نهار

خلع الحجاب

عبلة الرويني
عبلة الرويني

لو أن الفنانات خلعن الحجاب بصورة عادية، لقلنا هى الحرية الشخصية، ولا شأن لنا بالأمر... لكن الاستعراض الصاخب والزائف، فى الحجاب الجماعى للفنانات، والاستعراض الصاخب والزائف فى الخلع الجماعى له... ليس أبدًا وليد صدفة!!...


وكما كان ارتداء الفنانات للحجاب بالثمانينات (ظاهرة)... فإن خلعهن له اليوم أيضا (ظاهرة) تستحق التوقف والمناقشة!!... فى البداية كان التشدد فى طريقة ارتداء الحجاب.. والحرص على المشاركة فى الجلسات والمحاضرات الدينية، وعلى متابعة الدعاة الجدد، وتحول بعضهن أيضا إلى داعيات!!... ثم فجاءة خلال هذا العام والعام قبل.. انفلات فى طريقة خلع الحجاب.. عرى متجاوز أحيانا فى ارتداء الملابس، وفى طريقة تصفيف الشعر والمكياج الصاخب... ظواهر بالتأكيد ليست عادية، وبالتأكيد ليست صدفة!!


الواضح وهى بالطبع (قراءة للظاهر، وليست قراءة للنوايا).. أن ارتداء وخلع الفنانات للحجاب، لا علاقة له بالسلوك الدينى.. فالاستعراض الجماعى المرتبط والمتزامن مع المتغيرات السياسية، والتحولات الاقتصادية فى المنطقة، تعنى أن حجاب الفنانات كان دائما (لبسه وخلعه) ظاهرة سياسية!!.. فى الثمانينات كان السخاء المادى لدعم السلفية الوهابية، وكان تدفق الأموال الخليجية إلى الفنانات، كتعويض عن ترك الفن، وبدا الأمر على هذا النحو، أكثر كسبا وتربحا... ومع تراجع مصادر التمويل خلال العامين الأخيرين أو الثلاثة، وتوقف الكرم الوهابى، وتقليص حركته داخل المملكة، وهو ما أعلنه محمد بن سلمان ولى العهد السعودى، فى لقاء معه (لا توجد وهابية فى السعودية)!!...

وبدت الرؤية المستقبلية للمملكة، نحو مجتمع أكثر حداثة يواكب عصره وعالمه، تعيد تشكيل الواقع ثقافيا.... تراجع المد الوهابى وتراجع سخاؤه... وبدا الأمر خسارة بالغة لدى الكثيرات من الفنانات... فتسابقن واحدة بعد أخرى فى خلع الحجاب..!!