مع احترامى

شعبولا.. بس خلاص

فرج أبوالعز
فرج أبوالعز

حب الناس لا يباع ولا يشترى فهو هبة من عند الله تعالى.. هكذا ودونما سبب ما ظاهر أو مبرر قوى فلا يكفى أن تكون أغنى الناس لتجد حبهم ولا يكفى أن تكون أكثرهم تعليما فحب الناس لأى شخص رزق من الله.
هكذا حزن الشعب لموت الفنان الشعبى شعبان عبد الرحيم المشهور بـ شعبولا.. أحبه الناس لنيته السمحة الطيبة.. بكلامه البسيط غير المتكلف وحتى بمظهره وملبسه الغريب والمختلف، باختصار انتزع حب الناس وهو «بعبله» باختصار لأنه لم يتكلف لم يغتر بنجاح أهداه له الله تعالى وتحدث بعفوية بالغة اخترقت قلوب الناس.
شعبان ابن حى الشرابية فى القاهرة والذى لم يستح أنه عمل فى عدة مهن تشمل النقاشة ثم كى الملابس وكان من الممكن أن يجمل تاريخه كما سبقه الكثيرون لكن سجيته كانت طريقه لقلوب الناس.
ورغم تعليمه البسيط أو حتى المفقود أحس بشعور ابن البلد بقضايا وطنه ونبض الشعب وشكلت أغنياته الشعبية وجدان الشعب حيث بدأ بأغنية «أحمد حلمى اتجوز عايدة وكتب كتابهم الشيخ رمضان» وهى أسماء مواقف شهيرة فى القاهرة وحققت نجاحا باهرا رغم أنه تقاضى عنها مائة جنيه فقط لكنها كانت بالنسبة له ثروة لا يحلم بها.
وتعتبر أشهر أغانيه والتى عبرت عن نبض الشعب بالفعل «أنا بكره إسرائيل» التى أثارت ردود فعل كبيرة محليا وعربيا، حيث اتهمته شبكة سى إن إن الإخبارية الأمريكية بالتحريض على مناهضة التطبيع مع إسرائيل، ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن كينيث باندلر المتحدث باسم اللجنة اليهودية الأمريكية قوله إن شعبان «راع للكراهية». وبهذه الأغنية الشهيرة دخل شعبان قلوب كافة فئات الشعب البسطاء والمتعلمين وحتى تلاميذ المدارس.
وبحسه الفطرى البسيط ذاع صيت شعبولا مع مشاركته فى حملة مكافحة التدخين بأغنية «ها بطل السجاير وهكون إنسان جديد» ولا يخفى على أحد تأثير هذه الأغنية الكبير خاصة فى الأوساط الشعبية التى اعتبرتها نصيحة من واحد منهم.
شعبولا انتقد كثيرا من أوساط المثقفين واتهموه بإفساد الذوق العام لكن أغانى المهرجانات أمثال تعورنى أعورك وأشوه منظرك أنصفته كما أنصف التاريخ من قبل ملك الأغنية الشعبية أحمد عدوية الذى اتهم فى زمن سابق بتشويه الذوق العام والآن أصبح تراثه الغنائى من مظاهر زمن الفن الجميل.
وجاء حزن الناس وتعاطفهم مع شعبولا فى مشهد وفاته الأخير حيث عبر الناس عن حبهم لهذا الرجل الفطرى الذى هو «على سجيته» بالتعبير من خلال مواقع التواصل الاجتماعى والمشاركة فى جنازته بما يعطى الدرس الأخير من شعبولا أن من يحب بلده بصدق ويعبر عن ذلك بأى شكل يتفق مع طبيعته وفطرته ينجح فى أن يمتلك قلوب الناس بغض النظر عن مستوى ثقافته أو تعليمه أو وضعه الاجتماعى.. حب الوطن والتغنى به عمل يستحق التقدير من الشعب.. وداعا شعبولا.. وبس خلاص.
للزجل كلمة:
انفض همومك يا فتى وانهض وعدى
العمر مش بعزقه ده قطر سريع بيعدى
الحق نصيبك هيصيبك ومش هيعدى
فوض أمورك لربك وهو مش بيعدى
حب وطنك بجد وإلا مالك مكان عندى