عاجل

نهار

الشأن العام..

عبلة الروينى
عبلة الروينى

«أمة فى خطر» كان عنوان مقالى «قبل يومين» حول تردى اللغة العربية، وضرورة حمايتها.. ردود الفعل حول المقال، جاءت مذهلة، من فئات مختلفة، تطالب جميعا بقوانين حماية اللغة العربية، وضرورة وضع إستراتيجية لصيانتها، وتحويل «قضية حماية اللغة العربية» إلى مشروع قومى، يتكاتف فيه الجميع دفاعا عن لغتهم وهويتهم... نفس الأمر حدث مع مشروع «تطوير وتحديث حديقة الحيوان».. طالب الجميع بالإكتتاب العام، لتوفير الموارد اللازمة لتطوير الحديقة، التى تشكل لدى الجميع ثروة قومية، لابد من المحافظة عليها... ردود الأفعال حول القضايا العامة.. هذا الإهتمام العام، يعكس انشغال المصريين الدائم بالشأن العام، والوعى بمسئولياته.. لكنها «رغم أهميتها» تظل انشغالات متناثرة، جملا ناقصة، لا تكتمل فاعلياتها، ولا تتحقق مسئولياتها.. بسبب غياب إستراتيجيات العمل العام، والمشاركة المجتمعية...
ولعل «مؤتمر الشأن العام» الذى بدأت وزارة الأوقاف أعماله التحضيرية، بالتعاون مع كافة مؤسسات الدولة، يمنحنا الفرصة لبلورة إستراتيجية للشأن العام، وتفعيل وعى ومسئولية المواطن...
وبالتأكيد الشأن العام ليس مفهوما دينيا «برغم أعداد وزارة الأوقاف للمؤتمر»!!.. وليس مفهوما سياسيا ولا اقتصاديا ولا اجتماعيا، لكنه مفهوم عام، يشمل كل المجالات، ويخص الجميع..
يطرح الإعداد للمؤتمر سؤالا «من يتحدث فى الشأن العام؟!».. وهو سؤال ربما بحاجة إلى صياغة واضحة، فالشأن العام يخص الجميع، لا ينبغى احتكار الحوار حوله، ولا قصره على جماعة دون أخرى.. هناك تعريف يرى «أن المواطن يصبح مواطنا بالشأن العام»... لكن أيضا أبجديات الحوار حول القضايا، تعنى توافر الوعى واللغة والعلم والمعرفة بالمجال العام، لتحقيق فاعلية الحوار، وفاعلية المشاركة، وفاعلية المسئولية.. وهو ما يتطلب بالضرورة مناخا أكثر حرية، تتبادل فيه الآراء والأفكار والمعرفة، فى حوار مفتوح حر، هو جزء أساسى فى صناعة الوعى وتنميته.