نبض السطور

رسالة سلام ومحبة من أرض الأنبياء

خـالد مـيرى
خـالد مـيرى

حفل الافتتاح الأسطورى لمنتدى شباب العالم يؤكد أنه لا مستحيل أمام إرادة الإنسان

الملتقى الأهم للشباب يؤكد استعادة مصر - السيسى لمكانتها العالمية التى تستحقها

العمل الكبير والجهد الضخم كلمة السر وراء النجاح الذى أبهر قارات الدنيا

هنا لا فضل لإنسان على إنسان إلا بقدر ما يعمل ويبتكر ويقدم خدمات للإنسانية

من مدينة السلام شرم الشيخ انطلقت رسالة سلام ومحبة إلى كل قارات الدنيا، انطلقت بعلم الوصول إلى ١٩٦ دولة حول العالم حضر منها ما يزيد على ٧ آلاف شاب الجلسة الافتتاحية التاريخية للنسخة الثالثة لمنتدى شباب العالم، من مصر مهد الحضارة ومن سيناء أرض الأنبياء خرجت الرسالة من قلب وعقل زعيم مصر الرئيس عبد الفتاح السيسى لتصل إلى الجميع.


هنا فى شرم الشيخ يلتقى ممثلون عن كل شباب العالم وهم يعودون لبذور الإنسانية الرئيسية حيث لا تفرقة ولا تمييز بين البشر بسبب اللون أو الجنس أو الدين.. هنا الجميع سواسية كأسنان المشط لا فضل لإنسان على إنسان إلا بقدر ما يعمل ويجتهد ويقدم خدمات حقيقية للإنسانية، وكانت كلمات زعيم مصر قوية واضحة وهو يؤكد أن المنتدى منصة تبعث رسالة السلام والمحبة للعالم، وأننا خلقنا رغم كل ما بيننا من خلافات واختلافات حتى نتعارف ونتكامل ونتعاون من أجل خير الإنسانية ومستقبلها، وأن الحوار البناء الذى يقوده المنتدى يعكس إرادة حقيقية وعزيمة قوية من أجل التوجه إلى مستقبل أفضل للجميع، حيث عالم يسوده الاستقرار والمحبة.


لم يحدث من قبل أن التقى آلاف الشباب من كل دول العالم هكذا، لكن مصر الجديدة هى القادرة على لم الشمل والتجميع وليس التفرقة، أليست هى مصر التى منها خرجت أول حضارة قبل سبعة آلاف سنة لتنطلق منها أشعة النور إلى العالم بأكمله فتبدد ظلام العصور السحيقة؟، أليست هى مصر حيث ملتقى الثقافات والحضارات الفرعونية والإغريقية والقبطية والإسلامية والأورومتوسطية والعربية والأفريقية، مصر قلب العالم القديم والحديث التى تنتمى لأفريقيا أرض الخيرات البكر؟، ألسنا فوق أرض سيناء حيث سار الأنبياء وتركوا للدنيا رسالات الإيمان والمحبة؟، ألسنا فى مدينة شرم الشيخ التى أصبحت عاصمة السلام فى العالم بعد أن استعادتها مصر فى نصر أكتوبر العظيم؟.


لهذا لم يكن غريبًا أن يتجمع آلاف الشباب من كل قارات الدنيا هنا، هذا هو المكان الوحيد القادر على لم شملهم وإزالة أسباب الخلاف ونشر بذور المحبة والسلام والإنسانية، ولهذا لم يكن غريبًا أن ترى كل هذا الحماس على وجوه الشباب والشابات وهذه السعادة لتواجدهم فوق أرض مصر، وكل هذه الرغبة الصادقة فى التعاون وفتح صفحات جديدة للحوار الجاد من أجل مستقبل أفضل للإنسانية.


حفل الافتتاح كان أسطوريا والجلسة الافتتاحية شهدت عرض أربعة نماذج للإرادة والتحدى وقهر الصعاب، وهذه رسالة المنتدى الأولى حيث لا يوجد مستحيل أمام إرادة الإنسان وإيمانه، وكان مشهد زعيم مصر الرئيس عبد الفتاح السيسى مؤثراً وهو يحتضن الطفل زين يوسف محارب السرطان، مشهد الأبوة الصادقة الحانية دفع الدموع للخروج من العيون، وكانت رسالة زين قوية أننا يجب أبدًا ألا نستسلم أو نرفع راية الهزيمة، أما جاسيكا كوكس أول سيدة تقود طائرة بقدمين بعد أن فقدت ذراعيها فكانت كلماتها مؤثرة وهى تقول لنا إننا يجب أن نتخلص من القيود ونحدد مسار حياتنا حتى نتمكن من تحقيق النجاح، وكانت رواية ميجيل تشيك مؤثرة وهو يقص علينا كيف تم اختطافه ليجبر على المشاركة فى الحرب الأهلية بالكونغو، وكانت رسالة حليمة عدن أول عارضة أزياء محجبة مؤثرة وقوية وهى تحكى لنا قصة النجاح والإصرار.


منتدى شباب العالم تحول إلى قبلة لكل باحث عن النجاح والنموذج والحلم، هذه تجارب من واقع قارات العالم المختلفة يمكنها أن تقود خطواتنا نحو المستقبل بإلهام وقوة، تساعدنا على أن نتجاوز الصعاب وتعلمنا أنه لا مستحيل أمام إرادة الإنسان وقدرته، نعم عندما نمتلك الحلم والإرادة والرؤية والعزيمة والصبر والمثابرة يمكننا أن نتجاوز الصعاب أيًا كانت وأن نصل إلى أهدافنا مهما بدت بعيدة أو صعبة أو مستحيلة، وما بالنا لو تعاون شباب العالم معًا وامتزجت إرادتهم مع إصرارهم مع ابتكاراتهم، وقتها سيتمكنون من تجاوز المستحيل وسيضمنون للعالم كله مستقبلًا أفضل وللإنسانية أن تعود لجذور الحب والتعاون والتسامح.


بالأمس كان المنتدى على موعد مع ١٠ جلسات مهمة فى كل ما يهم الإنسانية وتبحث عنه، من التحديات الراهنة للأمن والسلم الدوليين إلى أثر التغيرات المناخية على العالم، ومن سبل تعزيز التعاون بين دول البحر المتوسط لمواجهة التحديات المشتركة إلى الأمن الغذائى فى أفريقيا، ومن رؤى شبابية للحفاظ على البيئة إلى التحولات الكبرى فى العالم الرقمى، ومن التمييز المؤسسى والتحول الرقمى إلى كيف نستعد لمواجهة الثورة الصناعية الرابعة، ومن التعليم الفنى والتدريب المهنى إلى نموذج محاكاة الاتحاد من أجل المتوسط.


جلسات مهمة تعكس الوعى بأهمية ووحدة القضايا التى يواجهها العالم، وحاجتنا جميعًا لنقاش جاد حقيقى وتعاون فعال حتى يمكن للعالم أن يتجاوز مشاكله وأزماته وينطلق إلى مستقبل أفضل يضمن حياة كريمة لكل شعوبه.


الحقيقة أنه قبل أن تبدأ جلسات المؤتمر وورش العمل كان المشهد مشرقًا منيرًا يعكس الوجه الحقيقى لمصر الجديدة. مصر التى أصبحت قادرة على استضافة وتنظيم هذا الحدث العالمى الضخم بشكل مبهر وبعلامة نجاح كاملة، مصر التى أصبحت تمتلك بنية تحتية لا تقل عن دول العالم المتقدم وقادرة على إبهار ضيوفها من كل قارات الدنيا، مصر التى تمتلك الأمن والأمان ويشعر كل من يزورها أنه فى بلده لم يغادرها بسبب دفء المشاعر وحفاوة الاستقبال، مصر التى استعادت مكانتها العالمية والإقليمية وتثق بها شعوب الأرض بأنها أرض السلام والمحبة.


الجهد الكبير والرائع فى التنظيم والإعداد يبدو واضحا منذ الوهلة الأولى، هذه ثمار عمل جماعى ضخم وتراكم خبرات وإرادة نافذة ثابتة لتحقيق النجاح وإبهار العالم، هذه هى مصر الجديدة التى يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسى بخطوات واثقة ثابتة إلى المستقبل الأفضل الذى تستحقه، مصر التى حققت فى خمس سنوات ما كان يظنه الصديق قبل العدو مستحيلا، إنجازات فوق كل شبر من أرضها سياسيا واقتصاديًا واجتماعيًا وأمنيًا وعسكريًا، مصر القوية الواثقة التى تبحث عن السلام ولا تمد يدها إلا به لكنها تمتلك كل مقومات القوة التى تخيف العدو وتخرسه.


واليوم تتواصل جلسات المؤتمر المهمة لتستكمل مناقشة كل القضايا العالمية المهمة، حيث يتحاور شباب العالم بلا خطوط حمراء ليتشاركوا الرأى والرؤى مع الخبراء وكبار المسئولين وبحضور زعيم مصر الذى يحرص على المشاركة فى غالبية الجلسات وتكون مداخلاته خلالها كالعادة قوية مؤثرة تقود الحوار لما فيه صالح الإنسانية وأمنها ورخاء شعوبها.


منتدى شباب العالم فى نسخته الثالثة ليس مجرد حدث يحضر فيه الشباب من كل دول العالم ليستمتعوا بكل مقومات السياحة والأمن فى مدينة السلام، ليس مجرد حدث يشارك فيه كبار المسئولين بالمنطقة والعالم والمنظمات الدولية لتبادل الرأى والخبرات مع الشباب، ليس مجرد حدث تثبت فيه مصر وشبابها فى كل مرة امتلاك كل مقومات النجاح والإبداع، هو فوق كل هذا تحول إلى أهم حدث عالمى يلتقى فيه الشباب من كل قارات الدنيا ليضعوا أساسا راسخًا لإنسانية قادرة على مواجهة الصعوبات والتحديات وما أكثرها، والانطلاق إلى المستقبل الذى يضمن الرخاء والسلام لكل شعوب الدنيا.


مصر عبر تاريخها الممتد فى جذور الزمان والمكان لم تكن يومًا دولة معتدية، وكانت دومًا منارة للحضارة والإنجاز والتقدم، تقود العالم كله إلى المستقبل الأفضل، ومع الرئيس عبد الفتاح السيسى عادت شمس مصر لتشرق فى العالم من جديد، ترسل رسالات المحبة والسلام والتعاون ونبذ الحروب والخلافات والفتن، والحقيقة أنه دور يقول لنا التاريخ إنه لا أحد غير مصر قادر على القيام به.


من منتدى شباب العالم ومن فوق أرض الأنبياء والسلام سيناء الغالية انطلقت مصر تعلم الدنيا من جديد، من يزرع الخير يحصده ومن يزرع الحب يعشه ومن يبحث عن السلام يجده، رسالة مهمة فى وقت يعيش فيه العالم والمنطقة فوق صفيح ساخن من الحروب والفتن والصراعات، والمؤكد أن رسالة السلام بعلم الوصول وأنها ستحقق هدفها فى النهاية، ومهما تخيل البعض أن الطريق وعر وأنها ستتوه وسط الصراعات، فالمؤكد أنه لا صعوبات - مهما كانت - قادرة على الوقوف فى طريق الحب والسلام والتسامح.