وحى القلم

فى الخيال

صالح الصالحى
صالح الصالحى

حلق فى الخيال لا أحد يستطيع أن يمنعك من التحليق فيه.. ولكن هل الفضاء الخيالى يسمح لأمور ولا يسمح لأمور أخرى؟
ويا ترى ما مدى قدرة الأشخاص على هذا الأمر؟ وما الفائدة منه؟
فى الحقيقة أن الخيال والتحليق فيه بدرجة معينة يعتبر ظاهرة صحية.. فتجد هناك من الأشخاص من يستطيعون أن يحققوا ما دار بخلدهم فى أحلام اليقظة.. وهؤلاء يكون لديهم بالفعل أحلام ممكنة التحقيق فتصبح واقعية.. والمهم أن تتواكب إمكانياتك المادية مع طموحك.. فتصبح فى النهاية خيالاتك حقيقية.. وهناك خيالات مستحيلة التحقيق.. ويعلم صاحبها أنها غير ممكنة. ولكن سيره فى هذا الخيال يحقق له الراحة.. وقد تنعدم قدراته وإمكانياته لدرجة أنه يتوقف فقط عند مرحلة التخيل.. وكأنه يريح نفسه بتصوره تحقيق حلمه.
وتشتد درجة الخيال عند صغار السن.. وتعلو معهم درجات الطموح فما يزالون يجهلون مصاعب الحياة.. ويتصورون كل الامور ممكنة التحقيق.
وكلما تقدم الانسان فى العمر تقل درجة تخيلاته.. حتى يصل لمرحلة عمرية ينعدم الخيال فيها ويحيا الواقع كما هو.. بل تصل به الدرجة أن يكون الواقع فى تصوره أسوأ من حقيقته فتنعدم معه أية رغبة فى تجميل الواقع.. ولسان حاله مش فارق أى شىء، وما الداعى للحلم أو حتى السعى لتحقيق أحلام وتحويلها للواقع..
هناك خيال سليم وآخر مريض.. وهنا تتواكب النفوس النقية فى الغالب مع النوع الأول.. فدائما ما تكون سريرتهم نقية.. فكل ما يدور فى مخيلته يعبر عن الفطرة السليمة.. أما أصحاب الخيال المريض فهم دائما ما يتصورون أمورا سلبية.. بل أحيانا ما يتمنون حدوث الأسوأ.. هم فريق متشائم فى ذاته.. يسعد بتحقيق نبوءاته وتوقعاته حتى لا يصبح على خطأ.
وتتساءل هل يسعد بعض الناس بتحقيق الامور السلبية؟.. الاجابة نعم.. هناك أشخاص يجدون سعادتهم ونشوتهم فى الاحداث المأساوية.. ولا تندهش فهؤلاء طبيعتهم هكذا.. يسعدون بمشاهدة مصائب الآخرين.. فى البداية لا يبالون أو يتأثرون بالمصائب حولهم.. ثم يتحولون بعد ذلك للاستمتاع بها والضحك عليها.
الخيال دائما ما يدفعنا لتحقيق احلامنا وطموحاتنا.. فالانسان يطلق العنان لخياله.. لأنه لا يحاسبه عليه احد.. ولا يتكلف اى عناء فى هذا الامر.. فإذا كنت محظوظا وكان خيالك مناسبا لامكانياتك يصبح الحلم حقيقة.. أما إذا كنت عكس ذلك واصطدمت بالواقع.. فاما أن تحبط وتتوقف عند هذه المرحلة.. وإما أن تغير حساباتك لتلحق بمحققى أحلامهم.. الأمر بسيط اجعل خيالك دافعا لواقعك.. لتغيره وتديره حسب إرادتك.