بالبلدى

البرلمان.. والمعارضة الوطنية

مصطفى يونس
مصطفى يونس

لا يختلف اثنان على دور المعارضة داخل أى برلمان منتخب، ولا شك أن لنواب الأغلبية كما يطلق عليهم دورا كبيرا فى الوطن واستقراره وإن كان هناك تحفظ على البعض الذين خذلوا الناخبين وتركوا داوئرهم عقب فوزهم فى الانتخابات بالشعارات الجوفاء والمال السياسى.. نائب البرلمان هو ممثل الشعب أمام الحكومة.. هو حلقة الوصل بين المسئول والمواطن المغلوب على أمره.. فرغم الانتقادات اللاذعة التى وجهتها سهام المعارضة للحزب الوطنى ونوابه خلال حكم مبارك إلا أننا كنا نشاهد عمالقة تحت القبة، كنا نرى نوابا تواجه الحكومة بكل احترافية، تزأر لصالح قضايا الوطن.. وتتحول إلى أسود لإنهاء مشاكل دوائرهم بعيدا عن التجريح أو التجاوز.. فمن منا ينسى الراحل عبد الرحيم الغول نائب الصعيد الذى دافع بقوة لرفع طن القصب وهموم المزارعين وتحدى وزير الزراعة الأسبق فى واقعة القمح المسرطن.. ومن ينسى المعارض المحترم مصطفى شردى نائب الوفد الشهير.. ومن ينسى المهندس إسماعيل هلال نائب إمبابة الشهير الذى فعل الكثير لأهالينا وكان سببا فى البنية التحتية بالدائرة.. كل من سبق وأكثر سواء كانوا منتمين للمعارضة أو الحزب الوطنى لهم دور كبير فى الحياة السياسية تحت قبة البرلمان.. لكننا للأسف الشديد نرى اليوم بعض المعارضين غير الوطنيين، معارضة اشبه ما تكون بوضع السم فى العسل.. تعجبت كثيرا من كلام النائب هيثم الحريرى الذى قال إن نواب البرلمان ليس لديهم مخالب ولا أنياب ولا يستطيعون محاسبة الحكومة ولا يتحدثون إلا بالأمر، وهاجم فى لقائه مع الإعلامى عمرو أديب الدولة والمجلس الذى ينتمى إليه هو شخصيا.. لا أدرى إن كان النائب يقصد بأنه ممنوع من الكلام أو يحاول تغطية عورته فى دائرته بالإسكندرية بعدما انكشف خلال السنوات الماضية.. أولى بك يا سيادة النائب أن تذهب إلى من انتخبوك، إلى أهل دائرتك الذين وضعوا ثقتهم فيك بأن تحل مشاكلهم، وتحقق لهم مطالبهم، وتنهى الخصومات بين المواطنين، وتدعم الوطن الذى نعيش فيه.. يرحم الله زمانا كنا نرى فيه نوابا مثل خلايا النحل لتحقيق مطالب وآمال دوائرهم، يرحم الله زمن المعارضة الوطنية.