إنها مصر

تحت مظلة العدالة

كرم جبر
كرم جبر

لم يكن أشد المتفائلين يتوقع أثناء حكم الإخوان، أن تزول دولة الخوف، ولكن حدثت تنقية للأجواء فى زمن قياسى، لتعود الحياة إلى طبيعتها، تحت مظلة العدالة، والوقوف من الجميع على مسافة واحدة، بمن فيهم الإخوان الذين لم تتلوث أيديهم بالدماء وعقولهم بالتآمر.
فى سنوات حكم الرئيس السيسى، وقف القضاء المصرى شامخاً، يرفض المحاكمات الاستثنائية، ويدعم أركان شرعية الوطن فوق شرعية الجماعة، والأوفياء هم الذين يقفون فى ظهر الدولة المصرية، الملاذ الآمن الذى يحمى الجميع.
>>>
مع توالى صدور الأحكام إزاء تعدد الجرائم، يتأزم الموقف القانونى لقيادات تلك الجماعة، ويواجه الحرس القديم مصيراً أسود لا يمكن الفكاك منه.
لن يقولوا حرفا يشجب العنف والإرهاب وإراقة الدماء ويعطى فرصة للتهدئة والتفكير، بل يصعدون الحرب ويمارسون التهديد والتصعيد والقنابل والمتفجرات. مما يجعل أكذوبة الصلح اصطلاحا مرفوضا من الأساس، لأنهم يضعون جماعتهم مع الدولة على قدم المساواة، وكأنهم خرجوا من حرب ضد دولة معادية، ويستجيبون لمبادرات وقف إطلاق النار وفض الاشتباك.
الدولة هى صاحبة السيادة، وذراعها الطويلة قادرة على ردع أى جماعة تمارس الإرهاب وتهدد الأمن والاستقرار، ولا مجال لمبادرات الخرف التى يطرحها عواجيز الخارج، وتشبه إلى حد كبير انفصال أجدادنا عن الواقع حين كانوا يعطوننا جنيها، ويتصورون أنه يكفى مصروف شهر.
ولا يريدون أن يفهموا أن شرعية مصر هى الشرعية الوحيدة الباقية، وغير ذلك إلى زوال.
>>>
مديح الرسول ضرب من الإبداع الفنى بعشقه وحبه، أو كما قال الأديب زكى مبارك «فن من فنون الشعر، التى أذاعها التصوف، ولون من التعبير عن العواطف الدينية، وباب من الأدب الرفيع، لأنها لا تصدر إلا عن قلوب مفعمة بالصدق والإخلاص».
من عظماء المنشدين الذين هاموا حباً فى رسول الله، ولمس الإيمان مشاعرهم وأحاسيسهم، فأفاضوا ترانيم عذبة، ومعانى روحانية جميلة، خصوصاً مع نسمات صلاة الفجر، التى تضفى على الأجواء الإيمانية روعة وعذوبة، الشيوخ: على محمود وطه الفشنى وكامل يوسف البهتيمى ومحمد الفيومى وزكريا أحمد والنقشبندى.
الشيخ على محمود إمام المداحين، قال عنه العالم الأزهرى الجليل عبد العزيز البشرى: «صوت الشيخ على محمود من أسباب تعطيل المرور فى الفضاء، لأن الطير السارح يتوقف إذا استمع لصوته «، وكان صاحب مدرسة عريقة فى التلاوة القرآنية.
المنشدون المصريون أضافوا مسحات إيمانية رائعة لمديح الرسول، وتزينت بأصواتهم المساجد، والعابدين الذين تتمايل أجسادهم خشوعاً وخوفاً وطرباً، فمن يكون فى حضرة رسول الله ينسى الدنيا وما عليها، وتتعلق روحه بالسماء والدعاء، طلباً للصفح والمغفرة.
نتذكر صوت النقشبندى فى الحسين، وهو يفتت الصخر فى القلوب مديحاً فى رسول الله خصوصاً فى رمضان، وما أحلى صلاة الفجر فى رمضان، صفاء القلوب والنفوس ابتغاء مرضاة الله، وينطلق صوت المصلين «اللهم صل على النبي، اللهم صل على حضرة النبى».. عليه ألف صلاة وسلام.