انتخابات الجزائر| الاحتجاجات تقسم البلد إلى شطرين بين «مراكز الاقتراع» و«الساحات»

صورة من الاحتجاجات
صورة من الاحتجاجات

لم يكن يأمل الجزائريون أن تحل الانتخابات الرئاسية الأولى في البلاد منذ رحيل الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، والذي احتكر السلطة في البلاد لعقدين من الزمن، والجزائريون مقسمون بين موافقٍ على الانتخابات، وآخرون يملئون الساحات رافضين إجراء الاستحقاق الرئاسي في هذا التوقيت.

 

الانتخابات الرئاسية التي تأجلت من قبل مرتين، الأولى في أعقاب رحيل بوتفليقة عن الحكم، والثانية التي أُقتت في 4 يوليو الماضي، وتم إرجاؤها بعد عزوف الساسة عن الترشح في هذه الانتخابات تلبية لمطالب الحراك الشعبي، الذي كان يرغب عن إجراء الانتخابات آنذاك.

 

ويصر المحتجون على عدم إجراء الاستحقاق الرئاسي تحت من يعتبرونهم المحتجون رموزًا لنظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.

 

ويطالب المحتجون أيضًا برحيل باقي رموز الحرس القديم، ومن بينهم الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح ورئيس الوزراء نور الدين بدوي، وعدم إشرافهم على أي خطوةٍ في المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد.

 

تشتت الجزائريين

وبين هذا وذاك، وجد الجزائريون أنفسهم مشتتين، بين من رأى وجوب الذهاب إلى صناديق الاقتراع، والإدلاء بأصواتهم، ومن يريد الإذعان لدعوات المقاطعة، التي رفعتها القوى السياسية الشبابية في البلاد، وعدم الذهاب إلى صناديق الاقتراع.

 

أما البقية الأخرى، فآثرت الذهاب إلى الساحات بدلًا من مراكز الاقتراع، للمشاركات في الاحتجاجات الرافضة لإجراء الانتخابات، التي تشهد تنافس رموزًا من نظام بوتفليقة في المعترك الانتخابي، وعلى رأسهم عبد المجيد تبون، رئيس الوزراء الأسبق في البلاد، وعز الدين ميهوبي، آخر وزير ثقافة في عهد بوتفليقة.

احتجاجات وعنف

وشهد الجزائر اليوم احتجاجاتٍ واسعة النطاق في أنحاء متفرقة في البلاد، جميعها ترفض الانتخابات الرئاسية أو الاعتداد بشرعيتها، ليستمر الحراك الشعبي الذي لم يهدأ في البلاد منذ فبراير هذا العام.

وفي الأثناء، لم يخلُ اليوم الانتخابي من الأحداث الدامية، فقد جرى تكسير لصناديق الاقتراع في عدة مراكز اقتراع، وبالتحديد في ولايتي بجاية وتيزي أوزو.

كما أفادت تقارير إعلامية بوقوع مواجهات بين محتجين وأفراد الشرطة، واعتقال عددٍ من المحتجين.

 

المشهد الانتخابي

وفي المشهد الانتخابي، وإلى حدود الساعة الثالثة مساءً بالتوقيت المحلي، رئيس هيئة الانتخابات بالجزائر، في بيانٍ نشرته وسائل الإعلام الحكومية إن الإقبال على المشاركة في الانتخابات الرئاسية، اليوم الخميس 12 ديسمبر، سجل 20 بالمائة عند الساعة الثالثة مساءً.

ويتنافس خمسة مرشحين في الانتخابات الرئاسية، هم عبد المجيد تبون وعلى بن فليس وشكري بلعيد وعز الدين ميهوبي وعبد القادر بن قرين.

 

وشارفت مراكز الاقتراع على أن توصد أبوابها، فمن المقرر لها أن تغلق في الساعة السابعة مساءً بالتوقيت المحلي (الثامنة بتوقيت القاهرة).