لم تتوقف جولات «بوابة أخبار اليوم»، لرصد مشاكل ومعاناة المواطن القليوبي، فسرعان ما انتقلنا إلى منطقة محاجر أبو زعبل والقرى المجاورة لها مثل عرب العليقات وجهينة، وهي إحدى المناطق التي تتبع مركز ومدينة الخانكة، لرصد عن قرب مشاكل المواطنين والمساعدة في توصيلها للمحافظ الجديد اللواء عبد الحميد الهجان، كمحاولة لحلها.
أكبر مقلب زبالة
وفي بداية الجولة، أثناء التحدث مع المواطنين بمنطقة محاجر أبو زعبل، بدأ «مصطفي إمام»، حديثه، بـ«انقذونا من مقلب الزبالة»، فدائمًا ما يتم حرق القمامة فيه وتصعد الأدخنة التي تملأ بيوت العرب والقرى المجاورة لها، فهناك أكبر مقلب للقمامة على جانبي الجبل الذي يقع داخل المنطقة.
وتابع إمام، «أصبح كل فترة يتم حرق مقالب القمامة، إما من تلقاء نفسها نجد حرائق كبيرة أعلى الجبل، أو بفعل فاعل، فتصعد الأدخنة داخل البيوت، وتضر بصحة المواطنين وخاصة الأطفال، مما يجعلهم يفرون خارج البيوت.. في مشهد متكرر أصبح يستيقظ عليه سكان منطقة أبو زعبل، خاصة أهالي المحاجر وعرب العليقات، وهو حريق أشبه ببركان، نتيجة لتخلص من مخلفات القمامة التي توجد على سفح الجبل». 
بينما أضاف، «محمد السيد»، أحد سكان المنطقة، أن الحريق أصبح مشهدا نستيقظ عليه كل بضعة أيام، وعندما نشتكي للجهات المختصة لم يهتموا بالأمر ولم نستطيع ماذا نفعل أو ما المسئول عن فعل ذلك؟.. فقد تسبب الحريق ومخلفات القمامة من قبل في نفوق أطنان من الأسماك ببحيرة عرب العليقات، وأن الأهالي أصبحوا يتضجرون من كثرة الأدخنة المتصاعدة، والتي تؤثر على صحة الأطفال وتتسبب في الأمراض.
الصرف الصحي
ولم يتوقف مسلسل نقص الخدمات داخل محاجر أبو زعبل عند ذلك، بل أيضا، أشارت «أم مصطفي»، من سكان المحاجر، إلى أن المنطقة تفتقر لشبكة الصرف الصحي، وتقول: «أقوم يومياً بنزح كميات كبيرة من المياه، ولا أقدر على غسيل الملابس لأكثر من مرة أسبوعياً حتى لا يمتلئ الطرنش بالمياه».. وتابعت" أهالي المنطقة مازالوا في انتظار إنشاء شبكة صرف صحي داخل المنطقة، خاصة أن أعمال الحفر مازالت جارية منذ سنوات إلا إن المشكلة لم تحل حتى الآن".
الوحدة الصحية غير صحية
قال «سيد العربي»، من سكان العرب: «الوحدة الصحية كأنها لم تبني فلا يوجد أي اهتمام بأحوال الوحدة، أو حملات من الصحة للوقوف على مشاكلها، حيث كلما ذهبت إليها لم أجد أحد وأجبر على الرجوع أو الذهاب لطبيب أو مستشفى.. فعندما نمرض أجبر على السير مسافة طويلة للوصول إلى أقرب مستشفي في مدينة شبين القناطر".
طريق غير آمن
يعاني السكان، من إهمال المحافظة بها من حيث إنارة الطريق الوحيد الذي يمكن من خلاله الدخول للقرية مما يجعل الخارجين عن القانون يمارسون جرائمهم ويعتدون على الأهالي أثناء دخولهم القرية، فالطريق يقع بين المدافن على اليسار وقضيب السكة الحديد على اليمين.. ولا يوجد فيه أي كشافات أو أي معايير الأمان، فلا نستطيع دخول العرب بعد الساعة 11 مساءً.. خاصة أنه لا يوجد أي وسيلة مواصلات لدخول القرية بخلاف التكاتك التي تخشي العمل بعد الساعة 11 مساء.
مخاطر مقلب القمامة
وفي هذا السياق، قالت نورا محمد شفيق، طبيب متخصص، إن حريق في أكبر ملقب للقمامة في القليوبية، يتسبب في إنتاج ثاني أكسيد الكربون، وهي تحتوي على أوراق ومواد كيمائية وبلاستيك، وهو ما يسبب نفر الحشرات من البيوت، كما تسبب في ضيق التنفس للإنسان العادي.
ولفتت نورا في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، إلى أن خطورة الدخان، تسبب في تخلف عقلي للجنين، كما يؤثر على مرضي الحساسية، ويسبب أمراض صدرية، بجانب الإصابة بالسرطان في حالة اقتراب المنازل من مقلب القمامة.
وأشارت إلى أن أيضا من مخاطر حرق القمامة، أن تسبب في سرطان الرئة، وتهيج صدري، ومن ثم لابد من نقل مقلب القمامة في مناطق صحراوية بعيدة عن الإنسان ومسكنه حتى لا تسبب له أمراض خطيرة تؤثر عليه وتضر بصحته.
رد المحافظة
تواصلت «بوابة أخبار اليوم»، مع محافظة القليوبية، وتم الرد على معاناة المواطنين، بأنه تم معانية شكوى واحدة فقط من عدة شكاوى وهي حرق القمامة، وأكدت المحافظة أنه لم يستدل على أي حرائق أو أدخنة، وتم تصوير محل الشكوى ولم تعثر على أي أدخنة كما هو مبين بالتصوير للمنطقة َمحل الشكوى، مضيفة أنها ستتابع بشكل دوري محل الشكوى لمنع تكرارها، بالإضافة إلى أنه يتم متابعة باقي الشكاوى المقدمة من المواطنين وبحث مشاكلم لحلها.
صور المحافظة للرد على الشكوى
يذكر أن، وزير التنمية المحلية اللواء محمود شعراوي، أكد أن إرضاء المواطنين وتقديم أفضل الخدمات لهم هو هدفهم الأساسي في الفترة القادمة.
وقال شعراوي، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي طالب بتطبيق الصرف الصحي في القرى التي تدخل مبادرة «حياة كريمة» مؤكدا على حرص الرئيس على تقديم أفضل الخدمات للمواطنين.
