عمرو الخياط يكتب: مدى مصر .. فن التخابر الصحفي

الكاتب الصحفي عمر الخياط
الكاتب الصحفي عمر الخياط

في أعراف الدبلوماسية والعلاقات الدوليه تتمدد بعض الدول من خلال قواعدها العسكرية على أراضي دول أخرى، لكن هذا التمدد الخارجي لا يمكن ان يتم الا بتوافر نوازع العدوان لدى الدول صاحبة القواعد الى جانب نوازع التفريط في جزء من السياده الوطنيه لدى الدول المستضيفه لتلك القواعد .


في مصر لا عدوان ولا تفريط بل تمسك بكل تفاصيل ومكونات الامن القومي ، وبالتالي تحدث المشكله هنا فلا يكون السبيل الا بالالتفاف على هذه السياده من خلال تكتيكات الاختراق غير النمطيه ، وعادة ماتكون الواجهات الصحفيه مع الاسف وسيله لهذا الاختراق ليس بسبب طبيعة الصحفيين او طبيعة العمل الصحفي بل بسبب ما يمكن أسائة استخدامه خلال ممارسة هذا العمل للاسباب التالية:
- العمل الصحفي يتيح حرية الحركه والبحث والسؤال.
- العمل الصحفي يتيح التواصل مع المسؤلين بالدولة.
- العمل الصحفي يتيح مبرر التواصل مع الجهات الأجنبية.
- العمل الصحفي يتيح غطاءات التدفقات المالية.
- العمل الصحفي يتيح التدخل في الشأن الداخلي بذريعة الدفاع عن حرية الصحافة.

 

في مصر حدثت بالفعل احدى محاولات الاختراق والتمدد الاجنبي التي وجدت ضالتها في كيان يتخذ من الشكل الصحفي غطاءا له ، فحدث التمدد الخارجي من خلال ما يسمى " مدى مصر " الممول مباشرة من خلال برنامج دعم الديمقراطيه الذي يدار من بروكسل ، هو قاعده صحفيه اجنبيه ترتكز على ارض مصر .. هدفها ما يلي :
- توفير غطاء للتدفق المالي الخارجي 
- تحجيم الدوله عن تفعيل اجراءاتها القانونيه لحماية أمنها القومي لانها ستظهر كمن يواجه حرية الصحافه
 -اتاحة الفرصه لحركة عناصر اجنبية متصلة بالموقع وتتردد عليه .

 

لاحظ ما يفعله الموقع من ان لآخر من التعرض للمؤسسات السياديه وهو يعلم بارتكاب جريمه قانونيه صريحه متكاملة الأركان ، لكن هيئة الدفاع عنه في اروقة الاتحاد الاوروبي كانت جاهزه للدفاع عنه لانها تعلم ان مانشر كان بالاتفاق المسبق بينهم لتحقيق أهداف محدده وهي كالتالي :
- الضغط على الدولة المصرية وجعلها منسحبة إجرائياً خشية ظهورها بمظهر من يضطهد حرية الصحافة، وبالتالي إتاحة المجال لتدشين قواعد جديدة للاختراق بما ان التجربة الأولى قد نجحت.
- الانتقال الى مرحلة الاستباحة الصحفية والإعلامية للمؤسسات السيادية.
- خلق جيل صحفي جديد يستسيغ آليات التخابر والتواصل مع الجهات الأجنبية بذريعة العمل الإعلامي.
-شغل وإنهاك المؤسسات المصرية بمهاترات وتناولات معلنة تجعلها معرضة للتناول العام غير المسؤل وغير الموجود أساسا الا في الدول الفاشلة.
- توجيه مؤسسات الدوله نحو سلوك معين للتعرف على منهجها ودفعها من مواضع السريه الى العلنيه التي ليس لها مثيل في دول العالم .

 

الحقيقه تقول اننا امام محطه للتجنيد والاستقطاب والتنفيذ والاختراق .

تفصيلا نتحدث عن مؤسس الموقع حسام بهجت ونستعرض تاريخه الذي حتما سيكون له مدلولات على طبيعة وماهية هذا الموقع وأهدافه ووضعيته، هنا نستعرض محطات رئيسية في حياة هدا المؤسس على النحو التالي :
- حسام الدين محمد علي بهجت هو عضو حزب الوسط الإخواني الذي أسسه القيادي أبوالعلا ماضي.
- ظاهريا انشق حسام عن الحزب الإخواني بتكليفات تنظيمية من أجل التحرك لخدمة التنظيم في مساحات القوى المدنية واليسارية لتحقيق اختراقات يرتكز التنظيم في مساحاتها ليستخدم تلك التيارات لتحقيق أهدافه بواجهات تدعي المدنية.
- عام ٩٩ بدأ بهجت زياراته للعاصمة القطرية الدوحة .
- عام ٢٠٠٠ عاد إلى القاهره قادما من ايران 
- عام ٢٠٠١ تواجد بالسفارة الإسرائيلية للحصول على تأشيرة للسفر إلى إسرائيل بادعاء كونه مراسل صحفي لمجلة كايرو تايمز وهو ما يثبت أن العمل الصحفي يمكن أن يكون غطاءا لأنشطة متعددة .
- عام ٢٠٠٩ بدأت علاقته بالاتحاد الأوروبي من خلال مايكل راين رئيس القسم السياسي بمقر الاتحاد بالقاهرة آنذاك.

 
هذه نبذه عن حركته واتصالاته الأجنبيه التي أسفرت عن تاسيس موقع مدى مصر المدعوم والممول من الاتحاد والذي يسمح بمساحات للحركه خارج الحدود الدبلوماسيه المسموح بها .

نستكمل نحو رئيسة تحرير الموقع لينا عطا الله التي واصلت نفس النهج فوطدت علاقتها بكل ما يتصل بالاتحاد الاوروبي على ارض مصر ، بعد ان خضعت لعملية سيطره تامه من الملحق الصحفي بالسفارة الفرنسيه اوريليان شوفيه الذي زارها من قبل في مقر مدى مصر بالدقي ثم اصبحت تتردد عليه بمقر السفاره أسبوعيا .
لينا نجيب عطا الله لم تكتف بذلك بل راحت تمدد علاقتها بمركز اريج للصحافه الاستقصائية في العاصمه الأردنية عمان وهو كيان مشابه لمدى مصر والذي يوفر غطاء اللقاءات بالعناصر الأجنبيه خارج مصر برعاية عضو مجلس ادارته يسري فوده .
في هذا الوقت كانت لينا قد امتدت علاقاتها بالسفارة الكندية من خلال شخص يدعى جراهام مايرز ، وهي نفسها التي قامت بزياره سريه لإسرائيل عام ٢٠٠٥.

في ظل كثافة التواصل الاجنبي بالموقع كان لابد من تمديد علاقاته باشخاص مصريين لهم حيثيه شرعيه ومهنيه من اجل اقحام مؤسسات الدوله الرسميه في معركة الدفاع عن الموقع اذا ما تحركت الدوله المصريه تجاهه بقوة القانون ، فكان الاتصال حتما بنقابة الصحفيين لتوريطها في معركه تبدو دفاعا عن حرية الصحافه بينما الموقع أساسا قاعده اجنبيه . 
من اجل ذلك كان التواصل مع عضو مجلس النقابه عمرو بدر الذي راح يصدر البيانات عن لجنة الحريات كلما اقتربت الدولة من اعمال القانون تجاه الموقع .
لم يكتف التواصل عند هذا الحد من اجل اضفاء الصفه المحليه على الكيان الممول اجنبيا بل امتد نحو استكتاب محمد سعد عبدالحفيظ عضو مجلس النقابه الذي ينشر مقالاته بالموقع الممول والقادمه رئيسة تحريره من تل ابيب .

القاعدة الصحفية الأجنبية على ارض مصر حصنت نفسها بمجموعة من النشطاء الصحفيين ممن يجيدون فنون استخدام الحملات الالكترونيه ضد الدولة التي يتم حصارها في مساحات التضييق على الحريات الصحفية بينما هي تدافع عن أمنها القومي في مواجهة أنشطة استخباراتية تنتحل صفة العمل الصحفي .
ومن قاعدة الانطلاق على ارض مصر كان لابد من التواصل مع التنظيم الاخواني الذي لا يمكن ان يفوت فرصه بحجم "مدى مصر" من اجل ان تكون احدى أدواته فتم الاتصال بين الموقع والصحفي تامر أبوعرب المتواجد في لندن وفِي احضان مكتب الإرشاد الدولي والذي يجهز الملفات التي ينشرها الموقع ثم تتلقفها القنوات والمواقع الاخوانية لتعيد إنتاجها باعتبار الموقع احد اهم مصادرها الصحفية.

منذ اللحظة الأولى حرصت كل الحرص على أن يرتكز المقال على قاعدة معلوماتية موثقة واضعا نصب عيني أهداف محددة تتمثل في الآتي:
- الدفاع عن الأمن القومي المصري
- الدفاع عن مهنة الصحافة التي لا يجب ان تستدرج في مساحات الطعن في الدولة 
- توعية الرأي العام بالحقائق 
- مناشدة الزملاء في كل الجهات بالاصطفاف حول فكرة وطنية ومهنية 
المقال بلاغ للراي العام وللوعي العام وللضمير العام .