بلا قيود

هل تقدم قطر «الإخوان» كبش فداء؟

 نوال سيد عبدالله
نوال سيد عبدالله

نوال سيد عبدالله

مع انطلاق قمة دول التعاون الخليجى بالرياض اليوم بحضور قوى لدولة قطر، تزداد التكهنات حول تسريبات انفراجة قريبة فى العلاقات السعودية القطرية. ويعضد هذه التوقعات عدم نفى الدوحة لما أوردته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، الأسبوع الماضى حول زيارة وزير خارجيتها للسعودية، وهذا يعنى أن قطر ترغب بالفعل بإنهاء الخصومة.
وبقراءة ما بين السطور، يمكننا القول إن خيار القبول بالتصالح مع الدوحة هو أمر غير مرفوض ولكن مرهون بما تقدمه قطر لدول تشهد الويلات من تنظيم إرهابى تتبناه دولة مفترض أن تكون شقيقة.
وبالرجوع للصحيفة الأمريكية، ربما نجدها محقة فى وصف زيارة وزير الخارجية القطرى للرياض بأنها «الأكثر جدية» و«الأكثر سخاء» لأنها قدمت عرضاً أو يمكننا القول إنها قدمت تنازلاً غير مسبوق وهو تخلى الدوحة عن دعم جماعة الأخوان المسلمين الإرهابية.
ومع طفو هذا الطرح على سطح الساحة السياسية فى هذا التوقيت، يجعلنا نعيد ترتيب الأفكار. أولا: لو صحت هذه التسريبات ودخل العرض القطرى حيز التنفيذ، يعد ذلك اعترافا صحيحا من الدوحة بدعمها للإرهاب. ثانيا: آلية التطبيق. هل ستقوم قطر باعتقال وترحيل رموز الجماعة؟ ماذا سيكون مصير المعارضين السعوديين والإماراتيين الذين يتخذون من الدوحة ملاذاً آمناً. وماذا عن القنوات الإخوانية التى تمولها قطر فى تركيا وبريطانيا؟ وقف الدعم القطرى للإخوان يجب بالضرورة أن يتضمنه تغيير الخطاب السياسى لقنواتها تجاه شقيقاتها.
وفى النهاية، يمكننا القول أن أى مصالحة قطرية- سعودية لابد لها أن تتضمن القاهرة، قلب العالمى العربى والإسلامي. فلن تكون الدوحة «الشقيقة الصغرى» الأكثر ذكاء لتمرير مصالحة ثنائية بدون حضور مصرى قوى.. فإذا تخيلت الدوحة أنها تستطيع المقاربة مع الرياض فقط دون الدول الثلاث الأخريات بتقديم الإخوان كبش فداء لها، فإنها واهمة وذلك لسبب بسيط ألا وهو كما قال الشيخ الشعراوى رحمه الله «إنها مصر.. وستظل مصر دائما رغم أنف كل حاقد.. أو حاسد.. أو مُستغِل.. أو مُستغَل.. أو مدفوع من خصوم الإسلام.. هنا أو فى الخارج.»