محمد البهنساوي يكتب: مبادرة «المركزى».. وتحقيق الوعد الرئاسى «لن تنطفئ أنوار شرم الشيخ»

الكاتب الصحفي محمد البهنساوي - رئيس تحرير بوابة أخبار اليوم
الكاتب الصحفي محمد البهنساوي - رئيس تحرير بوابة أخبار اليوم

تهب بشائر الخير متدفقة من مدينة السلام لخدمة صناعة الأمل.. ولتعود المدينة الرائعة إلى مكانها الطبيعى درة تاج السياحة الدولية وعروس السياحة المصرية.. فها هى شرم تعود لصدارة الأخبار السعيدة لمصر ومستثمرى السياحة بدعم وتأييد وتحفيز من الرجل القوى الذى وقف شامخًا فى عز أزمة شرم ودموع عشاقها ليعلن وبثقة أمام العالم كله بأن أنوار شرم الشيخ لن تنطفئ أبدا.. البعض اعتبر كلمات الرئيس السيسى وقتها لمواساتهم.. لكن من يفهم الرئيس يدرك انه يقول.. ويفعل ما يقول.. وقد قدم الرئيس للسياحة الكثير والكثير.. هناك ما كشفناه هنا وهناك ما لم نكشفه بعد.
والسياحة كانت بالأمس الأول على موعد مع مبادرتين عظيمتين من مبادرات الرئيس الكثيرة لتستمر أضواء شرم الشيخ.. لن نتحدث عن المبادرة التى يتابعها العالم اجمع حاليا.. ألا وهى الفعاليات المهمة والملهمة لمنتدى شباب العالم والتى جعلت شرم حديث العالم كله.. لكن نتحدث عن المبادرة الثانية والتى تمت بتعليمات ودعم ومباركة من الرئيس السيسى.. انها أكبر خطة تمويلية لدعم صناعة السياحة سيتم البدء فى تنفيذها فورا بعد ان تم وضع بنودها فى اجتماع موسع بشرم الشيخ مساء امس الأول بين محافظى البنك المركزى وجنوب سيناء والمستثمرين.. وقبل أن نشرح كيف تم الوصول للاجتماع وما دار فيه.. ننشر بنود المبادرة التى أعلن تفاصيلها البنك المركزى فى بيان صحفى أمس.
أكد البيان انه استجابة عملية لما دار فى الاجتماع فقد تم الاتفاق على زيادة قيمة مبادرة المركزى للتجديد والإحلال من 5 مليارات جنيه إلى 50 مليار جنيه وتجديد مبادرة السياحة الحالية ومدها لمدة عام تنتهى فى 31/12/2020، وتم الاتفاق على اعفاء المتعثرين فى قطاع السياحة قبل عام 2011 من الفوائد المهمشة..
وكذلك إعفاء جميع عملاء مبادرة الشركات السياحية المتعثرة بما فيها مناطق نوبيع وطابا وسانت كاترين من الفوائد المهمشة و50% من الدين مع الابقاء على الشركات فى الايسكور لمدة عامين كمعلومة تاريخية (عملاء مبادرة السياحة).. وقد أكد محافظ البنك المركزى فى البيان ان توجيهات القيادة السياسية بضرورة مساندة صناعة السياحة لما تحققه من دخل وتتيحه من فرص عمل وصناعات عديدة مغذية. وأنه كلما تعمقت الثقة بين صناع السياحة وبين القطاع المصرى فإن هذا الدعم سيزداد ويتواصل وقد اعرب المحافظ خالد فودة عن تقديره لما يقدمه البنك المركزى والبنوك المصرية من دعم جاد وحقيقى للسياحة وأكد ممثلو صناعة السياحة بالغ تقديرهم للرئيس السيسى لاهتمامه الصادق بالسياحة والمساهمة فى تسويقها عالمياً وهو ما حقق آثاراً ايجابية وكذلك لسرعة استجابة البنك المركزى والقطاع المصرفى فى تجاوز التحديات والمساهمة العملية فى الحفاظ على قدرات السياحة المصرية.
إلى هنا ينتهى بيان البنك المركزى.. وهو ما انفردنا بتفاصيله بعد لحظات من انتهاء الاجتماع وقبل إعلانه رسميًا.. نوضح كواليس الدعوة للاجتماع وتفاصيل ما دار فيه لنتأكد أن هناك إرادة حقيقية من الجميع بدعم صناعة السياحة لأول مرة منذ عقود.. فقد توجهت جمعية مستثمرى جنوب سيناء برئاسة تامر مكرم بطلب لمحافظ جنوب سيناء لعقد اجتماع مع محافظ البنك المركزى خلال تواجده بافتتاح منتدى شباب العالم.. ورغم ان الطلب جاء قبل يوم واحد من افتتاح المنتدى الا ان الجميع فوجئ بتلبية طارق عامر للدعوة.. وللعلم هذه ليست المرة الأولى لتلك الاستجابة السريعة لمحافظ البنك المركزى.. وخلال الاجتماع الذى استمر ساعتين كان هناك توافق تماما فى الرؤى والآراء من الجميع.. وتفهم كامل من محافظ البنك المركزى لمطالب القطاع الذى حضر من ممثليه تامر مكرم واحمد الوصيف رئيس اتحاد الغرف السياحية وأعضاء جمعية المستثمرين ناصر عبد اللطيف وهشام على ونادر هشام على وعاطف عبد اللطيف وحمادة ابو العينين وحازم طاهر وسامى سليمان.. ولعل أهم ما فى تلك المبادرة الكبرى أنها جاءت فى توقيت مهم مع عودة الإنجليز وبشائر قرب عودة الروس وضرورة تجديد المنتجعات.. وثانيها هذا القرار الرائع ليس بإلغاء فوائد ديون مستثمرى طابا ونويبع فقط إنما إلغاء ٥٠٪ من أصل الدين مما يؤكد ذكاء محافظ البنك المركزى وكبار مسئوليه فى تعاطيهم مع هموم تلك المنطقة الحيوية لمصر سياحيًا وأمنياً والتى تعانى منذ سنوات.. وتماشيا مع سياسة الدولة بإعمار أرض الفيروز.. ناهيك عن شمول المبادرة للمتعثرين قبل ٢٠١١.. وهناك تحركات لإنقاذ المستثمرين الذين اوشكوا على الإفلاس بفتح اعتمادات جديدة لإنقاذهم وإعادتهم لدائرة الاستثمار من جديد.. بجانب إعادة النظر فى المشروعات تحت الإنشاء المتوقفة لإعادة الحياة اليها من جديد.
أعتقد أن أهم ما فى المبادرة ليس بنودها المهمة للغاية بالفعل لكن الأهم أنها تؤكد وبحق أن السياحة بدأت عهدًا جديدًا كانت تحلم به منذ اطلاقها بمصر.. ألا وهو عصر دعم ومساندة الدولة واقتناعها بأهمية ومحورية صناعة السياحة لمصر واقتصادها، ولا أخفى هنا ما حاول البعض ترديده بعد مبادرة الدولة لدعم الصناعة فى مصر وتشكيكه فى اهتمام الدولة بالسياحة على غرار الصناعة.. وما هى إلا أيام وترد الدولة بقوة على المرجفين المشككين بمبادرة هى الأقوى بتاريخ السياحة، وقرارات ولا أروع تعيد البسمة لمدينة السلام وتعيدها لناصية السياحة الدولية وليتحقق الوعد بأن أنوار شرم الشيخ لن تنطفئ.