حكايات| الشجرة متعددة الوجوه.. «أناكوندا» النباتات الآسيوية

الشجرة متعددة الوجوه.. «أناكوندا» النباتات الآسيوية
الشجرة متعددة الوجوه.. «أناكوندا» النباتات الآسيوية

للوهلة الأولى تتخيل أن ثعبان «أناكوندا» قابلك وسط الأشجار، لكنه ثابت لا يتحرك، هي في الحقيقة شجر «بونساي» ذات الأشكال المتعددة والمتميزة.

الشجر من هذا يتميز بأنه يأخذ أكثر من شكل عبر كل زاية نظر وكأنها لوحات فنية متشابكة، وتعطي زراعة ورعاية أشجار البونساي للمزارعين فرصة ليأخذ دورا تأمليا ومبدعا في نمو رمز للجمال الطبيعي.


آلاف الأنواع من الأشجار والنباتات الزيتة والعطرية ونباتات الزينة تجدها في معرض زهور الخريف بالمتحف الزراعي، وأكثر وما قد يجذبك نحو تلك الشجرة هو جذوعها التي تمثل حرية الطبيعة إذ تسري في أي اتجاه تريد دون التقيد بشكل وراثي معين، فمنها ما يمثل ثعبان «أناكوندا» ومنها ما يظهر في شكل الشبكات، وأشكال أخرى بريشة الطبيعة.

 

زهور الخريف
يقول أحد المهتمين بزراعة أشجار البونساي في معرض زهور الخريف، إن أشجار البونساي يطلق عليها شجرة أناكوندا بسبب أشكالها وتجذيعتها التي تشبة أنا كوندا متلف حول بعضه، مشيرا إلى أن شجرة البونساي لها أشكال كثيرة منها أناكوندا وشكل فيونكة وأشكال الشبكة، وأنه من الممكن أن تحمل العديد من الأشكال في شجرة واحدة عند النظر إليها من كل جانب أو زاوية.

 

وأوضح أن أشجار البونساي رغم أشكالها الضخمة إلا أنها تزرع في أصيص صغير، لافتا أن أسعار أشجار البوساي الصغيرة تبدأ من 110 إلى 150 جنيها أما الأشجار الكبيرة تبدأ 25 إلى 30 الف جنيه وتستخدم في تزين الفيلات والحدائق ومداخل المنازل.

بونساي فن ياباني
يعود فن الـ«بونساي» إلى أصول صينية، تم إدخاله إلى اليابان في القرن الـ12م، وتطور ثم اشتهر في العالم عن طريقها، وأقدم أشجار البونساي والتي لا تزال محفوظة اليوم تعود إلى بضع مئات من السنين، يتم تشذيب الشجيرة حسب قواعد صارمة، تصبح هذه الأشجار مصدرا للتأمل والتفكر، كما تقترن بطقوس العقيدة البوذية وعقيدة الشنتو المحلية.

 

ويعد «بونساي» هو فن ياباني يعنى بغرس وتربية الأشجار أو الشجيرات في أصوص، ويطلق على الأشجار المصغرة التي يتم الحصول عليها عن طريق هذا الفن، وهناك البعض يسمية فن النحت على الأشجار، كما توجد بعض الاشكال التقليدية التي يمكن اتبعها عند القيام بعمليتي القص والتشذيب، على أن للبونساي قاعدة ذهبية تقول: «إذا أعجبك شكله ومظهره، فهو بكل تأكيد بونساي جميل».

وتتخذ الشجيرات عدة أشكال ويكون قوامها منتصب، متعرج أو متموج على شاكلة الأشجار الموجود في الطبيعة، وتم إدخال الـ«بونساي» كهواية إلى الدول الغربية في السبعينيات، ولازل عدد هواة هذا الفن يزداد يوما بعد يوم، ويهدف في المقام الأول التأمل عند المشاهدة وممارسة متعة الجهد والإبداع للمزارعين وليس المقصود «بونساي» لإنتاج الغذاء، أو لإنشاء ساحة أو حديقة بحجم الحدائق أو المناظر الطبيعية.

زراعة أشجار بونساي
تزرع شجرة الـ«بونساي» في أصيص صغير ويمنع عنها الأسمدة المساعدة للنمو، ويتم تقليم الجذور نظرا لانعدام المجال للمزيد من التوسع بسبب وضعها في أصيص، ويتم أثناء عملية النمو تشذيب البراعم الصغيرة وتلوى الأغصان بحيث تميل نحو الأرض عن طريق خيوط من النحاس، ويجب أن لا يتعدى طول الشجرة عند بلوغها الـ60 سنتيمترا، وعند بلوغها ستكون هيئتها عقدية (من العقد).


يمكن الحصول على الـ«بونساي» عن طريق أصناف متنوعة من الأشجار، إلا أن أكثرها ملائمة هي ذات الطبيعة الصمغية مثل أشجار الصنوير .

ويعتقد البعض أن الـ«بونساي» يتم الحصول عليها من أشجار أو شجيرات خاصة، رغم الاستعمال الشائع لبعض أنواع الأشجار في هذا الفن، إلا أنه يمكن الحصول على الـ«بونساي» عن طريق أي من ألباب الأشجار أو نبتات الغاب، من الألباب التقليدية المستعملة، لب شجرة الأرز اليابانية، أشجار الدردار الصينية، نباتات القيقب اليابانية.

بونساي والتقزيم
يتم الخلط أحيانا بين ممارسة البونساي والتقزيم، ولكن عموما يشير التقزيم إلى البحث والاكتشاف، أو إنشاء أصناف النبات التي هي دائمة، إنما «بونساي» لا تتطلب الأشجار المعدلة وراثيا، ولكن يعتمد بدلا من ذلك على زراعة الأشجار الصغيرة من الأسهم العادية والبذور، و«بونساي» يستخدم تقنيات زراعة مثل الحد من تقليم الجذر، بوتينغ، تساقط الأوراق، والتطعيم لإنتاج الأشجار الصغيرة التي تحاكي شكل وأسلوب ناضجة الأشجار ذات الحجم الكامل.