نقطة فى بحر

أنا ورشاد والقطط

محمد درويش
محمد درويش

محمد درويش

تداولت وسائل التواصل الاجتماعى حكاية السائحة الأوكرانية التى شهدت سيارة تصدم كلبا من كلاب الشوارع فى شرم الشيخ فما كان منها إلا أن أوقفت سيارتها تبكى وتصرخ، حيث تصادف مرور طبيب بيطرى أعطى الكلب حقنة مهدئة وحملته السائحة داخل سيارتها إلى عيادة بيطرية أو مستشفى وتم عمل اللازم معه.
أحد الأصدقاء كتب أن أم الكلب داعية له، ولولا السائحة للقى مصيره موتاً فور  الصدمة أو الموت البطىء إثر الإصابة، كما يحدث مع العشرات من أقرانه فى شوارع المحروسة.
وليسمح لى الأصدقاء الذين رأوا فى تصرف الأوكرانية أنه من حظ الكلب السعيد، أن اختلف معهم، فإن كان الرفق بالحيوان هو ثقافة شعوب لم نصل إلى الحد الذى وصلوا إليه بعد، إلا أن الكثيرين من أبناء شعب مصر على مختلف فئاتهم لا يدخرون جهدا فى إطعام حيوانات الشوارع سواء من القطط أو الكلاب وأذكرهم بالرجل الطيب من أبناء المطرية الذى أوى كلبا واعتنى به ولما مات أقام له عزاء بسيطا وجاء الجيران ليقدموا له العزاء وبثت الحدث إحدى المواقع الإخبارية منذ حوالى عام.
فى نفس يوم انقاذ كلب الشارع على يد السائحة الأوكرانية كتبت الأديبة وئام أبو شادى على صفحتها كيف أن ابنها الطالب  «سيف» شاهد أمام المنزل «قط شيرازى» فى حالة هلع وخوف وأخبره البواب أن صاحبه رمى به فى الشارع ليفارق أيام العز التى عاشها فى شقة، قص على الأم حكاية القط فطلبت منه احضاره وبعد حمام ساخن قاومها فيه، نام ساعات طويلة ليستيقظ هارعا  إلى الطعام وجلس بجانبها معربا لها عن امتنانه وتقديره.. وعادة ما نقرأ منوعات فى الصحف عن بسطاء جدا تجتمع حولهم فى ساعات محددة من النهار أو الليل قطط أو كلاب الشارع فى انتظار ما يجودون به عليهم من طعام يعلم الله وحده كيف استطاعوا توفير ثمنه من قوت يومهم.. ولا يقتصر الأمر على البسطاء فمنذ أيام رأينا على اليوتيوب فيديو للمطرب الجميل مدحت صالح وهو يحمل كيسا من البلاستيك فى الشارع الذى يقطن فيه ويوزع ما به من مأكولات على القطط.
ناهيك عن أخبار تتداولها الصحف عن قيام قوات الحماية المدنية بالتوجه لفك أسر قط عالق أو كلب أصيب أو أنثى كلب  أخذوا منها أولادها ويجتمع الناس حولها بحثا عنهم وتطييب خاطرها، فضلا عن مجموعات من الشباب أنشأت ديارا لإيواء حيوانات الشارع ويدعون الناس إلى الاتصال بهم أمام أى حالة مرضية أو مصابة فى حادث.
كل هذا يؤكد أن هناك من بيننا من يرأفون بحال مخلوقات الله المسكينة سواء من منطلق دينى أو من الفطرة الإنسانية التى جُبلنا عليها.
ولن نذهب بعيدا فلدينا فى دار أخبار اليوم بعض من القطط وكل يوم والتانى حالة ولادة وأحرص مع الزميل رفعت رشاد على توفير الطعام لهم، بعض الزملاء يعترضون ومعهم حق خاصة المصابين منهم بفوبيا القطط والبعض الآخر يسهم معنا فى توفير الطعام.
وعادة ما أقول للمعترضين وإحنا مالنا أنا ورفعت هل أحضرناهم معنا إلى المبنى الصحفى، هم يتواجدون من زمن وإكرام الضيف واجب!