فى الصميم

طريق ليبيا إلى الحل السياسى

جـلال عـارف
جـلال عـارف

من المجهول جاء. بلا ماض سياسى أو إسهام فى الحركة الوطنية جاءوا بهذا «السراج» ليضعوه على رأس حكومة يفترض أن تسعى لبناء الوفاق الليبى، فإذا بها تكشف عن مجرد واجهة تحاول إخفاء حقيقة وقوع العاصمة الليبية «طرابلس» تحت حكم الميليشيات الإرهابية.
يعرف الرجل جيدا أن ما يسمى بالمجلس الرئاسى الذى يدعى رئاسته لم يكتسب يوما أى شرعية قانونية.. ويعرف أن ما يسمى بـ «حكومة الوفاق» نصفها مدرج فى القوائم الدولية للإرهاب ونصفها الآخر فى الطريق. ومع ذلك لا يكتفى «السراج» بما ألحقه من أضرار بشعب ليبيا حتى الآن، بل يمضى فى طريق الخطيئة طلباً للنجاة من المصير الذى ينتظره. يتحول إلى أداة فى يد المهووس التركى أردوغان فى محاولته دعم عصابات الإرهاب الإخوانى فى ليبيا لتكون أداته فى فتح الطريق أمام وجود عسكرى، وأمام نهب دائم للثروات الليبية فى البر والبحر.
أصبح واضحا أن إنقاذ ليبيا والحفاظ على وحدتها واستعادة سلطة الدولة الوطنية فيها تواجه تحالف العصابات الإرهابية الإخوانية مع دعم تركيا وتمويل قطر. ولم يعد هناك شك أن الحل السياسى الشامل الذى يطالب به شعب ليبيا وتدعمه دول العالم لابد أن يعبر عقبتين أساسيتين:
العقبة الأولى هى القضاء على عصابات الإرهاب التى تخوض معركة يائسة أمام جيش ليبيا الوطنى. والعقبة الثانية هى إزاحة هذه «السلطة» غير الشرعية التى يرأسها هذا «السراج» والتى يتم استخدامها بالباطل كذريعة للتدخل العسكرى التركى الذى يسعى وراء أوهام «السلطنة» المزعومة ويستهدف زعزعة الأمن والاستقرار فى المنطقة.
تتحرك ليبيا على المسارين الصحيحين: رئيس مجلس النواب الشرعى والمنتخب عقيلة صالح يطلب من الأمم المتحدة والمؤسسات العربية والإقليمية والدولية نزع الشرعية المدعاة لحكومة السراج. وجيش ليبيا الوطنى يستعد لدخول العاصمة طرابلس ويعلن التصدى لأى تحرك عسكرى تركى لدعم عصابات الإرهاب.
بهذا وحده يفرض شعب ليبيا إرادته، ويأتى الحل السياسى بأيدى الليبيين ودون تدخل أجنبى.