولن نسمح بحدوث ذلك دون مواجهة».

 

كما تضمنت الشكوى أقوال أدلى بها عضو البرلمان الأوروبي جورج بوكادي -الذي وصف جبل طارق بأنه «كهف اللصوص نحاسيا الأموال، ويجب إطلاق سراحهم من القراصنة والمتهربين من الضرائب ومهربي المخدرات، وأوجوستين روسيتي، نائب مدينة قادش، الذي وصف جبل طارق بـ(طفيليات)، وأن الأسبان الذين يعملون في السخرة يفعلون ذلك بأجور بائسة، واصفا أصحاب البشرة السمراء (الذين يتقاضون ويعانون من دخل غير مدرج ويدينهم بالفقر في الشيخوخة)».


وكان خافيير سميث، الأمين العام لفوكس الذي أشار إلى جبل طارق باعتباره «كهف القراصنة الذين يتاجرون في العمل»، أكد على تصريح رئيس الحزب سانتياجو أباسكال، الذي يعتبر أحد القادة الذين رفعت الدعوة ضدهم.


 

 


وتشير الشكوى أيضًا إلى استقالة زعيم بوكس من مدينه قادش، متهما أعضاء الحزب بنشر الكراهية بين الإسبان وسكان جبل طارق، بالإضافة إلى ما أعلنه رئيس حزب بوكس «الإغلاق الفوري للبوابة» وإلى ملف التعريف جبل طارق الاسباني على الإنترنت.

 

يذكر أن إسبانيا تطالب بعوده ضم جبل طارق إلى أراضيها، وهي المنطقة الصغيرة الواقعة على أطراف البلاد، والتي تم التنازل عنها لبريطانيا عام 1713، ويبلغ عدد سكانها نحو ثلاثين ألف شخص.