بارزاني: شعوب ومكونات العراق يجب أن تكون في أحوال وحياة أفضل

نيجيرفان بارزاني
نيجيرفان بارزاني

أكد نيجيرفان بارزاني، رئيس إقليم كوردستان على عدم الاستخفاف بالاحتجاجات العراقية وأن يتم إدراك مخاطرها، قائلا: "علينا أن لا نظن أنها عابرة وستعمل مجموعة إجراءات ثانوية على إخمادها.

 

جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس نيجيرفان بارزاني اليوم الأربعاء، 20 نوفمبر 2019، في مؤتمر "ملتقى الأمن والسلم في الشرق الأوسط" المنعقد في الجامعة الأمريكية في كوردستان – دهوك.

 

وعرّف نيجيرفان بارزاني، رئيس إقليم كوردستان، بغداد بأنها "البعد والعمق الستراتيجي لإقليم كوردستان"، وأكد أن "تكون المكاسب والحقوق الدستورية لإقليم كوردستان محفوظة في إطار سيادة الدولة العراقية".

 

وفيما يتعلق بالعراق ومشاكله، قال رئيس إقليم كوردستان: "من المؤسف أننا توقعنا منذ زمن بعيد نتيجة من هذا النوع، فعندما أديرت الظهور للدستور، ارتفع أول صوت محذر ودق ناقوس الخطر من كوردستان. قلنا إن استمرت الأمور على هذه الوتيرة وانتهك الدستور والمبادئ التي بني عليها العراق الجديد، فإن العراق سيمضي نحو الهاوية".

 

وعن الحل لمشاكل العراق الحالية، قال: "الحل هو أن يُنظر إلى المشاكل والعقد بحجمها الحقيقي. أن تجري لها قراءة صحيحة وواقعية. أن لا يجري الاستخفاف بالاحتجاجات ويتم إدراك مخاطرها. علينا أن لا نظن أنها عابرة وستعمل مجموعة إجراءات ثانوية على إخمادها. إن فهم المشاكل والأزمات وإرادة ورؤى ومطالب الجيل الجديد في العراق والمنطقة، بحاجة إلى إعادة تعريف جديدة لمفاهيم الحقوق والحريات".

 

وعن الهدف من زيارته إلى بغداد، قال رئيس إقليم كوردستان: "أبدينا استعداد إقليم كوردستان لتقديم أية مساعدة لازمة لإعادة الاستقرار والأمان إلى العراق". وأضاف: "إننا نعتقد أن هذا الاستقرار (في العراق) هو في صالح شعب كوردستان وفي صالح العراق".

 

وخاطب السياسيين والقيادات العراقية بالقول: "يجب على المراكز السياسية في العراق أن تحمل رسالة المواطنين على محمل الجد وتكون عندها أجوبة مقنعة. من أجل هذا كنا في بغداد، وشجعنا كل الأطراف على التفكير معاً في حل جاد وحقيقي وجذري. حل يكون بحجم ضخامة استياء وغضب الشعب، وهذه مسؤوليتنا جميعاً ولا أحد في العراق يستطيع التهرب منها".

 

وعن واجب العالم والمجتمع الدولي تجاه الوضع في العراق، قال رئيس إقليم كوردستان: "يجب أن يلعب العالم والمجتمع الدولي دور المساعد للعراق في إرساء الأمان والاستقرار في العراق وفي الشرق الأوسط، وفي إنهاء الحروب والأزمات والمشاكل والتوترات".

 

وعن موقف إقليم كوردستان، قال الرئيس نيجيرفان بارزاني: "نحن في إقليم كوردستان، وكما هو دأبنا مستعدون لكل ما يقع على عاتقنا من أجل تحقيق السلام والأمان والاستقرار (في العراق). من هنا، فإننا نطمئن رفاقنا وأخواننا في العراق إلى أن إقليم كوردستان مستعد لبذل كل ما في استطاعته من أجل تحقيق الاستقرار والسلام في العراق، وهو يعد مشاكل العراق مشاكله ومستعد لمساعدة العراق على الخروج من وضعه الحالي".

 

وأشار الرئيس نيجيرفان بارزاني إلى ضرورة تعاون ومساعدة دول العالم والمجتمع الدولي من أجل ترسيخ الأمان والاستقرار في العراق، منوها أن السياسات الخاطئة كانت عبئا ثقيلاً على حياة ومعيشة الشعوب وهي من العوامل الرئيسة للغضب والامتعاظ الشعبيين.

 

وذكّر الرئيس نيجيرفان بارزاني بأنه تم ابراز نموذج باسم الديمقراطية أدى إلى قتل رغبة الناس في العملية الديمقراطية والتصويت في الانتخابات ومجمل العملية السياسية.

 

ومثّل  لذلك بالعراق الذي حلّ فيه تعدد مراكز السلطة محل التعددية السياسية، و"بدل أن تكون السلطة العليا للدستور والقانون، جرى ترسيخ واعلاء سلطة الاحزاب والجماعات المسلحة، ونتيجتها هي التي نراها اليوم".

 

وقال  إن إقليم "كوردستان ليس بمنأى عن الوضع السيء للعراق والمنطقة، عليه أن يعمل بحذر من اجل تدبير اموره باطمئنان في ظل البيئة السيئة والمعقدة. لذلك بذلنا جهودا وسنستمر في ان تكون لنا ستراتيجيتنا للتعامل مع هذه المشاكل. ستراتيجيتنا هي ادامة استقرار واعمار اقليم كوردستان ليمتدا إلى العراق والمنطقة".

 

وتحدث رئيس إقليم كوردستان عن خطر داعش، وقال إن هذا الخطر لم ينته في الحقيقة، ليس من الناحية الفكرية والثقافية فحسب، بل من الناحية العسكرية أيضاً ومازال لغاية الآن يشكل خطراً جدياً على المنطقة وعلى العالم.

 

وشدد الرئيس نيجيرفان بارزاني على أن "حرب داعش لم تنته ومازالت هناك حاجة لتكاتف وتحالف الجميع. يجب أن يكون القضاء على هذا العدو الشرس، ولفترة طويلة، الهدف المشترك لجميع الأطراف ونواة لاستمرار تحالف عالمي وإقليمي لمواجهة الإرهاب".