فى الصميم

أزمة حلف..!!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

تسجيل الفيديو المسرب لزعماء حلف «الناتو» وهم يتبادلون الحديث الساخر من الرئيس الأمريكى «ترامب»، وما تلاه من إلغاء «ترامب» لمؤتمر صحفى مقرر فى رسالة احتجاج على ذلك.. رسالتان تعكسان واقعا غريبا تعيشه العلاقات بين من يفترض أنهم أقرب الحلفاء منذ سبعين عاما وحتى الآن!!
الخصومات لم تنقطع بين الحلفاء منذ قام «الناتو» وهذا أمر طبيعى وكان أبرزها ما قام به الجنرال ديجول قبل نصف قرن من تجميد مشاركة فرنسا العسكرية فى الحلف. لكن الامر هنا يختلف.. لم تعد سطوة أمريكا على الحلف هى ما يشكو منه البعض، وإنما افتراق الطرق والاختلاف الجذرى فى السياسات.
ومع ذلك فقد كان ممكنا أن يكون الامر أفضل لولا شخصية «ترامب» وقراراته غير المتوقعة، وعدم إدراكه أن للزعامة تكلفتها، وأن لقيادة العالم مهام ضرورية لا يمكن قياسها فقط بالدولار أو باليورو!!
قد يعتبر الرئيس «ترامب» موافقة عدد من أعضاء الحلف على زيادة مساهماتها المالية فى ميزانية «الناتو» نجاحا كبيرا. وقد يعتبر الكثيرون عدم تفجر الخلافات وبقاء الحلف على قيد الحياة إنجازا هائلا.. لكن الحقيقة تقول إن الهوة تتسع، وأن الامر يحتاج إلى ما يشبه المعجزة لإنقاذ الحلف مما أسماه الرئيس الفرنسى ماكرون «الموت الدماغى أو الإكلينيكيى».
مشهد قادة الحلف وهم يتندرون على «ترامب» يقول بوضوح إن المهمة صعبة. فالرؤى مختلفة، والخلافات متجذرة، ودور القيادة الذى يفترض أن تلعبه أمريكا مفتقد.. وهذا هو العنوان الاساسى لأزمة الحلف حتى إشعار آخر أو تغيير لا يبدو مرجحا حتى الآن!!