أحلام مصرية جداً

الانتحار.. عندما يفتقد الاحتواء

نهاد عرفة
نهاد عرفة

كيف يمكن لإنسان أن ينهى حياته بيديه، اغمض عينيك وتخيل أنك تنهى حياتك لتتحول إلى ظلام بين التراب، لا أعتقد أن العاقل اللبيب يمكن أن يحوَل هذا التخيل إلى حقيقة، بالقطع سيفتح عينيه سريعاً، لا إله إلا الله، الحياة حلوة بحلوها ومرها، بكل ما نكابده من صعوبات وآلام، ويبقى التساؤل: كيف يمكن لإنسان أن ينهى حياته بيديه، بماذا كان يفكر، بالقطع كان فاقداً للوعى والإدراك، قد يكون لديه مشاكل نفسية عرضته لاكتئاب مزمن أفقده القدرة على التحمل، الأسباب كثيرة كما أوردها خبراء الصحة النفسية، لكن تفسيرا آخر أكثر اندهاشاً قرأته لخبيرة علم النفس النيوزيلندية جيسى بيرينج، فى كتابها الشهير «لماذا نقتل أنفسنا» قالت، إن 5 بالمائة فقط من مرضى الاكتئاب يقدمون على الانتحار ولذلك فإن الفكرة المتداولة عن قتل النفس يشوبها الكثير من التعميم، وأن الأشخاص الذين لا يعانون أى مرض نفسى ينتحرون أيضا ! وإن 47 بالمائة من السلوك الانتحارى لدى الإنسان يرتبط بعوامل جينية، أما الحالات المتبقية فتنجم عن الظروف والبيئة، وإذا التقت هذه القابلية الجينية للانتحار بظروف محفزة على الانتحار فإن الإنسان يصبح أكثر عرضة لقتل نفسه وفق تفسير الباحثة، وهوَ مانريد له تفسيراً وتوضيحاً من علماء النفس المصريين. ومهما قرأنا وسمعنا من تفسيرات كثيرة ومتعددة عن أسباب الانتحار، فلن نستطيع أن نفسر لماذا يقدم إنسان على إنهاء حياته بيديه، وماذا كان يحمل فى رأسه من أفكار سوداوية ؟ لى رأى آخر فى التقليل من أسباب الانتحار، الحب.. نعم الحب.. الاحتواء والكلمة الطيبة التى افتقدناها وافتقدها أبناؤنا، بالحب وحده يحيا الإنسان، الاحتواء يجعل حياتنا أجمل، الكلمة الطيبة تثير المشاعر وتشعل المحبة، لو كانت ريا وجدت الرعاية والحب لم تكن قد وصلت لحبل المشنقة، لو شعر المنتحر قبل إقدامه على الانتحار بالاحتواء واستمع لكلمة طيبة صادقة لكانت تغيرت حياته، الحياة الجافة التى يعيشها أبناؤنا مع أجهزة إلكترونية خالية من المشاعر تجعلنا لا نعرف فيمَ يفكرون ويشعرون، انشروا ثقافة الحب والاحتواء لبناء أجيال أكثر قدرة على مواجهة المشكلات.
كلمات من نور
«الكلمة نور وبعض الكلمات قبور» الأديب والمؤلف المسرحى المصرى الراحل عبد الرحمن الشرقاوى.