الوصل والفصل

مؤتمر أدباء مصر

محمد السيد عيد
محمد السيد عيد

محمد السيد عيد

انعقد مؤتمر أدباء مصر فى دورته الرابعة والثلاثين منذ أسبوع فى محافظة بورسعيد، وبوصفى أحد مؤسسى هذا المؤتمر يطيب لى أن أكتب عنه لتعرف الأجيال الجديدة أصحاب الأدوار الفاعلة فيه.
مر المؤتمر بتغيرات كثيرة منذ نشأته، وأول هذه التغيرات اسمه. فى البداية كان يسمى «مؤتمر أدباء مصر فى الأقاليم»، ثم تغير الاسم ليكون مؤتمر أدباء مصر. تغيرت أيضاً طريقة تشكيل الأمانة. كانت الأمانة فى الدورات الست الأولى بالتعيين، وفى الدورة الخامسة، اقترحت على حسين مهران، رئيس الهيئة، أن تشكل الأمانة بالانتخابات، ووافق الرجل، لكن مجموعة من الأدباء قاومت الاقتراح بشراسة، واعتبر أحدهم أن هذه مؤامرة الهدف منها هو شق صفوف الأدباء، لأن الانتخابات ستولد بينهم المنافسة والصراع، وأمام الهجوم الشديد تراجعت عن الفكرة، وقال الدكتور شكرى عياد رحمة الله عليه يومئذ إنها المرة الأولى التى يرى فيها المنصة أكثر تقدماً من الصالة. لكن فى العام التالى، وقبيل انتهاء المؤتمر، جاءنى الأستاذ محسن الخياط وطلب منى إجراء الانتخابات، وقال لى إنه تفاهم مع المعارضين، وأقنعهم أنه ليس من المعقول أن يقفوا أمام إجراء ديمقراطى مثل الانتخابات. وأجريت الانتخابات، ومنذ هذا الحين صارت الأمانة بالانتخاب. وترتب على هذا أن اختيار الأمين العام صار هو الأخر بالانتخاب من بين أعضاء الأمانة، وأن الأمانة صارت هى التى تختار رئيس المؤتمر.
تغير أيضاً شكل المؤتمر خلال هذا العمر الطويل. فى البداية كان المؤتمر ينقسم للجان نوعية، لجنة للقصة، وأخرى للشعر، وثالثة للمسرح، ورابعة لنوادى الأدب، وهكذا. لكن ابتداءً من الدورة الرابعة تغيرت طبيعة المؤتمر، وصارت الأبحاث هى عصب المؤتمر، وهذا الشكل هو السائد حتى الآن.
مطبوعات المؤتمر أيضاً تغيرت، ففى البداية لم تكن هناك مطبوعات، لكن مع التحول للشكل البحثى طبعت الأبحاث أولاً بأشكال بدائية، ثم صارت بحوث المؤتمر تصدر فى كتب مطبوعة، كما أصدرنا كتباً عن إبداع المحافظة المستضيفة، وفى الدورة الثامنة أصدرت كتاباً عن تاريخ المؤتمر، وفى عهد الدكتور الرزاز أصدرت أول معجم لأدباء مصر فى الأقاليم، وقد تلقف مسعود شومان هذين الكتابين وأضاف إليهما، فصنع ذاكرة للمؤتمر، ومعجما يضم أكثر من ألف شخصية.
إنه تاريخ طويل أردت أن أقدم لمحة سريعة منه لمن يود أن يعرف.

 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي