العنف ضد المرأة| الختان انخفض بنسبة 8% والزوج لم يكن الجاني الوحيد

العنف ضد المرأة
العنف ضد المرأة

العنف ضد المرأة| الختان انخفض بنسبة 8%.. والشارع مازال أهم مصادر التحرش

 

للعنف ضد المرأة أشكال عديدة ومختلفة، وأحيانا ما تتعرض المرأة للعنف من قبل أسرتها نفسها، وهو ما جاء في إحصائية أجرها جهاز التعبئة والإحصاء بالتعاون مع المجلس القومي، وصندوق الأمم المتحدة.

تبين أن 43 % ممن هن فوق الـ18 عاما تعرضن للعنف من قبل الأب، والفئة ما بين 18 و68 عام هي الأكثر تعرضا لأشكال العنف، بينما تحدث 45 % من حالات العنف ضد المرأة من قبل الزوج، و 9.8٪؜ من النساء السابق لهن الزواج تعرضن لعنف بدني وجنسي ونفسي على يد أزواجهن، كما أن 11 % تم إجبارهن على الزواج.

كما تبين أن 89.5؜ % من النساء تعرضن للختان، و43 % تعرضن للعنف النفسي، و32 % تعرضن للعنف البدني و12 % تم إذاؤهن جنسيا، و17 % تعرضن لأشكال مختلفة من العنف من قبل الخطيب، و27.4 % تزوجن قبل بلوغ الـ18 سنة، و1.5% نسبة النساء اللاتي تعرضن لعنف بدني وجنسي على يد أفراد العائلة والبيئة المحيطة منذ بلوغهن 18 سنة، و6.6% نسبة النساء اللاتي تعرضن لأي شكل من التحرش في المواصلات العامة، 9.6% نسبة النساء اللاتي تعرضن لأي شكل من أشكال التحرش في الشارع.

قصص سيدات معنفة

تقشعر الأبدان من جرائم العنف ضد المرأة والتي تنتهي أحيانا بالقتل أو بعاهة مستديمة، وبعض النساء تكون "كتومة" ولا يعبرن عن أنفسهن حتى لا يفقدن بيت الزوجية أو تذل من قبل أهلها لكونها لا تستطع الحفاظ على الأسرة، فتسكت عن أي إهانة ظنا منها أن هذه سمة المرأة الصبورة فيهاجمها المرض النفسي، لذا تعرض «بوابة أخبار اليوم» إحدى حالات العنف التي مازالت تمارس في حق المرأة المصرية.

قالت إحدى السيدات التي تعاني من المرض النفسي أن زوجها كان دائم التنمر عليها بالعنف اللفظي والمعنوي ووصفها بأقبح النساء ودائما ما يقول عكس ما يراه الناس ظنا منه أنه يكسر غرورها، حتى أصبحت إنسانه هشة لا تثق بنفسها وتفكر في الانتحار بمجرد أن تفتح عينها على يوم جديد فهذا الزوج قتل زوجته؛ فأصبحت تهوى الموت هربا من حياة أجبرت عليها.

بينما قالت "م. س" متزوجة أنها في بداية الزواج كان زوجها يعاني من العجز الجنسي ولم تصارح أهلها واكتفت بالزواج الصوري ولكن هذا لم يكفي زوجها فكان يضربها ويعذبها مما جعلها تشكو إلى أهلها، حتى طلبوا منه إما العلاج أو الانفصال فطلب منها أن تحضر إلى بيتها وهو سيحاول العلاج، ووثقت به وعندما ذهبت غلل يديها وقدميها بالأربطة وعذبها وقص شعرها وحرق أجزاء من جسدها، وبسماع صراخها ابلغ الجيران الشرطة وتم القبض عليه وحدث الطلاق.

كما سردت السيدة "ك. م..." أنها كانت تعاني من ضعف شخصية زوجها أمام أهله وكان يجبرها على خدمة أهل الزوج وعندما تعترض تضرب وتهان من زوجها والحماة وذات يوم تشاجرت مع الحماة مما أدى إلى انتهاك ضعف هذه الزوجة الحامل ودفعتها من أعلى السلم ونتج عن ذلك الإجهاض وهي بالشهر الثامن وانتهت أخيرا بالطلاق.

دراسة: ختان الإناث «جريمة مستمرة»

وفي هذا السياق قامت «بوابة أخبار اليوم» بمناقشة هذه القضية مع مستشارين علاقات أسرية وخدمة مجتمع، أوضح المحامي رضا الدنبوقي أنه بمناسبة حملة الـ 16 يوم لمناهضة العنف ضد النساء يعيد مركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية نشر دراسة التي تحمل اسم "الجريمة المستمرة" عن ختان الإناث التي قد أصدرتها في سبتمبر 2019، وتبين خلال الدراسة أنه رغم الحملات المستمرة على مدار 19 سنة لمنع تلك الممارسة إلا أنها لم تنخفض سوى 5% فقط، وتشكل اعتداء جسيما على النساء المصريات وحقوقهن وكرامتهن الإنسانية.

وأضاف أنه في المسح الصحي السكاني لمصر 2014، تصل نسبة النساء اللاتي خضعن لهذه العمليات من بين النساء اللاتي سبق لهن الزواج في المرحلة العمرية 15- 49 عاما إلى 92%، وتظهر هذه النسبة أن معدل الانخفاض التي لحق بعدد المتعرضات العمليات بتر الأعضاء التناسلية الأنثوية قد تحرك من 97% للسيدات في ذات المرحلة العمرية عام 1995 إلى 92% عام 2014، وتبين أن هذه النسبة التمثيلية صعوبة تحريك المجتمع تجاه هذه القضية أو أن الإجراءات التي اتخذتها المؤسسات الرسمية بما فيها التجريم القانوني لا تتمتع بالجدية الكافية.

وأشار إلى أن ختان الإناث ينتشر في الريف بالإضافة إلى أن ٧٤ ٪ من مرتكبيها أطباء وأكد أن تلك العادة مجرمة بموجب نص المادة ٢٤٢ مكرر من قانون العقوبات المصري وتصل فيها العقوبة من خمس إلى سبع سنوات ضد الأطباء ومن سنه إلي ثلاثة سنوات ضد كل من قدم أنثي لختانها موضحا أن الختان مجرم قانونا ومحرم شرعا ومحظور طبيا.

زواج القاصرات

قالت استشاري أسري وخدمة المجتمع د. ندى الجميعي، إنه منذ قديم الأزل وتحاول الحكومة جاهدة أن تمنع زواج القاصرات بتحديد سن الزواج بالعقود ولا يتم كتب الكتاب إلا عند بلوغ السن قانونا ١٨ عام للفتاة ولكن الأهالي تتحايل على القانون بعمل العقود العرفية خوفا أن تدخل البنت مرحلة العنوسة، وبمجرد بلوغ البنت المحيض ويتغير جسدها بيولوجبا تبدأ رحلة البحث عن عريس وهنا تقع أسوأ فترة بحياة الطفلة الصغيرة، وأحيانا تتزوج رجل عجوز يدمر شبابها ويملأها بالأمراض.

وأضافت أنه يوجد نصيحة منتشرة ببلاد الصعيد والأرياف للرجل العجوز المريض" تزوج صبية صغيرة" والسر أن هذه الصبية تجدد شباب العجوز لأنه يصدر لها الأمراض ويأخذ منها العافية والصحة، وهنا تقع البنت واهالي فريسة للجاشعين فتتزوج البنت عرفيا وتحمل جنين بأحشائها وأحيانا لا يعترف الأب به وتبدأ تنتشر حالات الإجهاض أو عندما يعترف به الأب يكتب على اسم الجد أو العم أو لا يتم تسجيل الطفل عند مولده تختلط الأنساب جهلا وتحايلا منهم على القانون. 

وأوضحت د. ندى الجميعي، أن الجهاز التناسلي للطفلة غير مكتمل ولا يتم اكتماله إلا بعد بلوغ سن العشرين من العمر ويوجد حالات كثيرة قد تنتهي بالوفاة نزفا عند فض "غشاء البكارة"، إذا لم يتم إسعافها أو الإجهاض وسقوط الرحم وتهتكه عند الحمل والولادة، وهنا تقع الطفلة ضحية لأهل وزوج لا يعرفون شئ عن الآدمية.

أسباب العنف ضد المرأة وطرق مواجهته

قالت استشاري الإرشاد الأسرى والعلاقات الزوجية والتدريب د. بثينة الفقي، إنه تتعرض النساء والفتيات في أنحاء عديدة من العالم لحالات من العنف المتعدد الأشكال مثل "اللفظي والجسدي والجنسي والنفسي" والذي قد يصل إلي الإصابة بعاهة مستديمة أو إلى إزهاق الأرواح "القتل المتعمد" والذي لا يقدم صاحبه في بعض الأحيان إلي المحاكمة والعقاب أو لا يتم الإبلاغ خوفا من العار الذي يلحق بأسرة الفتاة. 

وأضافت د. بثينة الفقي، أنه نظرا لتعدد حوادث العنف والاعتداء علي النساء والفتيات فقد أعلنت الأمم المتحدة الإعلان العالمي للقضاء علي العنف ضد المرأة عام ١٩٩٣ وعرفت العنف ضد المرأة بأنه "أي فعل عنيف يترتب عليه أذي أو معاناة للمرأة من الناحية الجسمية أو الجنسية أو النفسية بما في ذلك التهديد بالحرمان القسري من الحرية سواء في الحياة العامة أو الخاصة" وما يترتب علي ذلك من تأثير سلبي علي حياة المرأة والفتاة وصحتها النفسية واستقرارها وحياتها وعلاقتها مع الآخرين.

وأشارت إلى معاناة المرأة العربية في مواجهة العنف داخل الأسرة الأولي من أحد أفراد الأسرة أو مع شريك الحياة وتعرضها للعنف المنزلي والذي قد يصل للقتل كما في جرائم الشرف فضلاً عن تأثرها بالحروب والصراعات والفوضى الخلاقة والربيع العربي والتي أثرت علي المرأة وحياتها واستقرارها وتحولها إلي لاجئة، فالعنف سلوك عدواني ويعد العنف ضد المرأة سلوك عدوانياً تحرمه الأديان والشرائع السماوية التي توصي بالمرأة واحترام حقوقها في الزواج والعمل والميراث وغيرها  وتحاسب كذلك عليه القوانين الوضعية لأنه ينتهك حقوق المرأة وإنسانيتها.

وأوضحت أنه من أهم أسباب العنف ضد المرأة هي الثقافة السائدة في المجتمع والتي تنظر للمرأة أنها أقل من الرجل والجهل والفقر الاقتصادي والفكري في المجتمع واستغلال الفتيات بتزويجهن في سن صغيرة، فضلا عن عدم التصدي من جانب المرأة لما يحدث لها من عنف في علاقة الزواج خوفا من الحرمان من الأبناء أو عدم وجود دخل خاص بها كذلك ما تمر به النساء والفتيات من تحرش بالشوارع أو عبر الفضاء الالكتروني أو في مجال العمل وأخيرا عدم تفعيل القوانين اللازمة بالردع والعقاب بشكل كامل.

وأشارت إلى أنه يتم مواجهة ظاهرة العنف ضد المرأة من خلال نشر الوعي بحقوق المرأة وواجباتها تجاه نفسها وأسرتها ومجتمعها عبر الجهات الرسمية والخاصة ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وإتاحة الفرصة لتمكين المرأة والمشاركة في صنع القرار علي المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وتغيير الصورة النمطية عن المرأة، وتفعيل القوانين التي تحفظ حقوق المرأة  سواء في الأسرة أو العمل، وتغيير الصورة النمطية للمرأة كما يروج لها في الميديا والدراما والأعمال المسرحية والتليفزيونية التعامل مع المرأة كشريك أساسي في تنمية المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة، ويبقي دعم المجتمع وجمعياته الرسمية والخاصة لعلاج المعنفات وتأهيلهن وتوفير فرص حياة أفضل من أكثر طرق علاج هذه المشكلة.