اليوم العالمي للتلفزيون| كيف يؤثر سلبيًا على وعي الأطفال؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

يحتفل العالم يوم 21 نوفمبر باليوم العالمي للتلفاز احتفالا بذكرى اليوم الذي انعقد فيه، أول منتدى عالمي للتلفزيون في الأمم المتحدة.


قال د.عاصم عبد المجيد حجازي مدرس علم النفس التربوي بكلية الدراسات العليا للتربية في جامعة القاهرة إن التليفزيون يلعب دورا بالغ الأهمية في تشكيل الوعي وتوجيه السلوك ونشر الثقافة والعلم والمعرفة وتنشيط السياحة، وغير ذلك الكثير من أوجه النشاط الإنساني التي ساهم ظهور التليفزيون في تيسيرها وتطويرها.

إلا أنه مع انتشار الأقمار الصناعية والقنوات الفضائية التي يصعب السيطرة عليها، أصبح التليفزيون أيضا وسيلة من وسائل الحرب النفسية، وفقًا لخبير على النفس التربوي.


وأوضح د. عاصم أنه بات من الضروري أن نناقش التأثيرات النفسية السلبية التي يمكن أن تسببها المشاهدة المستمرة للتليفزيون، فإلى جانب الفوائد التي يمكن الحصول عليها من مشاهدة برامج محددة في التليفزيون تسهم في تعميق الشعور بالولاء والانتماء للوطن وتعمل على زيادة وعي الفرد بمسؤولياته وحقوقه.

حول البرامج الدينية، قال د. عاصم إنها إلى حد ما تساهم في نشر التعاليم الصحيحة.

وأكد الخبير الربوي أنه  يجب السيطرة على ما يشاهده الأطفال والشباب في سن المراهقة لأن ما يشاهدونه ينعكس على سلوكهم وفقا لما أكدته نظرية التعلم الاجتماعي، ومن هنا يجب أن ينتبه الآباء إلى الأثار النفسية والتربوية الخطيرة التي يمكن أن يتسبب فيها الجلوس لفترات طويلة أمام التليفزيون والمشاهدة الحرة للبرامج التليفزيونية بدون توجيه.

وأشار إلى أن مشاهد العنف التي تبث من خلال بعض القنوات والتركيز في كثير من الأفلام على البطولة الجسدية حيث يجب أن يكون البطل مفتول العضلات يستخدم العنف لحل كل المشكلات التي تواجهه, وهذا ما يجعله محبوبا من الآخرين ومحورا لاهتمامهم , وعدم الاهتمام أو الالتفات إلى العقل والعلم كصفة من صفات البطل كل ذلك أدى إلى تبني العنف كأسلوب حياة من قبل كثير من الشباب بل والأطفال أيضا وذلك لأنهم رأوا أن النموذج الذي يحظى بتقدير المجتمع – كما شاهدوه في الفيلم – يتبنى هو الآخر العنف كأسلوب حياة.


وأضاف أنه أصبح هناك تغير ملحوظ نشاهده باستمرار في لغة الأطفال والشباب وأحيانا الكبار في الشارع حيث المصطلحات الغريبة والتسميات المستهجنة و انتشرت بكثرة في هذه الأيام كلمات على مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب ربما كان من العيب جدا التعرض لها في أوقات سابقة ويرجع هذا التغيير في موقف الجمهور من رفض هذه التعبيرات إلى قبولها والتعايش معها نتيجة تكرار عرضها باستمرار على مسامع الأسرة المصرية وعدم الاحتراز من التعرض لها حتى أصبحت جزءا من الثقافة العامة لمعظم أفراد الشعب وتحطمت الدفاعات النفسية أمام قوة التكرار فأصبحت مألوفة بعد أن كانت مستهجنة وهذا يمثل أهم عامل من عوامل الخطر التي تسببها المشاهدة غير المدروسة للتليفزيون ، أن يفقد الفرد حماسه وتتبلد مشاعره , ولا يستثيره الخروج عن المألوف والجنوح عن القيم والعادات والفطرة السليمة.


وأكد د. عاصم على أن الدور الذي يقدمه التليفزيون والذي يمكن أن يقدمه أيضا في المستقبل بالغ الأهمية ولكن يجب أن يكون التركيز على عرض الإيجابيات, وعدم التوسع في نشر السلبيات والترويج لها وتضخيم الأمور وترويج الشائعات, وعلى مستوى الأسرة يجب الحذر من ترك الطفل أمام التليفزيون لفترات طويلة لأن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى قصور في بعض القدرات المعرفية لدى الطفل كالمعالجة اللفظية والتفكير الاستدلالي بالإضافة إلى أن سلوك الطفل يتشكل وفقا لما يقوم بمشاهدته من برامج وعلى هذا فيمكن مساعدة الطفل على اختيار برامج معينة يمكن أن تساعده في اكتساب عادات ومهارات ومعلومات مفيدة أو يرفه من خلالها عن نفسه ولكن بدون خروج عن القيم والعادات التي يحترمها المجتمع, وأن تحرص الأسرة على مشاركة أبنائها في مشاهدة هذه البرامج وتدعيمها .

وأضاف د. عاصم عبدالمجيد أنه يمكن للآسرة عقد حلقات نقاشية حول السلبيات التي ربما يشاهدها الأبناء في بعض المشاهد للتوعية بخطورتها حتى يكون الطفل أو الشاب على وعي بها وبرفض المجتمع لها وأنها غير مقبولة حتى وإن شاهدها على شاشة التليفزيون.