الخروج عن الصمت

حليمة وزين

محمد عبد الواحد
محمد عبد الواحد

عندما تتجه أنظار العالم إلى شرم الشيخ فاعلم انه لقاء الأجيال حيث منتدى شباب العالم الذى يقام على أرض مدينة السلام.
نعم هى أرض السلام لأنها تحتضن شبابا بمختلف أجناسهم وألوانهم تجمعهم المحبة والوئام، يفتح كل منهم جعبته لينهل من الآخر معرفة ودراية بما تحتويه ذاكرة عقول كل منهم ، أى أنه جاء ليتصفح العقول ويقف على ماوصلت إليه من معرفة ومكتسبات فيلتحم الشباب وتذوب الفوارق وتجمعهم لغة واحدة هى العلم والمعرفة.
تمنيت لو رجع بى الزمن وكنت فى مقتبل عمر هؤلاء الشباب حتى أشاركهم منتداهم وانهل من زاده ومعرفته.
بالأمس كان حفل الافتتاح حيث توقفت عند لقطتين، الأولى هى حليمة عدن أبرز عارضة أزياء محجبة، تصدرت صورها غلاف مجلة فوج البريطانية.
فهى أمريكية من أصول صومالية مسلمة واجهت الكثير من المتشددين الذين يريدون وصم الإسلام بالإرهاب وان كل محجبة هى مشروع لإرهابية تهدد كيان الآخرين وتعتدى على حريتهم، فتقول تمسكت باسلامى وحجابى حتى يرى الآخرون الوجه الآخر للإسلام وهو قمة سماحته، مطلقة عبارتها الشهيرة (لاتغيرى نفسك بل غيرى قواعد اللعبة ) كما تقول: لا تطلق أحكاما على الناس ابدا فالله وحده القادر على الحكم،ساعد الناس وامنحهم الحب.
اللقطة الثانية للطفل زين الذى يبلغ من العمر 12 عاما يتكلم بلسان حال الرجال فيقول دخلت حربا مع المرض اللعين وانتصرت عليه ولم تكن الحرب لمرة واحدة بل دارت رحاها أربع مرات منيت خلالها بالانتصار ومنى هو بالهزيمة حيث الإرادة والعزم على تحمل الألم والانتصار عليه.
من خلال اللقطتين أجد أن حليمة البالغة من العمر 22 عاما نشأت فى بيئة صحية رغم فقرها إلا أنها تربت على احترام نفسها ودينها لذلك نما لديها احترام الآخر وفن التعامل معه دون أن تغير نفسها من أجل أن يرضى عنها فتفقد التزامها بدينها.
واللقطة الثانية التى أرفع فيها القبعة لأسرة هذا الطفل التى حصنته بالايمان فخلقت منه رجلا يقدر على تحمل الصعاب ويستطيع مواجهتها حتى ولو كان مرضا يفتك به.. فمن تريد أن تتقدم دون أن تفقد دينها أوتخلع حجابها فحليمة اروع مثل ومن يريد أن يتحلى بالصبر والجلد فهذا زين الفتيان اروع الامثلة.