تقنيات جديدة وأفكار عالمية مبتكرة في منتدى شباب العالم لمواجهة التغير المناخي

جانب من  منتدى شباب العالم
جانب من منتدى شباب العالم

طرحت مجموعة من الباحثين والنشطاء من دول مختلفة عدة تقنيات جديدة وأفكار مبتكرة ومقترحات غير تقليدية لمواجهة مخاطر التغير المناخي على البشرية وارتفاع درجة الحرارة على كوكب الأرض؛ بما يؤدي إلى ذوبان الكتل الجليدية، وارتفاع منسوب المياه في البحار بما يغرق المدن الساحلية إلى جانب التعرض للأعاصير وموجات الجفاف وتغير أنماط المحاصيل والأمراض.

وتحدث "جيان ليو" خبير صيني في شئون البيئة بالأمم المتحدة، في جلسة(تطبيقات ورؤى شبابية للحفاظ على البيئة) التي عقدت اليوم الأحد في إطار منتدى شباب العالم بشرم الشيخ، عن خبرات الشباب الصيني في مواجهة التحديات البيئية قائلا : "تم تأسيس عدة وحدات في الصين للحفاظ على البيئة، وتم إصدار تشريعات لحمايتها من التلوث والمخلفات الصناعية، وتم تشجيع الشباب ودفع جهودهم وتسليط الأضواء على مبادراتهم في هذا المجال".

وأوضح "ليو" أن أنشطة الصين في هذا المجال تزيد يوما بعد يوم ، حيث عملت على خلق بيئة خالية من التلوث ودفع التنمية في مناطق التلوث بعد تنظيفها، وقامت بخلق الفرص المواتية للعمل لمختلف الشرائح المجتمعية"، مؤكدا أن الصين لها باع كبير في هذا المجال وقامت بنشر الوعي لدى من ليس لهم خبرة بهذا الموضوع..مشيرا إلى أن الحكومة الصينية تقوم بأنشطة متعددة لمكافحة التلوث ووقف التغير المناخي ، منها إعادة تدوير المخلفات وتقليل المخلفات البلاستيكية والتوسع في استخدامات الطاقة الجديدة والمتجددة بدلا من الوقود الأحفوري.

ومن جهته، طرح جان فيرير خبير مكسيكي في مجال التقنيات الجديدة المستخدمة في مجال الحد من التغيير المناخي ، فكرة استخدام الروبوتات في الأماكن الصغيرة التي نريد تنقية الهواء فيها مثل المنازل والمطاعم والفنادق، مشيرا إلى أن هذه التقنية هي آلية مساعدة للأشجار في امتصاص ثاني أكسيد الكربون والجزيئات الضارة.

وأشار إلى ما يعرف باسم الرياح الذكية المخصصة لتبديد الملوثات الناتجة عن المصانع، داعيا إلى إصدار قوانين صارمة للحد من الملوثات والمخلفات الصناعية التي تلحق الضرر بصحة البشر..موضحا أنه يتم تركيب هذه الأجهزة في البنية التحتية بالأماكن التي لا يمكن فيها زراعة الأشجار بالمدن مثل محطات مترو الأنفاق.

وأوضح أنه صمم جهازا "روبوت" عبارة عن أربعة طواحين، تعمل طوال أيام الأسبوع بلا توقف لالتقاط الأبخرة والعوادم الطبية، وأطلق عليه اسم الأنف الكبير حيث يستنشق الملوثات بعد رصدها، قائلا : "إننا طبقنا هذا الابتكار في مدن المكسيك وبنما، وهذه الابتكارات تساعد على حل مشكلة التلوث الذي يتسبب في وفاة 7 ملايين نسمة سنويا على مستوى العالم".

ولفت إلى أن ما نسبته 91% من سكان العالم يستنشقون الهواء الملوث، وأنه لا يفلت من التلوث غني وفقير، ويعادل تلوث الهواء تدخين 60 سيجارة يوميا، قائلا : "إنني أوجه رسالة للشباب مفاداها يتعين عليكم أن تؤمنوا بأنفسكم وأنتم تراهنون على المستقبل".

ودعا المصريين إلى ضرورة الحفاظ على بيئتهم لأنها جزء من الطبيعة التي تعد جزءا من الشخصية المصرية، مؤكدا استعداده للتعاون مع منتدى شباب العالم في العمل على الحفاظ على سلامة البيئة.

ومن جهتها، تحدثت نتاليا بريشلياك مساعد في الإدارة والطاقة المتجددة بجامعة أوكرانيا عن تقديم الدعم المالي وإنتاج الوقود الحيوي، قائلة :"إن أوكرانيا دولة زراعية فقد أجرت أبحاثا عن تحويل المخلفات الزراعية التي تهدر إلى طاقة ووقود حيوي بدلا من أن تلوث المياه والجو مثل حرق القش الذي له نتائج خطيرة على البيئة".

وأضافت:"إنه بدلا من التلوث الذي يأتي من المزارع الكبيرة ينبغي العمل على تحويل المخلفات الزراعية إلى طاقة مثل البيوجاز ، ويجب التعاون بين العلماء ومنتجي الطاقة وتشجيع الشباب على الدخول إلى هذا المجال وزيادة التعاون بين الجامعات ومراكز الأبحاث في هذا المجال"..مؤكدة أن الأمن الغذائي مهم جدا في العالم وأكثر من 70 من الأغذية تهدر بينما يعاني مليارات البشر من نقص الأغذية ويجب استخدام الأسمدة الطبيعية وتقليل الهدر وإعادة تدوير المخلفات وتحويلها إلى طاقة.

ولقيت الفتاة الهولندية الصغيرة ليلي بليت (12 عاما) عاصفة من التصفيق عندما ذكرت أنها ناشطة في مجال البيئة وسفيرة الشباب في مكافحة المواد البلاستيكية التي وصفتها بأنها تمثل كارثة على البيئة حيث إنها لا تتحلل لأنها منافية للطبيعة، موضحة أن المخلفات البلاستيكية تظل تتفتت حتى تتحول إلى جزيئات صغيرة تبتلعها الأسماك وتعود إلينا مرة أخرى مما يلحق بالبشر أضرارا صحية خطيرة.

وحذرت الناشطة الهولندية من الكوارث البيئية العديدة مثل التغير المناخي وارتفاع درجة الحرارة على كوكب الأرض،مشيرة إلى أنها قامت بجولات عديدة في مدن هولندية وأوروبية لنشر الوعي بالمشكلات والقضايا البيئية، داعية إلى تكثيف الجهود لإنقاذ كوكب الأرض.

وقالت : "إن أسرتها دعمتها بشكل كبير وشجعتها على مبادرة جمع المخلفات البلاستيكية من الطرق والأماكن المختلفة"، مضيفة : "إن رسالتها للشباب هي إذا أردت أن تنقذ هذا الأرض لا تستمع إلى الأشخاص السلبيين للذين يثبطون الهمم".

وتحدثت إليزابيث واثوتي ناشطة بيئية من كينيا ومنسقة الشباب الأفريقي للحفاظ على البيئة عن مواجهة مشكلات التصحر وعدم العدالة البيئية، فدعت الشباب إلى زراعة الأشجار ونشر المساحات الخضراء..مشيرة إلى أن ما يحدث للبيئة يؤثر فيها لأنها جزء من البيئة ومن الطبيعة.

وقالت : إن أفريقيا تتأثر بشكل عام من التلوث والتصحر وأنها دشنت حملات إعلامية تضم الشباب والأطفال وتسعى إلى تعليمهم بشكل علمي زراعة الأشجار والتواصل مع الطبيعة الذي يقل مع إزالة الأشجار، وقررت بدء برنامج لمنح الأطفال وجبات مغذية لتوفير الأمن الغذائي، ووصفت الأطفال بأنهم الأقلية المنسية التي لم تتسبب في مشكلة التلوث"..معربة عن اعتقادها بأن هؤلاء الأطفال هم من سيدشنون حملات لحماية البيئة وإنقاذ الكوكب لأنه ليس أمامنا كوكب آخر نعيش فيه.

وتحدثت إيزابيلا إيسبندولاز باحثة في مجال الجغرافيا البيئية في البرازيل عن المشكلات البيئية في البرازيل التي تتمتع بموارد طبيعية كبيرة ومع ذلك أصبحت في خضم أزمة بيئية مع التهديدات التي تواجهها الغابات وحرائق الأمازون وتسرب النفط في المناطق الشمالية..قائلة :"إن هناك مبادرات شبابية ومن شباب العلماء لمكافحة هذه الأزمات".

وبالنسبة للدول النامية التي تعاني من نقص المياه..قالت : "إننا بحاجة إلى اكتشاف طرق جديدة لمواجهة ندرة الموارد مع التزايد السكاني مع التفكير في بدائل وحلول مبتكرة والاستعانة بخبرات الباحثين".

واختتم أولاميديد إيدو باحث في التغيير المناخي من نيجيريا مناقشات الجلسة حيث تحدث عن ضرورة مساهمات المواطنين في قضايا تحسن أحوال البيئة وتوقع أن يحدث بمرور الوقت توسعا في الحملات الإعلانية والدعائية زيادة عدد المدن النظيفة ومبادرات التنمية المستدامة، قائلا : "إنه قاد في بلاده مبادرة شبابية للحفاظ على البيئة ، ودعا الشباب إلى مساعدة الحكومة لدعم القضايا البيئية".

وأشار إلى أنشطة الشباب النيجيري في التقاط البلاستيكيات وتنظيف البيئة ونشر الأفكار مثل الألواح الشمسية، داعيا إلى الحرص على أن نجعل مدننا مستدامة.