فواصل

حوار المنامة..... رؤى للمستقبل

أسامة عجاج
أسامة عجاج

كما اشرت فى المقال السابق، ان حوار المنامة يستحق الكتابة عنه اكثر من مرة،سأقوم باستعراض بعد جديد لرؤية اصحاب القرار الدولي، لمستقبل منطقة الخليج ومضيق هرمز وحرية الملاحة وايران،من خلال استعراض مواقف تلك الجهات، حيث شهدت جلسات الحوار التوافق حول  وجود تهديدات تواجه المنطقة، لدرجة ان بعض المحليين السياسيين فى المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية،أكدوا احتمالية نشوب حرب كبرى فى الشرق الأوسط قريبًا جدًا، معلّلين توقعاتهم تلك بحشد إيران لمزيد من مليشياتها الطائفية المجهزة والمدربة جنوبى سوريا ولبنان، ورغبة اسرائيل بشن حرب استباقية تنهى تلك التهديدات على حدودها الشمالية من جهة اخرى، وتأكيدهم على انها «ربما لن تكون غدا»، وإنما «كل الأجواء تمهّد لاندلاعها قريبًا جدًا، وان كان وكيل وزارة الدفاع الامريكى للسياسات جون سى رود أضاف عليها مخاطر داعش رغم النجاحات التى تحققت، وهناك اكثر اكثر من رؤية للتعامل مع الخطر الايرانى.
ولنبدأ باللاعبين الجدد، وأتوقف هنا عند «الرؤية اليابانية» التى حسمت موقفها بالانحياز إلى واشنطن، واختيار مصالحها الخليجية، وهو ماعبرعنه تاداشى مايدا محافظ بنك اليابان للتعاون الدولي، الذى اعتبران التهديد النووى الإيرانى هو تهديد كبير، وأن اليابان انسحبت من السوق الإيراني، بالرغم من انه سوق كبير، ولكنها ضحت بمصالحها الاقتصادية فى إيران، نظرًا إلى خطورة التهديدات النووية، وعلى عكس ذلك جاءت» الرؤية الصينية» الذى تتمسك بمصالحها الاقتصادية مع ايران، وتطرح نفسها كوسيط، على لسان البروفيسور لانشين شاينغ مدير مركز دراسات الحزام والطريق الصيني، والذى أكد على ان مبدأ بكين هو عدم التدخل فى شؤون الغير وهى سياسة ناجحة، خاصة وان بلاده ليس لديها أى أعداء فى المنطقة، وتقوم بدور مهم فى المنطقة وهو الوساطة الدبلوماسية بين الاطراف فى تلك المرحلة الحاسمة، ورغم غياب «الرؤية الروسية» عن الحوار فهى مع إجراءات بناء الثقة بين دول الخليج وايران، للمساعدة فى حل ازمات المنطقة،والهدف النهائى إنقاذ نظام طهران.اما» فرنسا» فموقفها يتميز ببعدين، انتقاد واشنطن والتحرض ضد ايران، اما البحث عن دور، فيتلخص فى المبادرة التى طرحتها باريس، أطلقت عليها «الوعى بمضيق هرمز «، وتتضمن قيادة «مهمة المراقبة البحرية الأوروبية»و توفير حماية بحرية للمناطق البحرية فى الخليج، وهى تواجه صعوبات فى تمريرها حتى أوربيًا.
اما الموقف الامريكى فهو الاخطر، فنحن امام سيناريوهين، الاول، استمرار ترامب بعد تجاوزه محنة المحاكمة، ونجاحه فى الانتخابات الرئاسية القادمة، وسياساته تجاه ايران تعتمد على سياسة «الضغط القصوي»، والتى كشف ابعادها جون سى رود وكيل وزارة الدفاع للسياسات الذى اشار إلى ان الحصار الاقتصادى وفقا لوجهة نظره قد اثمر ويتوازى مع ذلك تجنب الدخول فى مواجهة عسكرية، فقد اعترف قائد القيادة المركزية للولايات المتحدة ماكنزى بان «هناك الكثير من المياه لنغطيها. وأضاف قد يكون لنا أولويات دولية أخرى، الا أنه تدارك الامر وقال « ولا أتفق تماماً مع السردية القائلة إننا تخلينا عن المنطقة أو أننا نغادرها» ويؤكد ذلك تدانى ردود فعل واشنطن على الهجمات الايرانية ضد منشأت النفط السعودى،، اما السيناريو الثاني، فقد يذهب ترامب ويأتى رئيس ديمقراطي، وهنا مأزق آخر، فنحن امام استئناف سياسة اوباما من الانسحاب من المنطقة، وقد اشار إلى ذلك صراحة السيناتور كريس ميرفى وينتمى إلى الديمقراطيين، عندما اعلنها صراحة نحن مع تقليص الوجود العسكرى وتعزيز التعاون الديبلوماسى والاقتصادى والاهتمام بملف دول المنطقة لحقوق الانسان واستشهد بسوريا وقال « هناك ديبلوماسى واحد ومئات الجنود والامر يمثل خطأ كبيرا، «علينا تعزيز الوجود الديبلوماسى والاقتصادى وخفض الوجود العسكري»
وهكذا فالامر يتطلب رؤية من دول المنطقة لأمنها، بعيدا عن الاوهام التى تروجها ايران، تحت مشروعها،التى أطلقت عليه «تحالف الأمل» من أجل السلام فى مضيق هرمز، وهو يستحق مقاله منفصلة.