وصلة كلام

بورسعيد تدخل التاريخ من جديد

نبيل التفاهنى
نبيل التفاهنى

لا أعتقد أن مدينة مصرية لا يتجاوز عمرها ١٥٠ عاما شهدت أحداثا دخلت بها التاريخ مثل بورسعيد ابتداء من استضافتها حفل افتتاح القناة فى عهد الخديو إسماعيل ونفى سعد زغلول خارج مصر وعودته عبر ميناء بورسعيد وانتصارها على العدوان الثلاثى عام ١٩٥٦ وحضور الرئيس جمال عبد الناصر لعيدها القومى سنويا دون باقى المحافظات وغيرها من الأحداث الكثيرة وعادت مرة أخرى لتدخل التاريخ منذ عدة أيام مع افتتاح الرئيس السيسى لأنفاق بورسعيد والمشروع القومى العملاق بشرق بورسعيد قاطرة التنمية لمصر وربما لا يستشعر الكثير قدر الإعجاز والسعادة بإنشاء الأنفاق جنوب بورسعيد إلا من عاش المنطقة على طبيعتها القاسية قبل أن تمتد إليها يد العمران وكان من حسن حظى أنى كنت شاهدا وحاضرا لضرب أول معول فى تنمية المنطقة عام ٢٠١١ لإنشاء ميناء شرق بورسعيد الذى تم افتتاحه عام ٢٠١٤ وكانت أقدامنا تغوص فى التربة الطينية السوداء وهى جزء من سهل الطينة الذى كان يخترقها أحد فروع النيل فى العصور القديمة وبعد الميناء بدأ المشروع الأكبر والأهم بإنشاء الأنفاق والمنطقة الصناعية وتوسعات الميناء ومع كل زيارة أثناء العمل فى هذه المشروعات كنت أصاب بقشعريرة وذهول من حجم العمل العملاق الذى حول المنطقة الموحشة إلى خلية نحل وعمل جبار وكأنى كنت أتابع وليدا منذ تكوينه وحتى خروجه للدنيا وبالفعل خرج المولود للدنيا منذ أيام قليلة ولكنه ولد عملاقا ليأخذ مصر إلى طريق النمو والرخاء بإذن الله وأسأل الله أن يجعله فتحا للخير على بلدنا بإذن الله وما أعظم بورسعيد وهى تسجل باسمها تباعا صفحات مضاءة بالنور فى تاريخ مصر وكلها صفحات خير وفخار للوطن.