حكايات| رونالدينيو.. «الساحر البرازيلي» الذي نفع ميسي وأضره

رونالدينيو وميسي
رونالدينيو وميسي

قطب كروي يتحسس خطواته الأولى نحو أزهى عصوره، فترة لا يمكن وصفها سوى بالتميز والانفراد، هكذا ظهرت ملامح برشلونة منذ قرابة الثلاثون عامًا وتحديدًا خلال الفترة من 1990 وحتى الآن.
 

في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن الماضي، بدأ العبقري الهولندي يوهان كرويف تطبيق فكره الكروي وتدشين مدرسته الخاصة في النادي الكتالوني، والذي اعتمد من خلاله على فكرة اللعب الشامل والاعتماد على السرعة الهائلة والمهارة وسرعة البديهة بالمراوغات والتسديدات المقوسة من داخل وخارج منطقة الجزاء.

 

"فكر جنوني" غير تمامًا في شكل كرة القدم، ولعل أبرز فترة تم تطبيق هذا الفكر فيها هي بداية الألفية الثالثة، وتحديدًا بعد التعاقد مع ساحر البرازيل رونالدينيو، الذي نجح في تخليد أسطورته داخل معقل الكامب نو.

 

لا شك أن لاعب برازيلي بحجم رونالدينيو كان لظهوره في الليجا طابع خاص، حمل على عاتقيه جيل ذهبي لبرشلونة وتمكن خلاله النادي الكتالوني من العودة لطريق البطولات وخاصة القارية، فبعد غياب قرابة الـ14 عامًا توج البلوجرانا بثاني بطولاتهم من دوري أبطال أوروبا، بخلاف 4 بطولات محلية حصدها الساحر البرازيلي رونالدينيو.

 

دور الساحر مع نادي الإسباني لا يختلف عليه اثنان من عشاق كرة القدم، إلا أن دوره الخفي كان أعظم بكثير.

ابن الـ16 تحت جناح أسطورة

لا شك أن ظهور الفتى الصغير -في ذلك الوقت- ليونيل ميسي لم يكن ذا أهمية كبرى، فمن يكترث لطفل في السادسة عشر من عمره يخوض 15 دقيقة في لقاء ودي مع برشلونة عام 2003، أو حتى يتوقع أن الشاب الصغير سيكون أمل الفريق بعد سنوات قليلة.
 

لا نريد هنا التقليل من الموهبة الاستثنائية التي ظهر بها ميسي، إلا أن نجوم آخرون من أصحاب المواهب الكبيرة، سرعان ما اندثروا بعد فترة وجيزة لم يحققوا خلالها المنشود.
 

كل وسائل الإعلام في ذلك الوقت وأغلفة الصحف في العالم، لا تهتم إلا بأمر الساحر الذي حمل على عاتقيه اسم النادي ليصعد الصغار دون خوف أو قلق من المسؤولية.
 

ربما هذا التصدر لـ"رونالدينيو" لمشهد البطولة في النادي، أعطى لنجم شاب اسمه "ميسي" أن يكبر بهدوء بعيدًا عن الضغوطات الإعلامية والجماهيرية التي ستتعشم كثيرًا في إمكانيات هذا الفتى الموهوب، وهو ما حدث بالفعل، ومع رحيل رونالدينيو في 2008، كان الشاب قد نضج بشكل كافٍ، فهو بعيد عن الصورة 5 سنوات تشبع فيها من أبيه الروحي رنالدينيو.
 

رونالدينيو الذي نفع ميسي وأضره

 

قد يكون دور "الساحر" مع خليفته مهمًا، إلا أنه وبلا شك كما نفع ميسي فهو أضر به؛ مع منتخب الأرجنتين كان ميسي وحيدًا لا يجد رونالدينيو يحتمي بجناحيه وينضج، فظهور "البرغوث" مع الأرجنتين كان في كأس العالم للشباب تحت 20 عامًا التي أقيمت في هولندا عام 2005.

في تلك البطولة ظهر ميسي بشكل خرافي نجح من خلالها في التتويج بالحذاء الذهبي والكرة الذهبية وسجل 6 أهداف، هذا الظهور المميز جعل جماهير الأرجنتين تعلق آمالها بالفتى الصغير في استعادة أمجاد السابقين أمثال مارادونا وسيميوني وزانيتي.

هذا التعلق جعل من ميسي واجهة المنتخب الأرجنتيني الأولى والأخيرة، فهو وحده يتحمل مسؤولية النجاح، ووحده يتحمل مسؤولية الفشل، ويبدو أن هذا الوضع لم يتكيف عليه ميسي على الإطلاق، وخير دليل على ذلك أرقامه مع منتخب الأرجنتين.

يبدو أن شخصية الأرجنتيني لا تتحمل فكرة الفشل، المباريات الدولية التي خاضها الليو مع منتخب بلاده دائمًا ما تبدأ بالمشاغبات في فترات المباراة الصعبة، فأمام منتخب تشيلي تلقى بطاقة حمراء من هؤلاء النادرين في مسيرته، أما أمام المنتخب البرازيلي عندما بدأ حماس المباراة في الزيادة اشتبك مع المدير الفني للمنتخب البرازيلي تيتي، وأمام أوروجواي كانت له واقعة أيضًا مع العملاق كافاني مهاجم باريس سان جيرمان، تحدثت عنها وسائل الإعلام حول لعالم.