مسئولة إفريقية: «السيسي» مصمم على عدم ترك صراعات القارة للأجيال القادمة

السيسي يتوسط مجموعة من الشباب الأفارقة- أرشيفية
السيسي يتوسط مجموعة من الشباب الأفارقة- أرشيفية

أكدت إيساتو حياتو مديرة عمليات مبادرة إسكات البنادق بإفريقيا، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أولى اهتمامًا كبيرًا لمبادرة إسكات البنادق، حيث كان أول من أطلق المبادرة ليكون عام 2020 هو عام إسكات البنادق وإنهاء النزاعات المسلحة في إفريقيا، مشددة على أن الرئيس السيسي لديه إصرار على عدم ترك الصراعات والنزاعات لتتوارثها الأجيال القادمة، ويؤيده في ذلك قادة القارة.

جاء ذلك في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط، خلال فعاليات ورشة عمل حول إسكات البنادق في إفريقيا، والتي تأتي ضمن الفعاليات التمهيدية لمنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين بإفريقيا، والذي تستضيفه مدينة أسوان خلال يومي الأربعاء والخميس المقبلين.

وأضافت حياتو، أن الاتحاد الأفريقي شهد تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي العديد من الفعاليات والمبادرات التي تهدف إلى تحقيق التنمية بالقارة، موضحة أن ورشة العمل التي نظمتها المبادرة اليوم بمشاركة نخبة من المهتمين بصناعة السلام الدولي وعدد من الدبلوماسيين البارزين في القارة جاءت في إطار التشاور بهدف وضع استراتيجية شاملة لإنهاء الصراعات المسلحة في القارة وتحقيق أهداف الاتحاد الإفريقي في قارة تنعم بالسلام والأمن؛ تمهيدًا لانطلاق التنمية المنشودة بما يتسق مع أجندة الاتحاد الإفريقي 2063.

وشددت حياتو على أن الصراعات تعرقل التنمية الاقتصادية بالقارة الإفريقية، مشيرة إلى أنه رغم الاتفاقيات والمعاهدات والتفاهمات التي تم التوصل إليها خلال السنوات الماضية لحل النزاعات في القارة، إلا أن دائرة الصراع تتسع وتتغير بسرعة وخصوصًا في منطقة الساحل والقرن الإفريقي مع تنامي خطر التطرف والإرهاب.

واعتبرت مديرة عمليات مبادرة إسكات البنادق بإفريقيا أن الصراعات هي السبب الرئيسي في انتشار الإرهاب وجرائم الإتجار بالبشر والجريمة العابرة للحدود، مشددة على أن الوضع الجديد في القارة الإفريقية يتطلب استراتيجية جديدة لحل النزاعات والصراعات المسلحة تعتمد على حل كل مشكلة على حدة، لأن كل نزاع له خصائصه وأسبابه المختلفة، ولا يمكن وضع نموذج يتم تعميمه على جميع الصراعات بأنحاء القارة.

وأوضحت أن الورشة اليوم بحثت مقترحات واستراتيجيات لاستعراضها في القمة الإفريقية المقرر عقدها بأديس أبابا في شهر فبراير المقبل، مؤكدة أن كل الدول الأعضاء بالاتحاد الإفريقي أبدوا استجابة ومسئولية كبيرة تجاه المبادرة التي تم وضعها لإسكات البنادق.

وأشادت حياتو بانعقاد ورشة العمل حول مبادرة إسكات البنادق قبيل انعقاد منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين بإفريقيا والذي يركز على محورين رئيسيين في مستقبل القارة السمراء.

واستطردت قائلة إن أهم أسباب النزاعات في القارة هي تفشي الفقر والبطالة وندرة فرص العمل وعدم الاهتمام بالتعليم، وخصوصا أن 65% من سكان القارة من الشباب، وبالتالي فإن غياب التنمية الاقتصادية يدفع الشباب لحمل البنادق بشكل غير شرعي والالتحاق بالتنظيمات الإرهابية والإجرامية ويتحولون إلى عناصر تهدم أوطانهم بدلًا من بنائها مشددة على أهمية الاستماع إلى آراء الشعوب الإفريقية لتفادي النزاعات.

وأكدت ضرورة التعامل مع كل صراع على حدة، وذلك عبر التحدث مع أطراف الصراعات والنزاعات للوقوف على أسباب الاقتتال وفتح آفاق لنقاش يسهم في وضع تصور للحل، ثم التوسط وإيجاد حلول تضمن لأبناء الوطن الواحد التعايش جنبًا إلى جنب، مشددة على أن تحقيق هذا الأمر يتطلب المشاركة الفاعلة والإرادة السياسية والمبادرة من الحكومات والشعوب.

وردًا على سؤال حول دور المنظمات الدولية في هذه المبادرة، أكدت إيساتو حياتو أن هناك دعمًا على أعلى مستوى من الأمم المتحدة، حيث أصدر مجلس الأمن الدولي في 27 فبراير الماضي القرار رقم 2457 والذي رحب فيه بتصميم الاتحاد الإفريقي على تخليص إفريقيا من النزاعات وتهيئة الظروف المواتية للنمو والتنمية في القارة وفق هدفه المتمثل في إسكات البنادق بحلول 2020 وخارطة طريق الاتحاد الإفريقي لجعل القارة منطقة خالية من النزاعات بحلول نفس العام.

وأضافت أن هناك تضامنًا كبيرًا من الاتحاد الأوروبي الذي يدعم حفظ السلام في القارة بقوات خاصة، مشددة على أن طريق إسكات البنادق لن تستطيع القارة الإفريقية إنجاحه بمفردها دون تعاون المجتمع الدولي الذي يتحمل مسئولية كبيرة في هذا الشأن.

وحول آليات التعاون بين القارة الإفريقية والدول الكبرى -ومن بينها منتدى التعاون الأفريقي الصيني (فوكاك) ومؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الإفريقية (التيكاد) والمنتدى الاقتصادي الروسي الإفريقي ومجموعة العشرين وإفريقيا-، قالت حياتو إن هذه الشراكات متعددة الأطراف مهمة جدًا لتحقيق التنمية الاقتصادية في القارة الإفريقية وفق مبدأ المنفعة المتبادلة وليس لطرف على حساب طرف آخر، وبما ينعكس بشكل إيجابي على تنفيذ مبادرة إسكات البنادق.

وشددت على أن هذه الآليات ستستفيد منها إفريقيا وشركاؤها على أساس متوازن، مشيرة إلى أهمية ما حققه الاتحاد الإفريقي خلال الفترة الماضية من اتفاقيات تضمن فتح القنوات ليتحرك مواطنو القارة بحرية وخصوصًا في مجال التجارة.

واختتمت المسئولة الإفريقية حديثها بالتأكيد على رضائها عن التقدم الذي حققته مبادرة إسكات البنادق بإفريقيا والتي تسعى إلى صياغة استراتيجيات لإنهاء الصراعات المسلحة وتهيئة الطريق لنجاح التنمية والازدهار للشعوب الإفريقية وخاصة عقب إطلاق منطقة التجارة الحرة الإفريقية القارية خلال قمة الاتحاد الإفريقي الاستثنائية بنيامي عاصمة النيجر في يوليو الماضي.

كان الاتحاد الإفريقي قد اعتمد خارطة طريق، أعدها مجلس السلم والأمن الإفريقي وقدمها الرئيس السيسي بعنوان مبادرة "إسكات البنادق" وحددت آليات ملزمة لجميع الأطراف لإنهاء الحروب والنزاعات في القارة الإفريقية بحلول عام 2020.

وتستهدف المبادرة التوصل إلى اتفاقات نهائية مع أطراف النزاع ووقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين ومحاربة المجاعات، ومعالجة جميع القضايا في القارة الإفريقية، وطرح الحوار بين الأطراف والتواصل إلى التنازلات من أطراف النزاع "الحكومات - الحركات الشعبية".