إنجازات الرئيس السيسى امتداد لـ «بناة الأهرامات»

حوار| مخرج «مصر من السما»: سلسلة أفلام وثائقية تستعرض تاريخ المحروسة

 حسام أبو المجد
حسام أبو المجد

- فريق العمل متعدد الجنسيات.. واستخدمنا أحدث التقنيات التكنولوجية فى التصوير
- حرصنا على طرح السلبيات وتقديم الحلول.. و«الوحدة والسياحة والتجارة والطاقة».. أبرز ما سلطنا عليه الضوء


«مصر من السما».. اسم على مسمى يعبق بتاريخ المحروسة.. عبارة عن سلسلة من الأفلام الوثائقية التى تسرد مراحل مختلفة من حياة مصر بدءا من مصر الفرعونية مروراً بمصر الإغريقية والقبطية والإسلامية وصولا إلى مصر الحاضر، كما تستعرض الطريق إلى مصر المستقبل أيضاً.. هذا ما أكده المخرج المحترف حسام أبو المجد الذى قام بإخراج ذاك العمل الجليل.. ويكشف فى حواره لـ « الأخبار» أهم الكواليس وأبرز المغامرات التى جرت خلف الكاميرا.. وإليكم تفاصيل الحوار.

 

< « مصر من السما» اسم يحمل الكثير والكثير.. ماذا يعنى هذا الاسم؟
- الاسم يحمل مفاهيم وطنية جميلة تحث كل مواطن مصرى أن يفخر ببلده وأن يقدر قيمتها ويعلم أنها هبة من عند الله وأنها أشبه بقطعة من الجنة على الأرض بل أنها قطعة من السماء من شدة جمالها وعظمتها.
< حدثنا أكثر عن سلسلة الأفلام الوثائقية العظيمة.. وكم عدد أجزائها؟
- قمنا بعمل أربعة أجزاء لأفلام وثائقية تسرد تاريخ مصر منذ 7 ألاف سنة حتى اليوم وماتقوم به الدولة على أرض الواقع من مشروعات قومية ضخمة وحاولنا خلال تلك الأفلام أن نربط بين الماضى والحاضر وأن نجرى مقارنة بسيطة بين إنجازات مصر فى عهد أجدادنا الفراعنة وما يحدث اليوم من إنجازات كبيرة تفوق خيالنا.. لنعرف جميعاً أنه مثلما بنى أجدادنا زمان.. نحن اليوم نبنى ونصنع المستحيل أيضاً.
< كم مشروعا قوميا قمت بزيارته ليخرج لنا العمل بهذا الشكل الرائع ؟
- أثناء التصوير قمنا بزيارة أكثر من 20 مشروعا قوميا عملاقا وفى الحقيقة من شدة روعة تلك المشروعات لم نستطع أن نمنحها حقها الكافى فى التصوير.. لابد أن يذهب كل الناس إلى هناك لكى يشاهدوا بعيونهم ما تم إنجازه وأن ما حدث ليس خيالاً.
< وما هى المحافظات التى تم التصوير بها ؟ وكيف تم اختيار أماكن التصوير؟
- بدأنا التصوير فى الأماكن الأثرية لأن العالم كله يشاهد كنوز مصر وأثارها بنوع من الشغف وقمنا بالتصوير فى حوالى 15 محافظة من بينهم القاهرة والجيزة الأقصر وأسوان واسكندرية طبعاً، وأماكن التصوير تم اختيارها جغرافيًا وكانت أولى جلسات التصوير بالقاهرة واردنا الإنتهاء من الأعمال بالقاهرة والأهرامات وأبو الهول والمناطق الأثرية القبطية ومصر الإسلامية، وبالنسبة للمشاريع قررنا ترتيبها جغرافيًا، حيث استمرت مدة التصوير على مدار 30 يومًا، ولذلك بدأنا جغرافيًا بدأنا بالقاهرة ثم ذهبنا إلى الإسكندرية وكانت المحطة الثالثة سيوة ثم الفيوم، وبعد ذلك بدأنا بالجزء الجنوبى فكانت محافظة الأقصر هى الأولى ثم أسوان ثم أسيوط، وبورسعيد، الإسماعيلية، وقناة السويس، وعدنا إلى القاهرة للإنتهاء من المتحف الكبير وبناء عليه اخترنا أماكن المشاريع القومية بنفس الترتيب، وقمنا بتصوير طريق بنها الحر والعاصمة الإدارية الجديدة، محور روض الفرج ومدينة العلمين الجديدة وكوبرى مصر العائم وقناة السويس ومدينة الإسماعيلية للتكنولوجيا وأنفاق السويس ومدينة دمياط للأثاث.
< كم المدة التى استغرقها التصوير ؟
- قرابة سنة تقريباً.. بدأنا بـ 30 يوما تصويرا متواصلا إلى جانب 4 شهور فى المونتاج وتم عمل المونتاج فى أمريكا ومصر ثم باقى المراحل ليخرج العمل بشكل مميز.
< يُقال إن فريق العمل كان متعدد الجنسيات.. ما صحة هذا ؟ وما التقنيات المستخدمة؟
- حقيقى.. فريق عمل عالمى ومن جنسيات مختلفة سواء من امريكا أو انجلترا وفرنسا والتشيك أيضاً إلى جانب فريق متكامل من المصريين وهذا عن عمد لكى يكتسبوا المزيد من الخبرات العالمية فى مجال الأفلام الوثائقية، واستخدمنا تكنولوجيات متقدمة للإنتاج والتصوير باستخدام تقنية ٦k.
< ما الرسالة التى رغبتم توصيلها للجماهير؟ ومن صاحب تلك الفكرة الرائعة؟
- رسالة الفيلم تشير إلى التعريف بالإنجازات الحالية والتى تعتبر بمثابة امتداد للأثر التاريخى على مر العصور ويظهر ذلك جليًا فى حجم المبانى والمشروعات العملاقة امتدادًا لإنجازات الفراعنة وبناء الأهرامات.. الرسالة الرئيسية التى كنت أرغب فى تقديمها أنه لاشيء يُبنى بين يوم وليلة..ويجب أن يتفهم كل مواطن مصرى هذا واننا إذا عدنا بالتاريخ للخلف سنجد أن القدماء المصريين لم يبنوا مصر القديمة فى سنة او اتنين لكنهم استغرقوا الوقت الكافى الذى جعل العالم كله ينبهر بما قدموه ونحن ايضاً علينا أن نقدر المجهود الذى تبذله الدولة الآن فى بناء البلد.. دون أن أجامل الرئيس عبد الفتاح السيسى فكرا وخططا وكان لديه الشجاعة أن ينفذ أيضاً ويجب علينا جميعاً أن نشكره على رؤيته، أما الفكرة كان صاحبها الأستاذ تامر مرسى رئيس الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وهو الذى اقترح على وأنا اقتعنت جداً وتحمست للعمل.
< هل هناك أى عقبات أو شعرت بأى بيروقراطية وروتين طوال فترة التصوير ؟
- على العكس تماماً كان هناك كل التسهيلات ولا يوجد أى تدخلات فى عملنا تماماً نحن لم نحذف أى مشهد أو صورة واحدة لذلك أود أن أشكر القوات المسلحة والشرطة وأجهزة الدولة الذين منحونا هذه الفرصة.
< من يشاهد سلسلة الأفلام يتأكد من الخلفية التاريخية الثرية لصانعيها.. من وجهة نظرك ما هو اللغز أو السر وراء قوة مصر التى تظهر بالأزمات.. وكيف تحول مصر الخسارة إلى مكسب والهزيمة إلى إنجاز؟
- الإرادة هى سر المصريين التى تحول الخسارة إلى مكسب وتحول الهزيمة إلى إنجازو من خلال الفيلم سنشعر جميعاً بها.. فكرة إن كل تلك المشروعات القومية العملاقة يتم إنجازها خلال خمس سنوات فقط أى منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى الحكم شيء لا يستوعبه أى عقل وأتذكر حين ذهبنا للتصوير فى العاصمة الإدارية وسألنى السيناريست الأمريكى عن مدة بناء المشروعات بها وأخطرته بأن البناء بدأ منذ عامين فقط اندهش جداً وقالى لى إن هذا لا يستطيع إنجازه فى تلك الفترة الزمنية غير المصريين ولايوجد دولة فى العالم تستطيع ان تفعل هذا حتى أمريكا نفسها واندهش أيضاً من فكرة نقل الخبرات سواء فى محطات الطاقة وغيرها واكتساب المصريين لخبرات الألمان فى فترة بسيطة.
< كيف تم ترشيح الفنان أحمد فؤاد سليم لعمل الفويس أوفر؟
- أستاذ أحمد فؤاد سليم كان اختيارنا من الأول لأنه كان مشاركا فى فيلم حكاية وطن بأداء صوتى رائع وانا أوجه له جزيل الشكر لأنه أضاف لنا الكثير فى النسخة العربى مع الأستاذة رندا هاشم كاتبة السيناريو باللغة العربية لأنه كان مكتوبًا باللغة الإنجليزية والأستاذ أحمد أعاد صياغته بطريقه مناسبة للتلفزيون وحبينا يكون الـ «فويس أوفر» باللغة العامية بدلاً من العربية الفصحى حتى نكون الأقرب إلى المواطن المصري.
< كيف ترى المشهد الفنى والإعلامى المصري؟
- يجب على الإعلام عرض السلبيات والإيجابيات، فى الأفلام التى قمنا بإعدادها لم يتم حذف أى مشهد سلبى أو إيجابى بل كان هناك حرية كبيرة فى عرض كافة وجهات النظر، حيث أننا قمنا بعرض أزمة المرور وحجم التكدس الكبير فى مصر بسبب المرور، وعرضنا الحل الذى يتم الآن بمشروعات وشبكة الطرق الكبيرة التى تتم الآن للقضاء على هذا التكدس، وعرضنا زيادة التعداد السكانى بشكل مخيف، وعرضنا مشروعات الإسكان الكبيرة بالعاصمة الإدارية الجديدة، ومدينة الجلالة ومدينة المنصورة وفى العلمين الجديدة، بحيث أنها تستوعب التكدسات السكانية والعمالة وإنشاء مدن متكاملة لتفادى المشاكل التى كانت تحدث مؤخرًا بسبب العشوائية، فواجب على الإعلام عرض السلبيات للبحث عن حلول واقعية لها.
< هل ترى أن الإنتاج الفنى يحتاج لتدخل الدولة؟
- انا اؤيد فكرة تدخل الدولة فى الإنتاج الفني، التلفزيون المصرى قديمًا كان له دور كبير فأحسن الأعمال الدرامية كانت تصدر من التلفزيون المصرى وكان المواطن المصرى حريصا كل الحرص على متابعة تلك الأعمال، وهذا هو دور الدولة فيجب استغلال إمكانيات الدولة المادية والبشرية لإضافة الكثير فى الإعلام والتلفزيون.
< أيهما الأكثر تأثيراً على الجمهور.. الأفلام الوثائقية أم السينمائية ؟
- أنا أرى أن تأثير الأفلام الوثائقية أكثر تأثيراً من الأفلام السنيمائية لأنها تكون أكثر واقعية لأنها عبارة عن مشاركة المواطن فى الحقائق والوقائع والأهداف ودورها يكون أكبر من نظيرتها السنيمائية ورد فعل الجمهور عليها يكون أكثر إيجابية، وأنا لست مقتنعا أن السنيما تنقل حقيقة المجتمع حيث أنها تكون أقرب للخيال، فى حين أن الأفلام الوثائقية تتم بالأماكن والحقائق وأرقام دولية تم إعلانها بشكل مباشر ويكون المواطن على علم بها فتأخذ نصيب الأسد من اهتمام المواطن
< وهل الأفلام الوثائقية تقتصر على فئات معينة من الجمهور ؟
- أكيد الأفلام الوثائقية تشد أكثر الجمهور المثقف، سلسلة مصر من السماء نالت إعجاب واهتمام العديد من الشباب والأطفال وكذلك كبار السن، وأنا عندما قمت بعمل الأفلام لم أحدد الجمهور وكنت أهتم بالمحتوى نفسه وكنت حريصًا على عرض مصر بصورة مختلفة وتناولنا للمشروعات كان مختلفًا .
< كيف يمكننا تطوير الأفلام الوثائقية فى مصر؟
- تطوير الأفلام الوثائقية فى مصر يحتاج إلى مجهود كبير جدا ومساعدة مالية كبيرة، الأفلام الوثائقية على مستوى العالم تكلف مئات الدولارات، والفيلم الوثائقى غير ربحى ولكنه لعرض الحقيقة على أرض الواقع فيجب تهيئة المواطن للقصة ومعايشتها على سبيل المثال من الخطأ التحدث عن الآثار دون التطرق إلى تاريخ الآثار، وكذلك لا يجب عرض مشروع على أنه الأفضل على الإطلاق دون النظر إلى المشاريع الأخرى، فالفيلم الوثائقى يجب أن يتضمن بداية ونهاية وسلبيات وإيجابيات ومشاكل وحلول.
< حدثنا أكثر عن رحلتك فى عالم «الميديا»؟
- أنا خريج الجامعة الأمريكية بالقاهرة قسم صحافة وقمت بعمل ماجستير فى الصحافة التلفزيونية بالجامعة الأمريكية عملت بشركة فيديو كايرو وعملت مع محطات الـ cnn والـ bbc و abc وقنوات الجزيرة وأبو ظبى ودبى وقمت بتغطية مناطق حروب فى أفريقيا وبعد أحداث سبتمبر بدأت العمل على مجال الأفلام الوثائقية مع قناة ناشونال جيوجرافيك وتصوير الآثار، وعملت مع قنوات ديسكافرى وهيستورى تشانل وسافرت بلادا كتيرة فى أفريقيا والعالم العربى وأمريكا ومنذ عام 2008 انتقلت إلى أمريكا وقمت بإنشاء شركة لعمل الأفلام الوثائقية ومنذ عام بدأت العمل مع الشركة المتحدة فى مصر.