البشاري: علينا تحرير الإسلام من اختطافه من المتشددين واستنقاذ الخطاب الديني

صورة من المؤتمر
صورة من المؤتمر

شارك الدكتور محمد البشاري أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، بكلمة في الجلسة الافتتاحية في الموتمر الثاني والثلاثين لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، المنعقد بسان باولو البرازيل من 13-15 ديسمبر.

وركز فيها على أهمية إدراج موضوع المواطنة للمناقشة والتعريف في الندوات والموتمرات، لما فيه من خدمة قضايا العيش المشترك و تسهيل التواصل الحضاري.

و شدد الدكتور البشاري، على ضرورة ترتيب البيت الداخلي للمجتمعات المسلمة لحمايته من كل اختراق أو استخدام من طرف جماعات أو دول تسعى لنشر الفتن وثقافة العنف والتطرف المقيت، مشيرا إلى أن هذا يبدأ بجمع كلمة المسلمين من خلال عمل مؤسساتي راشد وتجديد للخطاب الديني بتأثيت الفضاء الفكري بمفردات السلم و التسامح والتعاون مع المخالف.

و نبه البشاري، إلى أهمية تفعيل المشترك الديني خاصة بين أبناء العائلة الإبراهيمية التي تجتمع من خلال وحدة المصدر، أي الوحي الآلهي، في كثير من مفاهيم دينية ناظمة للحياة وشئون العلاقات الإنسانية، وأن العمل على تفعيل المشترك الإنساني المبني على القيم و الأخلاق الكونية من احترام للتعددية وأسبقية للكرامة الانسانية على الدينية، تحقيقًا لمبادئ ميثاق الفضول الذي أطلقه الشيخ عبدالله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة الذي هو ميثاق يرتقي بالعلاقات الانسانية من مقام الحقوق إلى مقام الفضائل التي لا يختلف عليها أحد، من أجل تعايش مهذب وحرية مسئولة كما قال الشيخ بن بيه.

وطالب الدكتور محمد البشاري في آخر كلمته مدراء المراكز الإسلامية والدعاة والأئمة والخطباء من تحرير الإسلام من اختطافه من طرف الجماعات المتشددة واستنقاذ الخطاب الديني واسترجاع الثقة المفقودة بين المكونات المجتمعية وتجسير الهوة بين مختلف المنظومات الفكرية، وتحقيق مواطنة حاضنة للتنوعات شاملة أسمى معايير التعايش والانسجام في ظل الولاء للوطن، وترسيخ القيم الفكرية والثقافية الضامنة لأسس التفاهم والاعتراف المتبادل بالحقوق والواجبات الأساسية.

وتطرق أيضا إلى موضوع «من أجل مواطنة حاضنة للتنوع الثقافي وحاجزاً للتفرقة أو الإقصاء»، و«مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان»، و«احترام عقد المواطنة بين المواطن والدولة واجب ديني»، و«مسلمو أمريكا اللاتينية نحو تأسيس لشراكةٍ مواطنية متجددة ضامنة للتنوُّع ومؤكدة على التكامل»، و« التفاهم والاعتراف المتبادَل وضمان الحريات أساس المواطنة الصالحة».

يذكر أن الموتمر بتنظيم من مركز الدعوة الاسلامية في أمريكا اللاتينية ودول الكرايبي و بحضور ممثلين عن أكثر من 30 دولة.