«الصُداع» عند الأطفال.. أسباب وعلاج ووقاية

الصداع عند الأطفال
الصداع عند الأطفال
احمد جلال
 

الصداع عند الأطفال من الحالات الشائعة، وعادة لا تكون خطيرة وقد يعاني بأنواع الصداع المختلفة مثل الكبار بما في ذلك الضغط النفسي وقد وأيضًا يعاني من الصداع المزمن اليومي.

قال أخصائي طب الأطفال د. محمد دسوقي إن الصداع عند الأطفال ينجم عن عدوى مثل نزلة برد أو التهاب الجيوب الأنفية أو الضغط النفسي الشديد، أو القلق، أو كدمة بالرأس او اسباب أخري، لكن لابد الانتباه لأعراض الصداع، واستشارة الطبيب إذا كان الصداع يزيد سوءًا أو يتكرر حدوثه

أسباب الصداع 

وأوضح أن الأسباب الشائعة للصداع في الأطفال هي مشاكل النظر المختلفة "في بداية المراحل التعليمية"، ومشاكل الأسنان واللثة، الإصابة بالأمراض والعدوى مثل نزلات البرد والإنفلونزا و التهاب الأذن الوسطي والجيوب الأنفية هي أكثر أسباب الصداع شيوعًا عند الأطفال، وأيضًا توجد أنواع من العدوى أكثر خطورة كالتهاب السحايا أو التهاب الدماغ يمكنها أن تسبب الصداع كذلك؛ لكنها عادةً ما تكون مصحوبة بعلامات وأعراض أخرى مثل الحمى وتصلب الرقبة، واضطرابات النوم "الكوابيس أو الأحلام المفزعة"، وأيضا توتر عضلات الرقبة "نتيجة الإفراط أو النقص، في ممارسة النشاطات الرياضية"، والنقص في شرب السوائل الجفاف"، والصداع التوتري

وأشار إلى أن الصداع التوتري يسبب ضيقًا ضاغطًا في عضلات الرأس أو الرقبة أو ألمًا خفيفًا إلى معتدلاً غير نابض على جانبي الرأس والألم الذي لا يزداد سوءًا بسبب النشاط البدني الصداع الذي لا يكون مصحوبًا بغثيان أو قيء، كما هو الحال في كثير من الأحيان مع الصداع النصفي قد يبتعد الأطفال الصغار عن اللعب العادي ويبدون رغبتهم في النوم. قد يستمر الصداع التوتري لمدة من 30 دقيقة إلى عدة أيام

أطعمة ومشروبات معينة

وأضاف أن من ضمن الأسباب الشائعة للصداع هي تناول أطعمة ومشروبات معينة مثل الأطعمة المحتوية على مادة النترات وهي مادة حافظة للطعام توجد في اللحوم الصناعية "المعالَجة" مثل السجق والسوسيس يمكنها أن تحفز الصداع وكذلك المادة المضافة الغذائية الغلوتامات أحادية الصوديوم "MSG" في بعض الأطعمة المغلفة مثل الأندومي كما أن تناول كمية كبيرة من الكافيين الموجود في الصودا والشوكولاتة والقهوة والشاي يمكن أن يسبب صداعًا.

وأوضح د. محمد دسوقي أن الأسباب غير الشائعة للصداع في الأطفال مشكلات في الدماغ وهو من النادر أن يتمكن ورم دماغي أو خراج أو نزف في الدماغ من الضغط على مناطق من الدماغ مسببًا صداعًا مزمنًا متفاقمًا. ومع ذلك فالعادة في هذه الحالات وجود أعراض أخرى مثل مشكلات في الرؤية والدوار ونقص تناسق الحركة

وأضاف د. محمد دسوقي أن الصداع النصفي يكون سببا لـ 15% من آلام الرأس قد يسبب الصداع النصفي ألمًا نابضًا أو الشعور بالدق في الرأس وألمًا يزداد سوءًا مع بذل المجهود والغثيان وقيء و ألم في البطن والحساسية الشديدة تجاه الضوء والصوت و قد يصيب الصداع النصفي الرُضع أيضًا. قد يبكي الطفل الذي لا يستطيع وصف أعراضه ويمسك برأسه كإشارة على الألم الشديد.

وتابع أن الصداع العنقودي لا يعد شائعًا لدى الأطفال أقل من 10 سنوات، عادة ما يحدث في مجموعات من خمس نوبات أو أكثر، تتراوح بين الإصابة بنوبة صداع مرة واحدة كل عدة أيام إلى ثمانية نوبات في اليوم يتضمن ألمًا حادًا وطعنًا على جانب واحد من الرأس يدوم أقل من ثلاث ساعات و يصاحبه إدماع العينين أو احتقان أو سيلان بالأنف أو أرق أو الشعور بالضيق، كما أن الصداع المزمن اليومي يستخدم للصداع النصفي والصداع التوتري الذي قد يستمر لأكثر من 15 يومًا في الشهر.

تشخيص الصداع عند الأطفال 

وأشار إلى أنه يتم تشخيص الحالة عن طريق أخد تاريخ مرضي مفصل يشمل مدة الألم، موقعه، توقيت ظهوره، كيفية انتهائه ووتيرة ظهوره في حال ظهوره لأكثر من مرة واحدة في الأسبوع ثم الفحص الطبي للطفل كاملا للتوصل لسبب الصداع و في بعض الحالات قد نحتاج لبعض الفحوصات الطبية مثل الأشعة العادية أو النقطعية أو الرنين النغناطيسي أو رسم المخ أو بعض تحاليل الدم، وقد تجعل الاختلافات في الأعراض من الصعب تحديد نوع الصداع لدى الطفل، وخاصة في الأطفال الأصغر سنًا الذين لا يستطيعون وصف الأعراض.

متي يجب استشارة الطبيب فورا؟

وأكد د. محمد دسوقي على استشارة الطبيب دون تأخير إذا كان الصداع الذي يصيب طفلك يجبره على الاستيقاظ من النوم، ويزداد سوءًا أو يحدث بشكل متكرر، ويغير من شخصية طفلك، ويتبع إصابة، مثل التعرض لضربة شديدة على الرأس، ويصاحبه قيء مستمر أو تغيرات في الرؤية، ويصاحبه حرارة عالية وآلام أو تصلب في الرقبة

الوقاية 

وقدم د. محمد دسوقي الطرق التي تساعد على تجنب الصداع أو تقليل شدته عند الأطفال، وهي الحصول على قدر كافي من النوم و تنظيم مواعيد النوم، وتناول وجبات صحية ووجبات خفيفة، وشرب 4-8 أكواب من الماء يوميًا، وتجنب الاسراف في الكافيين، وتقليل الضغط النفسي لأن الضغط النفسي قد يزيد من تكرار حدوث الصداع و انتبهى جيدا للأشياء التي تسبب الضغط النفسي في حياة طفلك مثل صعوبة أداء الواجب المدرسي أو علاقاته المتوترة مع أقرانه، والاحتفاظ بمدونة لتسجيل مرات الإصابة بالصداع. يمكن للسجل اليومي أن يساعدك في تحديد ما الذي يسبب صداع الطفل.

وأضاف أنه يجب الملاحظة الجيدة متى يبدأ الصداع، ومدة استمراره، وما الذي يساعد على تخفيف الألم، إن وجد، وتسجيل استجابة طفلك لتناول أي دواء للصداع، ومع مرور الوقت سوف تساعد العناصر التي تم تدوينها في سجل الصداع اليومي على فهم أعراض طفلك بحيث يمكنك اتخاذ إجراءات وقائية محددة، وتجنب مثيرات الصداع، وتجنب أي أطعمة أو مشروبات، مثل تلك التي تحتوي على الكافيين أو النترات أو الجلوتامات

علاج الصداع 

أشار إلى أنه يختلف علاج الصداع كليا بين طفل و آخر حسب سبب الصداع و لذلك يجب تشخيص سبب الصداع في الطفل أولا حتى نتمكن من وصف العلاج المناسب، كما أن الصداع في الأطفال أقل من سنتين يكون أعراضه علي شكل نوبات من البكاء والصراخ وأحيانا هز الرأس بشدة أو محاولة خبط الرأس.