إضاءات

أزمة «هولاكو»

عاطف النمر
عاطف النمر

أثارت استقالة الفنان احمد شاكر المفاجئة من إدارة فرقة المسرح القومى ازمة كبيرة كشفت عن الاسباب الكامنة وراء تعثر ظهور مسرحية « هولاكو « للشاعر فاروق جويدة والمخرج جلال الشرقاوى.
الاستقالة كاشفة لأشياء لا أريد الخوض فيها الآن، لكنها اضطرتنى للاتصال بالفنان يوسف اسماعيل مدير عام فرقة المسرح القومى السابق لأعرف تفاصيل تعثر ظهور العرض فى عهده ومن قبل ان يتولى الفرقة ايضا، وما ذكره لى احتفظ به لنفسى الان ايضا، لكن هالنى ضخامة ميزانية العرض التى وصلت لمليونى جنيه تتحمل منها الفرقة مليون و600 الف جنيه و400 الف جنيه قدمها د. جابر نصار كدعم عندما كان رئيسا لجامعة القاهرة !!
عرض يتسم بضخامة فى الإنتاج، يتعثر ظهوره لما يزيد عن 4 سنوات، وهنا لابد ان تقفز امامنا عشرات من علامات التعجب، عموما لن يفيد البكاء على ضياع كل هذا الوقت، ما يعنينى أن استقالة احمد شاكر المسببة لم يتم التحقيق فيما جاء بها، والتصريحات التى واكبت الاستقالة ثم ما جاء فى بيان البيت الفنى للمسرح ردا على الاستقالة، يليه رد احمد شاكر لتفنيد كل ما جاء فى البيان من أكاذيب-من وجهة نظره-يدعمها بما تحت يده من مستندات وخطابات مرسلة منه لمكتب وزيرة الثقافة ورئيس قطاع الانتاج الثقافى ورئيس البيت الفنى للمسرح، وكلها تؤكد-من وجهة نظرى-ان جميع فرق وزارة الثقافة تدار بطريقة تتطلب وقفة لتحاشى تكرارتلك الهزليات، أوالخضوع للمجاملة والابتزاز، والعمل بسياسة التسكين من باب ان «كل عرض بياخد وقته ويعدى»!
احمد شاكر اراد-كما فهمت منه-ان يعلن للجميع انه لم يأت مديراعاما لفرقة المسرح القومى لكى يتلقى التعليمات دون مناقشة بما يجعله بلا صلاحيات، الرجل باختصار استشعر-كما قال لى-ان النص الذى ابدت عليه الرقابة ملاحظات مباشرة تشترط عدم الاسقاط على الأوضاع الراهنة بأى شكل من الاشكال، ومن اجل ذلك شكل لجنة يثق فى رؤيتها اكدت ايضا أن النص به اسقاط مباشر يسيء لمصر وحكام الخليج الذين ساندوا الشعب المصرى بعد ثورة 30 يونيو، والنص يسيء ايضا للولايات المتحدة، ويقول انه نبه بكل مخاوفه، بعد ان تلقى توجيهات بظهور العرض بالأمر المباشر! الرجل استقال بتاريخ 11 نوفمبر وصدر قرار بتاريخ 13 نوفمبر بنقله من القومى للحديث، ظنا انه لن يتكلم وقتها ولن تتكشف ازمة «هولاكو»، لكنه تكلم ورفض قرار النقل للتأكيد على انه ليس من عبيد المناصب، واكد لى فى اتصالى به انه لن يقبل تحمل مسئولية تقديم عرض يسيء لمصر والاخوة حكام الخليج من وجهة نظره.