قال إريك أوشلان مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة، إن مصر تولي اهتماما كبيرا للاجتماع الإفريقي الرابع عشر لمنظمة العمل الدولية المقرر عقده في مدينة أبيدجان بكوت ديفوار خلال الفترة من 3 إلى 6 ديسمبر المقبل، خصوصا في ظل تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الاتحاد الإفريقي.
وأشار إلى أن الاجتماع سيشارك فيه رؤساء حكومات ووزراء من أكثر من 50 دولة إفريقية، مشددا على ان مصر أكدت المشاركة بوفد يترأسه وزير القوى العامة ويضم ممثلين عن اتحاد عمال مصر واتحاد الصناعات المصرية واتحاد الغرف التجارية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي اليوم لإعلان تقرير المدير العام للمنظمة جاي رايدر بعنوان "المضي قدما بالعدالة الإجتماعية: رسم معالم مستقبل العمل في أفريقيا" والمقرر طرحه على الاجتماع الأفريقي الرابع عشر لمنظمة العمل الدولية والمقرر عقده في مدينة أبيدجان بكوت ديفوار خلال الفترة من 3 إلى 6 ديسمبر المقبل.
وقال أوشلان إن الاجتماع سيشارك فيه ممثلون عن أطراف العمل الثلاثة من 54 دولة إفريقية بالإضافة إلى ممثلين عن عدد من المنظمات الدولية، مشيرا إلى أن تقرير المدير العام للمنظمة تناول 4 موضوعات رئيسية سيدور حولها النقاش في خلال الاجتماع وهي تشغيل الشباب والهجرة والحماية الاجتماعية وتغير المناخ، مشيرا إلى أن الاجتماع هذا العام يكتسب أهمية خاصة لكونه ينعقد في العام الذي تحتفل به منظمة العمل الدولية بمرور 100 عام على انشائها و60 عاما على تواجدها في إفريقيا.
وأضاف أن التقرير خلص إلى ضرورة أن تدعم نتائج الاجتماع الاقليمي الأفريقي الرابع عشر تحقيق الأهداف المنشودة في الأطر الرئيسية مثل برنامج الاتحاد الافريقي لعام 2063 وخطة عمل الاتحاد الأفريقي بشأن العمالة والقضاء على الفقر والتنمية الشاملة وبرتوكول الاتحاد الأفريقي بشأن حرية التنقل واتفاق منظمة التجارة الحرة في القارة الافريقية والاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة والاتفاق العالم من أجل الهجرة.
وشدد على ضرورة التزام دول القارة الأفريقية بالوفاء ببرامج التنمية المستدامة للأمم المتحدة لعام 2030، كما تلتزم بتحقيق الأهداف المرتبطة بها، مشيرا إلى أن أهداف العمل اللائق في صميم أهداف التنمية المستدامة.
وقال إن تشغيل الشباب من الموضوعات الرئيسية المطروحة على الاجتماع حيث تضم القارة الافريقية 1.3 مليار نسمة فيما يبلغ حجم القوى العاملة فيها 500 مليون نسمة فقط، مؤكدا أن بحلول 2030 سيرتفع حجم القوى العاملة إلى 676 مليون شخص، وهي زيادة مذهلة بنسبة 40 في المائة مدفوعة بالأعداد المتزايدة بوتيرة سريعة من الوافدين الشباب إلى سوق العمل.
وأضاف أن تقرير المدير العام لمنظمة العمل الدولية يؤكد أن قارة أفريقيا هي الإقليم الأكثر شبابا في العالم، حيث يشكل الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 سنة نسبة 60 بالمائة من السكان، وهو ما سيشكل خمس القوى العاملة في العالم تقريبا بحلول 2030.
وأشار أوشلان إلى أن معدل بطالة الشباب في الفئة العمرية من 15 إلى 24 سنة في جميع الأفاليم الفرعية في أفريقيا أعلى من إجمالي البطالة في العالم، كما بلغت نسبة الشباب غير اللتحق بالتعليم ولا بالعمل ولا بالتدريب 21.4 في المائة خلال عام 2019.
وأكد التقرير أن العمالة غير المنظمة تشكل المصدر الرئيسي للعمل في أفريقيا حيث تمثل 85.5 بالمائة من مجموع العمالة، فيما يعمل 72 مليون طفل أفريقي أي ما يمثل تقريبا نصف نسبة عمل الأطفال في العالم.
وحول قضية الهجرة، أكد التقرير أن الأفارقة لا يغادرون في غالبيتهم القارة، بل ينتقلون إلى بلدان مجاورة في الاقليم الفرعي نفسه، فيما يتركز العمال المهاجرون الأفريقيون بشكل رئيسي في مهن تتطلب مهارات منخفضة إلى متوسطة في قطاعات الزراعة والبناء وتجارة التجزئة.
وحول الحماية الاجتماعية، أوضح التقرير أن حوالي 75 بالمائة من سكان القارة غير خاضعين للتغطية الصحية القانونية، وحول تغير المناخ، أشار التقرير إلى أن دول القارة هي الأقل مسئولية عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ومع ذلك هي من أكثر البلدان تضررا، مشيرا إلى أن برنامج الوظائف الخضراء في منظمة العمل الدولية يهدف إلى توفير فرص عمل لائقة وبناء مجتمعات مستدامة وخفيضة الكربون.
