«فيلا سباهي».. فرمان التأميم يطرد أشباح التخريب من دُرة «ستانلي»

فيلا سباهي
فيلا سباهي

كدرة تاج؛ تتوسط «فيلا سباهي» منطقة ستانلي بمحافظة الإسكندرية في بهاء وشموخ يخطف الأنظار بتصميم مميز وفريد جعلها من أبرز معالم المدينة الساحلية حيث يتمزج الجمال المعماري للبناية بإطلالة شاطئ ستانلي لتشكل لوحة فنية بديعة، تعزف على أوتار قلوب محبي وعشاق عروس البحر المتوسط. 

 

تعود «فيلا سباهي» لعائلة سباهي السورية الأصل، وتم تشييدها في خمسينيات القرن الماضي وتتميز بطرازها المعماري المميز، تقع الفيلا، في 219 طريق الجيش بحي شرق، وهي مسجلة بمجلد التراث برقم 1104، وتم بناؤها في منتصف القرن العشرين على يد المهندس المصري علي ثابت، الذي يعتبر امتداد للمهندس الإيطالي ماريو روسي صاحب التأثير الكبير على العمارة في مدينة الإسكندرية في النصف الأول من القرن العشرين.

 

قبل أسابيع؛ أصدر المجلس التنفيذي لمحافظة الإسكندرية، قرارا بنزع ملكية الفيلا، لصالح المنفعة العامة ولمنع تخريبها كونها إحدى المباني التراثية التي تشكل هوية المدينة، ومن جانبه اعتبر الباحث في التراث السكندري، الدكتور إسلام عاصم، أن تطبيق طراز النيو-اسلاميNeo-Islamic style يتجلى في تصميم الفيلا، حيث تتمزج فيه الزخارف الإسلامية مع النسق الأوروبي، فنجد على ثابت في فيلا سباهي قام باستخدام زخارف اندلسية إسلامية في تلك الواجهة، وهو النوع المفضل في مدينة يعتبر أشهر أئماتها أبو العباس المرسي الأندلسي، بالإضافة إلى أن تأثير مدرسة روسي كان واضحا في مزج المربع بنصف الدائرة والذي ربما يكون قد استمده من مسجد نور عثمانية باسطنبول".

 

وأشار إلى أن روسي من القلائل الذين قاموا بذلك خاصة في عمائرهم الدينية، وظهر ذلك في مسجد القائد إبراهيم، ونجد ان علي ثابت قام بذلك في تنفيذ فيلا سباهي، ويعتبر مسجد رمضان شحاتة في المنشية من أشهر أعمال علي ثابت في الإسكندرية.


وأوضح عاصم، أن ما فعلته المحافظة  خطوة مهمة في الطريق للحفاظ على التراث في المدينة، لافتا إلى أن ذلك يحسن صورة مصر والإسكندرية أمام الإعلام الغربي.


وأضاف في تصريح لـ«بوابة أخبار اليوم»: "انتقلنا إلى مستوى آخر من مستويات الاهتمام بالتراث يؤكد أن الدولة مهتمة بالحفاظ على التراث وأخذت دورها في ذلك وتبعث برسالة إلى أي شخص يحاول هدم تراث المدينة سيكون مصيره نزع الملكية، بعدما عانينا كثيرا من مقولة أن الدولة غير مهتمة بالتراث".

 

وتمتلك الفيلا عائلة سباهي الذي سميت باسمه عام 1945م أكبر شركات الغزل والنسيج بالإسكندرية، إلا أنه تم تأميمها بالقرار الجمهوري رقم 1598 عام 1961، ووفقا لمجلد التراث الذي وضعته اللجنة المشكلة بقرار من محافظ الإسكندرية، فيوجد قرابة 1135 مبنى، وهي 1109 مبنى ذو طراز معماري مميز، و6 مبانٍ مرتبطة بالتاريخ القومي، و10 مبانٍ مرتبطة بشخصية تاريخية، ومبنيان يمثلان حقبة تاريخية، و8 مبانٍ تمثل مزارا سياحيا.

 

وطبقا للتصنيف يضم حي شرق الإسكندرية، 463 مبنى، وحي وسط 435 مبنى، والجمرك 163 مبنى، والمنتزه 31 مبنى، وغرب 20 مبنى، وبرج العرب 5 مباني، والعامرية 18 مبنى، وتضم منطقة وسط البلد بالإسكندرية الجزء الأكبر من هذه المباني فلازال شارع فؤاد يقاوم محاولات التخريب الذي تتم فيه، وكذلك منطقة محطة الرمل والمنشية، بالإضافة إلى المباني المطلة على الكورنيش بدءا من منطقة بحري حتي منطقة الشاطبي ما دفع المسؤولين عن الأثار لوضعها ضمن مخطط لتسجيلها في منطقة اليونسكو باعتبارها لوحة فنية من الزمن الجميل.


قال الدكتور عبد العزيز قنصوة، محافظ الإسكندرية، إن المباني التراثية تنقسم إلى ثلاث فئات من حيث الأهمية وتحرص المحافظة على الحفاظ على المباني لكونها جزء من هوية وشخصية المدينة.


وأضاف المحافظ، إن قرار نزع ملكية فيلا سباهي والذي جاء من المجلس التنفيذي للمحافظة، يأتي في إطار جهودهم للحفاظ على تلك المباني بالإسكندرية، لافتا إلى أنه سيتم تعويض ملاك الفيلا وبحث أفضل الطرق لاستغلالها، مشيرا إلى أن فيلا سباهي هي خطوة ولا زالت هناك خطوات سيتم اتخاذها مع كافة المباني المهمة في المدينة الساحلية، لافتا إلى أن الدولة في إطار رؤيتها الاستراتيجية تسعى لبناء نهضة حضارية في كافة المجالات وكذلك الحفاظ على هوية المدينة التي كانت ولا تزال عروسا للبحر المتوسط.