محمد البهنساوي يكتب: اللعبة الإنجليزية.. ومبادرة الوصيف المنتظرة

شغف انجليزى للعودة الى شرم ومخاوف من خفض الأسعار
شغف انجليزى للعودة الى شرم ومخاوف من خفض الأسعار

وبدأت اللعبة الإنجليزية مبكرا.. لعبة يتقنونها جيدا ويمارسونها دوما.. ورغم علمنا بها لكننا نقع فيها وكأننا مغيبون.. فمنذ الإعلان عن رفع الحكومة البريطانية لحظر السفر إلى شرم الشيخ.. بدأت لعبة شركات السياحة والطيران الإنجليزية مع شركاتنا وفنادقنا للضغط عليها والحصول على أقل سعر ممكن للرحلات.. ومفردات اللعبة بدء تسيير رحلات قليلة إلى شرم.. والتأكيد على استمرار العدد القليل من الرحلات لا يخلو من التلويح بزيادة تلك الرحلات لكن بشرط خفض الأسعار لفتح الباب المناقصة من الجميع.. وللأسف تسارع الفنادق والشركات للدخول فى تلك المناقصة المقيتة التى يفوز فيها فقط الإنجليز سياحا وشركات بينما يخسر فيها الجميع بمصر وأولهم الحكومة بتراجع ما تحصله من ضرائب ورسوم.. ثم الشركات والفنادق وكافة مفردات منتجنا السياحى.. ورغم أن تلك اللعبة كما قلت معروفة للقطاع.. لكن توقعنا ألا يمارسها الإنجليز هذه المرة لعدة أسباب.. أهمها أن هناك عشقا وتعطشا كبيرا لدى الإنجليز للمدينة التى يعشقونها.. وإقبالا متوقعا بأن يكون غير مسبوق على زيارتها.. وثانيا الرحلات توقفت لأكثر من 5 سنوات.. ولم تمت شرم ولم تفلس فنادقها إنما حاولت ونجحت الدولة والقطاع الخاص إلى حد ما فى تعويض غياب الإنجليز والروس بفتح أسواق جديدة حول العالم وارتفعت الإشغالات بمدينة السلام.. نعم لم تصل لسابق عهدها لكن بالفعل هناك منتجعات زادت إشغالاتها عن 90%.. وثالث الأسباب أن أسعار البرامج بمصر بشكل عام وشرم الشيخ بصورة خاصة منخفضة أصلا.
ويبدو أن كل هذا لم يدفع الإنجليز للعودة عن ممارسة لعبتهم المفضلة.. فها هو خبر عاجل ببدء تشغيل رحلات إسبوعية من إدنبره وجلاسكو نوفمبر المقبل، أى بعد عام.. وهناك توقعات ببدء رحلات فبراير القادم.. وشركة إيزى جيت الشهيرة للطيران بدأت التجهيز للعودة.. لكنها لن تكتفى برحلات الطيران إنما تسعى لبرنامج متكامل للرحلة.. وبدأت المساومات والضغوط مبكرا.
هنا.. نؤكد أنه وطبقا لقواعد اللعبة والمفاوضات التجارية فمن حق الإنجليز السعى للحصول على أعلى مكاسب.. إذن فالكرة فى ملعبنا بمصر.. هل ننزلق فى فخ مناقصة التخفيض المنصوبة لنا؟.. وبنفس المنطق السابق لا أجد سببا واحدا لتخفيض الأسعار والسقوط بالفخ الإنجليزى.. فالرحلات ستعود حتما لأن الشركات الإنجليزية بحاجة إلى تلك العودة ربما أكثر من شركاتنا.. والسياح بالبلدى «جايين جايين».. وأسعارنا لا تقبل مزيدا من التخفيض.. إذن المطلوب قليل من الصبر.. والنظر للأمام وليس أسفل أقدامنا.. والأهم العمل بروح الفريق الواحد الذى إذا أحرز هدفا أو بطولة الجميع هو الفائز.. وهنا الدور المهم والمطلوب من اتحاد الغرف السياحية برئاسة الخبير السياحى أحمد الوصيف وبعضوية جميع رؤساء الغرف السياحية خاصة الفنادق والشركات.. والوصيف خبير بالسوق الإنجليزى ويعمل به بتوسع لسنوات عديدة ويدرك أيضا ألاعيبهم.. وأعلم أنه قاد محاولة مماثلة فى بورصة لندن الأخيرة حيث اجتمع بالبورصة مع بعض المستثمرين السياحيين ومنهم حامد الشيتى وحسام الشاعر وكامل أبو على واتفقوا على حد أدنى للأسعار لا يتم النزول عنه.. الآن وجب على أحمد الوصيف باعتباره رئيس اتحاد الغرف السياحية التوسع فى مبادرته وإطلاقها رسميا برعاية الاتحاد بجمع كبار شركات السياحة والمنتجعات والعاملين بالسوق الإنجليزى ووضع خطة ومنهج عمل يتفق عليه الجميع لمواجهة اللعبة الإنجليزية والحفاظ على أموال الدولة المصرية.. فهل يفعلها الوصيف؟!