حق ربنا

انفصام فى الشخصية!

عصام حشيش
عصام حشيش

فى المجتمع الغربى الآن دين جديد معروض على العالم يجرى الترويج له بكل قوة لتغيير الثوابت التى يعيش عليها الناس، دين يقوم على منح الحرية الكاملة للإنسان فلا يلتزم بثقافة ولا لغة ولا أسرة ولا شرائع سماوية بل ويوصف من يلتزم بهذه الأشياء بأنه متخلف ورجعى.. وتحولت الأسرة فى ظل هذا الدين وهى الخلية الأولى فى المجتمع إلى كيان يجمع بين أى شخصين سواء كان رجلا ورجلا أو رجلا وامرأة أو امرأة وامرأة أخرى دون اعتراض من المجتمع.. فالإنسان حر يدير حياته حسب هواه بلا قيود.. طوال اليوم دراسة وعمل وطوال الليل متعة ونشوى بلا قيم ولا مرجعية دينية.. هكذا يريدون الإنسان ويرون أنه يصبح بذلك حرا ومبدعا، ينطلق فى الحياة يبنيها ويعمرها ويستمتع بها.. مع قطع الصلة تماما بأن هذا الإنسان مخلوق له خالق وضع له قوانين يعيش بها وسيحاسبه على ما قدمه فى حياته من خير وشر.. وهناك للأسف دول شرقية بدأت ترضخ لهذا النظام الغربى فأباحت محرمات ومنعت أوامر وسط ترحيب وتشجيع غريب.. وراح العرض الصحيح للدين السمح الوسطى الذى أنزله الله لحياة البشرية يخفت ويتراجع أمام عرض آخر يغزو عقولنا ويقنعنا بأن الدين موضة قديمة ومنع الاختلاط غباء واتباع الرسول تخلف وأن التحضر والمدنية فى هذا النظام الجديد الذى اقتحم حياتنا وصرنا معه مصابين بانفصام فى الشخصية.. نعم.. مؤمنون نسلك طريق الكافرين.. نؤمن بوحدانية الله وبما جاء به الرسول بينما أفعالنا تكذب ما نؤمن به.. لذلك يصبح فى غاية الأهمية أن ينتبه الإنسان لما يحاك به ويتم تسويقه له من أفكار شاذة نتلقاها بحسن نية لتثير دهشتنا فى البداية ثم ما نلبث أن نتقبلها لتصبح جزءا من شخصيتنا الجديدة.. فلا عجب مثلا أن تجد مصليا مرتشيا.. أو فاسدا يؤدى العمرة سنويا أو فتاة تغطى شعرها وجسدها يتفجر من الملابس الضيقة.. لا عجب أن ترى زوجا يصرخ فى زوجته لأنها لم تعد الطعام ولا يأبه أنها لم تصل فى يومها.. وتجده يختار أفضل المدارس والمدرسين لأولاده بينما لا تراه مهتما بأن الولد لا يحفظ حتى سورة الفاتحة بطريقة صحيحة ليصلى بها!!.. شيزوفرينيا ترصدها بسهولة فى مئات الصور تتسلل وتتفشى وتزداد فى حياتنا نستقبلها بسذاجة على خلفية ما تقذفه وسائل الإعلام عن محاسن النمط الغربى دون أى رد فعل!!.. فكيف نحمى أنفسنا ومجتمعنا من هذا المنكر الذى يفرش لنا الورود فى طريق الهلاك..؟
سؤال يجب الإجابة عليه لحماية مستقبلنا الذى يبدأ بعد الموت..