نقطة نظام

طمى السد ينتظر عصا السيسى السحرية

مديحة عزب
مديحة عزب

مديحة عزب

خبر صغير قرأته هذا الأسبوع أعادنى للوراء ثمانية وعشرين عاما، يقول الخبر إن دراسات حديثة متخصصة قد أثبتت أن طمى النيل المتراكم فى بحيرة السد بأسوان يحتوى على الذهب وبعض المعادن النادرة، وأن ضعف إمكانيات استخراجه يهدد بضياع ثروة قومية كبرى على مصر.. ففى عام 1992 عزيزى القارئ كنت أول صحفية على الإطلاق تطرح مشكلة تراكم الطمى فى بحيرة السد ولكن ليس من باب إهدار الذهب ولكن من باب التهديد بارتفاع منسوبها تدريجيا وبالتالى التهديد بانسداد البحيرة تماما أمام مياه النهر القادمة إلينا من السودان وإعاقة مهمتها الأساسية فى تخزين مياه الرى والفيضانات لوقت الحاجة على مدار العام.. وكانت «الأخبار» أول جريدة تطرح هذه القضية الخطيرة فى ذلك الوقت على الرأى العام باحثة عن حل جذرى لها مع مختلف المسئولين والخبراء وكل المعنيين.. طرحت «الأخبار» من خلال عدد من التحقيقات الصحفية تفاصيل أخرى متعلقة بالقضية الأساسية فى غاية الدقة وكانت نتيجة تلك التحقيقات أن وضع الوزراء المتخصصون رءوسهم فى الرمال وأنكروا خطورة المشكلة وأننا لم ندخل بعد فى الحيز الزمنى الحساس الذى يجبرنا على البحث عن حلول سريعة لها حيث إن انسداد بحيرة السد بالطمى لسه بدرى عليه قوى.. طب يا جماعة بدل ما نخلق مشكلة بإيدينا للأجيال الجاية ونبليهم ببلوة مايعرفوش يتصرفوا معاها ندور احنا من دلوقتى على حل يجنبنا تهديدات مستقبلية بحرمان أبنائنا من المياه القادمة إليهم.. وكان المهندس حمدى النجمى رئيس هيئة السد العالى وقتها هو المسئول الوحيد الذى اعترف بوجود المشكلة وطالب وزير الرى وقتها بالعمل على حلها، ولكن للأسف انتهى الأمر بإعفاء هذا المهندس الشجاع من منصبه عقابا له على كلمة الحق التى شهد بها وفى المقابل إصرار من وزير الرى فى ذلك الحين بأن «احنا فين والمشكلة فين دى لسه فى أولها»..
لذلك أنتهز هذه الفرصة الآن وأخاطب الرئيس السيسى وأقول له نحن فى انتظار عصاك السحرية التى سبق أن حلت مشاكل مستعصية فى مصر لم نكن نحلم مجرد الحلم بحلها فى وقت من الأوقات.. ولأننا فى سباق مع الزمن فيجب أبدا ألا نتباطأ فى مواجهة هذه المشكلة الخطيرة التى تهدد بالفعل بارتفاع منسوب الطمى فى بحيرة السد لمستويات غير مسبوقة، وبالتالى تهدد بحرماننا من المياه اللازمة لحياة الإنسان والحيوان والنبات.. من هنا يجب أن تتزامن مشروعات التنمية التى تشهدها البلاد فى كل بقعة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا بمشروع مقترح آخر هو رفع رواسب الطمى المتراكم خلف السد العالى خلال عشرات السنين الماضية وعلى مساحة ثلاثمائة كيلو مترمربع وبحجم يتجاوز المليارات من الأطنان والتى تشكل كنزا مدفونا فى قاع البحيرة يكفى جدا لاستزراع الصحراء الشرقية بأكملها.. مزايا المشروع كما يؤكدها الخبراء يمكن إيجازها تحديدا فى إمكانية استصلاح حوالى ملايين الأفدنة باستخدام الطمى المعالج الكفيل برفع خصوبة التربة الرملية الفقيرة وزيادة قدرتها على الاحتفاظ بالماء، وبالتالى ترشيد مياه الرى، كما أن هناك دلائل تشير إلى أن رسوبيات الطمى توجد أيضا فى المنطقة الواقعة بالأراضى السودانية وهو ما يعنى إمكانية امتداد المشروع إلى السودان فى إطار اتفاقية تعاون استثمارى مشترك مما سوف يعظم عائد المشروع.. يضاف إلى كل ذلك المزايا الاقتصادية الأخرى للمشروع المقترح كتقليل المخاطر المتزايدة من تراكم الطمى على جسم السد العالى وبالتالى رفع مستوى كفاءته وإطالة عمره الافتراضى.
  ما قل ودل
قمة الجهاد النفسى لما تتكلم مع شخص أكبر منك وغبى، لا انت عارف تناقشه ولا عارف تشخط فيه.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي