حكايات| شاب «المليون».. «حمزة» يقهر «الشلل» بصعود أعلى جبال مصرية

شاب «المليون».. «حمزة» يقهر «الشلل» بصعود أعلى جبال مصرية
شاب «المليون».. «حمزة» يقهر «الشلل» بصعود أعلى جبال مصرية

كالقابض على جمرة من نار، كان ولا يزال ممسكًا بتلابيب أحلامه.. تسع وعشرون عامًا، هي حصيلة سنوات عمره، قضاها ما بين هوايات السباحة وركوب الدراجات، وكرة القدم، وصعود الجبال، ولأنه من أصحاب الهمم؛ حول هواياته تلك إلى حقائق أولها شغف وآخرها تحدٍ ونجاح.. إنه «مازن حمزة» أول متسلق جبال مصري من ذوي الاحتياجات الخاصة.


 
عند حمزة، الذي أصيب بشلل الأطفال؛ تتحول العثرات التي قد تواجه أي شخص لمسببات للتمسك أكثر بالحياة وتفاصيلها؛ يأخذها بمحمل الجد والمسئولية، لا يعتد بالمستحيل لديه من العزيمة والإصرار طاقات تكفي لتوزيعها على غيره من الشباب والأطفال ذوي الهمم، أسس لمبادرة تولى خلالها تعليم الأطفال فن صعود الجبال، والسفر عبر المدن والبلدان للترويج للسياحة البيئية
من خلال ذوي الاحتياجات الخاصة.

 


 
قبل أيام كرمه وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي، ووزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، لتمكنه من صعود قمة جبل موسى، بمحافظة جنوب سيناء، وكان برفقته الطفل محمد حسين، أول طفل من ذوي الهمم يصعد الجبل، بتدريب من حمزة، ورعاية من وزارة البيئة للتأكيد على وحدة وتضافر الشباب لحماية البيئة.


 
لم يكن ذلك التكريم الوحيد لحمزة، بل سبقه عدة نجاحات أخرى حيث تمكن من صعود قمة جبل سانت كاترين في سيناء، ومن قبلها صعد جبال أطلس في المغرب، وجبال الألب في سويسرا، عن كواليس مغامراته، وأحلامه، والمواقف الصعبة التي لا ينساها.

 

«حمزة» تحدث عن تفاصيل دمج ذوي الاحتياجات في مجال السياحة البيئية، قائلا: «صعود الجبال بدأ صدفة ثم أصبح هواية ومن ثم مسئولية، والأمر بالنسبة لي تحدٍ وإصرار أن أقول للناس، أنه لا يوجد مستحيل، وأن أفكر خارج الصندوق وبشكل مختلف، وهناك عزيمة لأن أكمل وأعلم غيري من الشباب».
 
 
حاول الشاب المعجزة 4 مرات الصعود إلى قمة جبل سانت كاترين في سيناء، لكن كان يتم منعه بسبب نقص التصريحات اللازمة، وهنا يقول: «تجربة سانت كاترين علمتني أن أتعامل بشكل رسمي، ولأن لدي إعاقة لابد أن يكون معي تأمين، لذا لابد أن أكون حريصا على عمل كل شيء بسلام، وأمان».
 

 

أما كواليس صعوده جبال أطلس في المغرب والألب في سويسرا، فلا يزال يتذكر تفاصيلها جيدًا؛ حيث يروي: «كان الأمر جهودا ذاتية بدء من تذكرة الطيران حتى التصوير، وكانت تجربة جديدة، وناجحة؛ أن أتوغل بمفردي في المغرب، وأتعامل وأتسلق الجبال في المغرب مع أناس التقيهم للمرة الأولى».

 

وواصل حديثه: «أتذكر قبل صعودي جبال الألب في سويسرا كان أصعب شيء أني لم أكن أعلم كيف سيتم تسويق الحدث، وكيف سأقنع الناس بحلمي، وعندما ربحت المسابقة من خلال تصويت الناس الذين بلغت أصواتهم مليون صوت خلال 3 أسابيع كان الأصعب بالنسبة لي أن أحقق حلمي، فقد كان تحديا كبيرا، وأحمد الله أنني نجحت وصعدت وحققت حلم جميع من يحبون الخير لي».

 

 
يحتفظ حمزة بمكانة خاصة لكاترين وأهلها؛ إذ يحكي عنهم: «أحب سانت كاترين وأشعر أن أهلها يساعدونني ويعتبرونني واحدا منهم إنها محاولة مني لرد الجميل، بأن أجمع الجمعيات والمؤسسات في الشتاء لعمل الخير هناك، أما مبادرة (كاترين وناسها) فنابعة من قلبي لأني أحب ناسها، استقبالهم جميل لي ولأصدقائي وزملائي، في أي وقت في السنة». 

 


يؤمن هذا الشاب بضرورة دمج ذوي الهمم في العمل البيئي كأمر مهم ومفيد للدولة وشكل مختلف لأداء الدولة من خلال دعم ذوي الإعاقة؛ لأنهم يدعمون البلد والسياحة، وهناك أبطال من ذوي الإعاقة لابد من استغلالهم من قبل وزارات البيئة والشباب والسياحة، ولابد أن يكون هناك تنسيق بين الوزارات للترويج لهؤلاء الأبطال من شباب أو أطفال من ذوي الهمم وهم خير سفير لمصر.


 
والآن يستعد حمزة لصعود ثاني أعلى قمة جبل في مصر وهي جبل عباس باشا، لأكون بذلك أول مصري من ذوي الهمم يعتلي أعلى ثلاث قمم في مصر.. «هذا سيكون شيئا مشرفا لي ولبلدي، وأحلم بأن تسجل مغامراتي في صعود الجبال في كتب التاريخ، وأن يعرف العالم كله أن هناك مصريا من ذوي الهمم صعد جبال موسى، وسانت كاترين، والألب، وأطلس، وباقي لأكون فخر لبلدي الغالية مصر».