فى الصميم

فى ردع «أردوغان» ومن يدعمونه

جـلال عـارف
جـلال عـارف

عقب الغزو التركى لشمال سوريا، تحركت الجامعة العربية، والتقى وزراء الخارجية العرب، وكان قرارهم حاسما فى إدانة الغزو، وفى النظر باتخاذ إجراءات حاسمة لمواجهة العدوان التركى ووقف التعاون العسكري، ومراجعة مستوى العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياحية مع تركيا.
الآن يقوم الرئيس التركى المهووس بأوهام استعادة السلطنة العثمانية على خطوة أخرى فى طريق العدوان على الدول العربية وإثارة الفوضى على أراضيها. يقدم أردوغان فى «مذكرات التفاهم»، التى وقعها مع «والى طرابلس»، الواقعة تحت سطوة الميليشيات الإرهابية، نموذجا فظا فى محاولة مد النفوذ وعرقلة الحل السياسى لأزمة ليبيا، ثم إثارة المشاكل مع دول البحر المتوسط فى محاولة لا تتوقف للابتزاز والسطو على حقوق الآخرين.
مجلس النواب الليبى دعا الجامعة العربية للتحرك، واصفا ما وقع عليه أردوغان والسراج بأنه محاولة باطلة قانونا لاحتلال واستباحة الأراضى الليبية، طالبا سحب اعتراف الجامعة بحكومة السراج التى تتآمر مع أردوغان ومع الميليشيات الإرهابية لمنع استعادة الدولة الليبية لسلطتها ووحدة أراضيها، ولقطع الطريق على الجهود الدولية لإنهاء أزمة ليبيا.
الوقفة العربية مطلوبة الآن مع شعب ليبيا وجيشها الوطني. ما يقوم به أردوغان وأعوانه فى ليبيا يعنى فتح الأبواب لتتحول ليبيا إلى المركز الجديد للإرهاب، ويعنى أن تنفتح الأبواب لصراع إقليمى ودولى يستهدف تقسيم ليبيا ونهب ثرواتها واستمرار دمارها.
ويبقى هنا سؤال ينتظر إجابة الجامعة والدول الأعضاء: ماذا عن إقرار «أردوغان» بنفسه أن غزو جيوشه لسوريا تم بدعم وتمويل من قطر.. وهل ينطبق نفس الأمر على المخطط العثمانى الجديد الذى يستهدف ليبيا؟!
ثم.. هل سننتظر كثيرا إجراءات تردع «أردوغان» وتعاقب من يدعمه؟!