إنها مصر

«مصر رايحة على فين» ؟

كرم جبر
كرم جبر

لو تولى شئون البلاد فى أحداث 25 يناير، قائد آخر غير الرئيس عبد الفتاح السيسي، هل كانت مصر تحقق نفس النتائج؟
سبب السؤال: استشراف المستقبل وإلى أين تسير البلاد؟
أولاً: فى حياة الدول والشعوب، فترات تاريخية يظهر فيها قادة عظام، يتخذون قرارات تخرج عن السياق العادى للأحداث، ويصنعون من الأزمات قدرات هائلة على التحدى والإصرار.
مصر كانت كذلك، ولم يكن أشد المتفائلين يتوقع أن تنهض من عثرتها قبل عشر سنوات على الأقل، وبدأت جماعات كبيرة من المجتمع تهيئ نفسها للانصياع لحكم الجماعة الإرهابية، والاستسلام للأمر الواقع.
بيان 30 يونيو كان بمثابة «مصدات إعادة الأمل»، ومفاجأة للجميع بما «يريدون ولا يستطيعون»، وكان المواطنون أكثر وعياً من الطبقة السياسية، فالتقطوا إشارات البعث، وكان الخروج العظيم.
ثانياً: لا تنهض الدول بالعشوائية والعواطف والانفعالات والبحث عن الشعبية، واتسمت قرارات الرئيس بالسرعة والتأنى معاً، «السرعة» لأن الجرح النازف لا يحتمل التأجيل، و«التأنى» ليكون كل شىء مدروساً ومخططاً بعناية بالغة.
الإدارة الرشيدة هى عصب الحكم، ومن يلقى نظرة سريعة على خريطة التنمية، يدرك أن مصر تحولت إلى خريطة كبيرة على مائدة، وكأنها لوحة عمليات وتُدار بتخطيط بالغ الدقة.
المسألة ليست طرقاً وكبارى فقط، بل مشروعات زراعية وحيوانية ومصانع عملاقة للخامات المصرية، وصوامع للغلال، ومدن جديدة لم تشهد مصر مثلها فى تاريخها، وثورة تكنولوجية هائلة، وإعادة تأسيس البنية الأساسية، ومطارات وموانئ ومحطة نووية.
لا توجد منطقة على خريطة مصر، إلا وتدخل فى حزام التنمية والإعمار، وتنشق الأرض والصحراء على مدن وقلاع تكسر قيود الوادى الضيق، الذى انحشر فيه المصريون.
ثالثاً: المستقبل.. جملة قالها الرئيس فى افتتاح مدينة الأثاث بدمياط، أثناء الحديث عن بحيرة البردويل «مش هترجع زى ما كانت.. لا.. على أحدث نظم البحيرات فى العالم».
والمعنى المقصود أن مصر «مش حترجع زى ما كانت» وبعد إزالة أورام لم يقترب منها أحد من مائة سنة، تعود كأرقى دول العالم.
لم تعد خريطة التنمية فى مصر مقطعة، بل رؤية متكاملة تديرها عقول جريئة، وتتقاطع الخطوط وتبرز النقاط بمختلف الألوان فى انسجام وانسيابية.
على سبيل المثال: يشهد العام القادم 14 مدينة جديدة وخطة تعمير سيناء.. ومن الآن يتم تجهيز مستلزمات الإنتاج اللازمة لبدء «الموجة القادمة».. بتجهيز مصانع الأسمنت والرخام والطوب والأثاث وغيرها.. فكل شيء سيكون صنع فى مصر وليس مستورداً.
البلاد تسير فى طريق مستقيم، وهو أقصرها وصولاً إلى الهدف، الذى هو دولة عصرية حديثة، تحتل مكانة تستحقها بين الأمم، ويفخر أبناؤها بعبارة «أنا مصرى»، ولا تمد يدها لشقيق أو صديق.
يشهد الناس بعيونهم، أن بلادهم تتغير على أرض الواقع، وتمضى إلى المستقبل بخطى سريعة وواثقة، ومن حسن حظها أن تولى شئونها رئيس بمواصفات قياسية فى وقت مصيرى.