من يفوز بهرم القاهرة الذهبي؟

لقطة من فيلم "بغداد في خيالي"
لقطة من فيلم "بغداد في خيالي"

يختتم مهرجان القاهرة السينمائي فعالياته مساء الجمعة المقبلةـ في حفل بدار الأوبر االمصريةـ بحضور عدد كبير من نجوم الفن وصناع السينما من مصر والوطن العربي والعالم، ومن المتوقع أن تحضر وزيرة الثقافة حفل الختام بعد أن غابت عن حفل الافتتاح بسبب مشاركتها في فعاليات منتدى وزراء الثقافة في المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو، وهو الغياب الذي عوضته بالمشاركة في افتتاح معرض "القاهرة.. أحبك" ضمن فعاليات المهرجان، والمشاركة في حفل تأبين الراحل يوسف شريف رزق الله.

 

تعلن جوائز المهرجان خلال الحفل، وهي جوائز المسابقة الرسمية: «الهرم الذهبي» لأحسن فيلم، والهرم الفضي لأحسن مخرج، والهرم البرونزي لأفضل عمل أول أو ثان، وجائزة نجيب محفوظ لأحسن سيناريو، وجائزة أحسن ممثل، وأحسن ممثلة، وجائزة هنرى بركات لأحسن إسهام فني، ويتنافس عليها ١٥ فيلما، أبرزها: الفيلم الفلسطيني «بين الجنة والأرض»، والفيلم الروماني «زافيرا»، والفيلم المصري «إحكيلي»، والفيلم البرازيلي «الرجل الودود»، والفيلم اللبناني «جدار الصوت».


أما جوائز مسابقة آفاق السينما العربية للأفلام الطويلة يتنافس عليها ١٢ فيلما، أبرزها: الفيلم المغربي «من أجل القضية»، والفيلم العراقي «بغداد فى خيالي»، والفيلم التونسي «بيك نعيش».


أما جوائز مسابقة أسبوع النقاد الدولي للأفلام الطويلة، فتتنافس عليها ٧ أفلام منها: الفيلم العراقي «أبو ليلى»، والفيلم الإسباني «وظيفة وفيلم»، والفيلم التونسي «قبل ما يفوت الفوت»، والفيلم الأرجنتيني «أرض الرماد».


وفى مسابقة الغد الدولية للأفلام القصيرة، يتنافس ٢٠ فيلما على جائزة يوسف شاهين لأحسن فيلم قصير، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة.. وجوائز المهرجان النقدية، هي جائزة يوسف شريف رزق الله «جائزة الجمهور»، وجائزة أفضل فيلم عربي.


كما شهد المهرجان العديد من البرامج والفعاليات الفنية حول صناعة السينما، وورش صناعة الأفلام والتلفزيون، ولقاءات ومبادرات فنية وثقافية لاقت إقبالا كبيرا لا سيما من طلاب الجامعات وأكاديمية الفنون، كما اختارت أكاديمية الأوسكار مسابقة سينما الغد ليكون الفيلم الفائز بها أحد المرشحين لجوائز الأوسكار بداية من الدورة المقبلة.


مسئولية كبيرة
وشهد مهرجان القاهرة العديد من الفعاليات الخاصة بتكريم ضيوفه فى لقاءات شهدت تفاعلا كبيرا، بدأت بتكريم المخرج شريف عرفة، الذي قال إن السينما بالنسبة له ليست مجرد شيء يحبه بل مترسخة بداخله من خلال عمله مع والده وأساتذة كبار من الجيل الذي خلق السينما المصرية، وورث هو وجيله عنهم السينما وذاكرتها وقوتها الناعمة، وهو الإرث الذي اعتبره عرفة «مسئولية كبيرة» تجاه صناعة السينما، والتي تعد القوى الثانية فى مصر بعد الجيش بفضل قدرتها على التأثير.


سعيدة بالتكريم
وتلاه لقاء «الأخبار» مع النجمة منة شلبي التي أكدت أن تكريمها فى مهرجان القاهرة هو أحد أهم الأحداث السعيدة فى حياتها، معبرة عن سعادتها كونها جزءا من صناعة الفن، وأعربت عن سعادتها بالعمل مع مخرجين كبار مثل يوسف شاهين ويسري نصر الله ومحمد خان، وأكدت إنها تختار أدوارها بعناية بعد قراءة السيناريو ومعرفة شكل الدور وملامح الشخصية، ثم تتجرد من شخصيتها الحقيقية أثناء التصوير، وأوضحت أن حجم الدور فى السينما لا يشغلها المهم ما يحمله من قيمة فنية.


تكريم جيليام
أما المخرج العالمي «تيري جيليام» فقال خلال تكريمه إنه بدأ حياته الفنية عكس الجميع، إذ عادة ما يبدأ المخرجون بأفلام قصيرة ثم ينطلقون للعمل فى هوليوود، بينما بدأ هو من هوليوود واستقر به الأمر فى إخراج الأفلام القصيرة، وأكد أنه لم يقدم أبدا عملا غير مقتنع به وأنه كان محظوظا حيث أخرج الأفلام التي يؤمن بها فقط.


كما شارك عدد كبير من صناع الأفلام المشاركة فى المهرجان فى فعالياته المختلفة، مؤكدين أن مهرجان القاهرة يحمل مكانة خاصة لا سيما لدى الدول العربية، وفضل أغلبهم أن يكون انطلاق العروض الأولى لأفلامهم من خلال مهرجان القاهرة وليس مهرجانات أجنبية.


من كواليس المهرجان
> تابع كثير من محررى السينما وصناعها افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي عبر شاشات الفضائيات بعد خطأ بسيط لم تتداركه إدارة المهرجان حيث «سهي» على اللجنة الإعلامية توجيه الدعوة لمعظمنا بينما تم اقتطاع نحو نصف دعوات الصحافة لصالح الرعاة.


> إذا وجدت لافتة كامل العدد فإن هذا لا يعنى حضورا كثيفا ولن يكون من المثير أن تحجز تذكرتك وتسعد لأنك جزء من هذا الاكتمال.. فقط راجع ببصرك جنبات قاعة العرض ستكتشف أن نصفها خال من الحضور.. ساعتها لابد وأن تدرك أن لافتة «كامل العدد» ليست إلا صيغة مصرية لمواجهة الحسد.


> حصولك علي تذكرة لا يعني وجود مقعد فى دار العرض.. قد تحجز تذكرتك ثم تفاجأ بأنك ستشاهد العرض وقوفا فى بعض الفعاليات، لأن التذاكر المباعة أكبر من سعة القاعات، وذلك اتباعا للمأثور الرسمى «التذاكر تذاكرنا والورق ورقنا والمقاعد مقاعدنا أيضا».


> الشركات المشاركة فى المهرجان مارست أدوارا تعدت الحدود المتعارف عليها مع وجود كثيف للشرطة المدرسية التابعة لتلك الشركات والتى كان لها دور أكبر من دور المنظمين له أو المؤثرين فيها أو حتى الجمهور وذلك على اعتبار أن هذه الشركات «صاحبة الليلة «وما دونها «كمالة عدد»!


> لا تجهد نفسك التزاما بمواعيد الفعاليات، فلا شيء يبدأ فى موعده، وليس شرطا التزام المنظمين بالجدول القائم فقد تتغير المواعيد أو عناوين الفعاليات، ابسط الأمثلة إلغاء عروض أفلام مهمة ووقف حجزها، بالسؤال عن السبب قال قائل منهم «العلم عند ربنا»!


> ثلاث ندوات للمكرمين أقيمت فى يوم واحد دون فواصل بينهم.. شريف عرفة ومنة شلبي وتيري جليام وكان على الصحافة والاعلام وكل وسائل الميديا أن تنتقل لتغطية التكريم الثاني غير أن مانع رسمى منعهم بدعوى تأخرهم عن موعد البدء اذ كان لزاما عليهم ترك المكرم الأول للحاق بالثاني وذلك اتباعا لسنة حميدة «إجرى جرى الوحوش»!


> تحت شعار «عواد باع أرضه».. باعت إدارة المهرجان بعض ندوات المكرمين لمجلات خاصة وبالطبع قامت تلك المجلات باحتكار التغطية وتصرفت فيها تصرف المالك فيما يملك من منع الصحافة من الحضور أو المنّ عليهم والجود بكرمهم فى اليسير من الوقت.


> واصلت إدارة المهرجان مفاجأتنا بأمور أكثر غرابة، مثل إقامة حفل تأبين يوسف شريف رزق الله الذي تحمل الدورة الحالية اسمه بتذاكر، أجل، حفل تأبين بتذاكر، لو علم المرحوم لمات!


> أبدعت إدارة المهرجان وحولته إلى مهرجان عالمي يتحدث بالإنجليزية فى ندوة تكريم منة شلبى.. المثير أن الفنانة مصرية والأكثر إثارة أن أغلب الحضور كان مصريا وعربيا خالصا والأكثر دهشة أن كل المصريين الحضور عاشوا لحظات من الجلنزة، والجلنزة هي عكس التعريب وقد فرضها المحتل الإنجليزي ايام كان قابعا على صدر مصر!


> عملا بالحكمة التي تقول «كلما ازدادت ثقافة المرء ازداد بؤسه»، حين تعلم أن تذاكر بعض الأفلام والعروض تباع للجمهور بأسعار تصل إلى ٨٠ جنيها فى مهرجان وطني يهدف لنشر الثقافة السينمائية لدى المواطن المصري العادي، لا تعلم عن أي مواطن يتحدثون!


> استطاع المهرجان فى دورته الحالية تحقيق طفرة هائلة فى الحصول على دعم من الرعاة والمشاركين تخطى الميزانية الموضوعة من قبل الدولة، غير أن تحكم رأس المال فى صلب الموضوع يدفعنا لإعادة الذاكرة للقائمين عليه.. «هذا مهرجان الدولة المصرية وليس مهرجانا خاصا برعاية وزارة الثقافة».