بدون تردد

العالم.. وبلطجة أردوغان

محمد بركات
محمد بركات

رغم كل المظاهر الطافية على سطح الاحداث إقليميا ودوليا، والتى تشير فى ظاهرها، إلى وجود موجة من الاستنكار الدولي، للتوجهات والممارسات العدوانية التركية فى منطقة الشرق الاوسط، والبحر المتوسط،...، إلا اننا يجب ألا نتوقع تحركا دوليا حقيقيا وجادا مناهضا لهذه الممارسات.
وبالرغم من موجة التصريحات الكلامية المستنكرة، والرافضة للبلطجة السياسية التى ينتهجها اردوغان، كأسلوب ثابت تجاه كل جيرانه فى الاقليم،..، إلا انه من الواضح تماما ان هذه التصريحات هى مجرد كلمات، ولن تتحول الى إجراءات عقابية أو تحركات فعلية على أرض الواقع للردع، فى ظل حالة السيولة والفوضى العارمة السائدة على الساحة الدولية الآن ومنذ فترة ليست بالوجيزة.
اقول ذلك بوضوح لكل من يتصور أو يأمل فى امكانية تطور موقف الدول الكبري، سواء الدول الأوروبية أو الولايات المتحدة الأمريكية، أو روسيا الاتحادية، واتخاذهم خطوات ايجابية لردع الممارسات العدائية التركية،..،  أو  التصدى لأطماعها غير المشروعة فى ليبيا.
وأقول ايضا ان هذه الدول لن تتدخل بفاعلية لوقف الاعتداءات التركية المستمرة والقائمة، على الحقوق المشروعة لليونان وقبرص ومصر فى ترسيم الحدود البحرية فى البحر المتوسط،...، وستكتفى بمجرد الاستنكار اللفظى ايضا.
واضيف الى ذلك ان أى عاقل يجب عليه الادراك التام، بأن اردوغان لم يكن ليتصرف بمثل هذه الرعونة، والحماقة الفجة، والبلطجة المعلنة دون ضوء أخضر وتنسيق مسبق مع الأخ الكبير فى البيت الابيض،...، ودون تأكيد بأن أحدا لن يتصدى له أو يردعه.