استشاري صحة نفسية تقدم نصائح تربوية للتعامل مع الطفل «الزنان»

الطفل الزنان
الطفل الزنان

تشعر كثير من الأمهات باليأس في التعامل مع طفلها كثير البكاء، وتبدأ التساؤلات حول طريقة التعامل مع الطفل الزنان والتصرف السليم الذي لابد أن تفعله الأم؟ وتجيب عليها استشاري أسري وصحة نفسية د. ولاء شبانة في ما يلي:


قالت د. ولاء شبانه : "إنه لابد على الأم أن تتعلم تهدئة نفسها قدر ما تستطيع ولا تتأثر بهذا الزن وتتعصب وتضايق لأنها قد تنفجر في الطفل بالضرب العنيف الذي يؤثر على نفسيته، ولابد أن تتعامل مع الموقف بعقلانية ورؤية الأمور من 3 أبعاد قد تجعل الطفل كثير البكاء، ومنها التعب وارتفاع درجة حرارته، أو أنه يشعر بالجوع وهذا أول شئ لابد من ملاحظته أو أن يكون يحاول أن يشعر الأم أنه موجود، حتى يحصل على المزيد من الاهتمام أو العناية أو وسيلة تحايل من الطفل لتلبية طلبا ما وهنا يجب الانتباه إلى أن الاستجابة للطفل ستجعله يعتبرها وسيلة ضغط، لكن إذا علمنا الطفل أنها ليست  وسيلة الإلحاح سيتوقف عن ذلك".

وأوضحت د. ولاء شبانه، أنه لابد على كل أم معرفة أن الضرب لا يوصل لأمر إيجابي في النهاية بل سيسبب أمور عكسية، وإذا كبر الطفل لابد من إتباع أسلوب الحوار وتعريفه أن ما يفعله خطأ ويتم ذلك بمفرده بعيدا عن المحيطين، كما لابد من عمل اتفاقيات مع الطفل واقتناعه أنه إذا استمر في الزن سيحرم من شيء يحبه وإذا توقف سيحصل على مكافأة محببة له وإغراءه على السلوك الجيد .

وأضافت د. ولاء شبانه، أنه في حالة قيام الطفل بعمل تصرف يضايقك أطلبي منه أن يذهب لغرفته ويفكر فيما فعله 5 دقائق وخلال هذه الفترة، سيهدأ انفعالك، وسيفكر هو في ما فعله، وبعد مرور 5 دقائق، تحدثي معه عن تصرفه وأنه أخطأ بالفهم لأن الهدف من أي تصادم مع الطفل أنه يعرف ما هو صواب وما هو خطأ .

وأشارت إلى أن التربية الصحيحة ليست معركة أو حرب ينتظر كل طرف أن يفوز على الأخر، لكن ما يميز التربية هو وجود أساس وعلاقة قوية بين الأم والطفل وتحافظ عليها بعدم التوتر لأنها إذا خست العلاقة القوية من الصعب أن يعطيها الطفل الأمان مرة أخرى .

وذكرت د. ولاء شبانه أن هناك مفهوم أخر مهم أثناء التربية وهو "قبول الطفل بكل صفاته وعدم محاولة تشكيله كما تريدين مما يقيد شخصيته"، فالطفل ليس قالب يطبع، بل لكل طفل كيان وشخصية لابد من الحفاظ عليها ودعمها بتوجيه الطفل للصواب والخطأ فقط، فلابد أن تعريف الطفل أن كل إنسان طبيعي يخطئ ثم يتدرب على الصواب ثم يصل لمرحلة تعلمه ويفعله من أول مرة ولن يأتي الصح أو الصواب من أول مرة بدون الخطأ وهذا يزيد قوة العلاقة بين الطفل وأمه .

ونصحت بمعاملة الطفل كشخص كبير وكفرد له عقلية تحترم وليس بالأوامر والتهديد بالعقوبات وكأنه في سجن، لكن ادعمي من طفلك حتى عندما يخطأ لأنه يعزز صورته عن نفسه ويحاول جاهدا في كل مرة أن يفعل الصواب، لافته إلى أن الأمومة والتربية مثل المدرب الملتزم بفريق يدربه على مراحل عديدة وسنوات طويلة حتى يستطيع أن يحقق بطولات وانتصارات، فالأم تلعب دور المدرب في حياة طفلها حتى عندما يبلغ الطفل ويصبح لديه القدرة على الانتصار في مواقف الحياة المختلفة، حيث تكون قد تكونت داخله شخصية قوية غير مهزوزة واثقة في قدراتها وإمكانياتها وقدرتها على التمييز بين الصواب والخطأ "وهذا هو هدف التربية".