بدء فعاليات مؤتمر «فلسفة التعليم» بجامعة القاهرة

 فعاليات مؤتمر "فلسفة التعليم" بجامعة القاهرة
فعاليات مؤتمر "فلسفة التعليم" بجامعة القاهرة

انطلقت صباح اليوم، الأربعاء 20 نوفمبر، فعاليات المؤتمر الدولي السادس لقسم الفلسفة بكلية الآداب بعنوان "فلسفة التعليم"، تحت رعاية الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، وبحضور الدكتور عبد الرحمن ذكري نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث،  والدكتورة رجاء أحمد علي وكيل كلية الآداب لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور شريف شاهين وكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب، والدكتورة هدى الخولي رئيس قسم الفلسفة.

وقال د. عبد الرحمن ذكري، نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، إن الفلسفة تمثل كل شئ في المجتمع، وأن التفكير يعني الفلسفة، مشيرًا إلى أن مصر تواجه حربا عنيفة متعلقة بالفكر، لذا اهتمت جامعة القاهرة بموضوع الفكر والفلسفة وكيفية تغيير الأفكار، والاهتمام بالتفكير النقدي لدى الطلاب.

ومن جانبها أوضحت د. رجاء أحمد وكيل كلية الآداب لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أن اليوم العالمي للفلسفة الذي أعلنته منظمة اليونسكو، اعتراف بمكانة الفلسفة ودورها في توعية الرأي العام، لافتة إلى ضرورة بناء جسور السلام في عقول البشر، وأن الفلسفة قادرة على تغيير العالم وتغيير النفس البشرية لأنها تمثل حالة من الوعي، مما يساهم في بناء مواطن واعي ومستقيم.

وأكدت د. رجاء أن الدرس الفلسفي ليس مجرد شحن للأفكار ولكنه بناء فضائل وقيم وطرق للتفكير، متابعة أن موضوع المؤتمر مهم لأنه يتناول أحد تحديات الحاضر وهو التعليم، ويهدف لوضع لبنة في بناء مصر والنهوض بها، حيث أن تطوير التعليم ووضع فلسفة له أمر ضروري لتفادي مخاطر العملية التعليمية، مشيرة إلى أن فلسفة التعليم تمثل الفلسفة التطبيقية للنهوض بالعملية التعليمية وبالتالي النهوض بالأمة، لأنها هي حجر الأساس الذي تبني عليه كل عمليات التطوير، فبالعلم والتعليم تنهض الأمم.

وتابعت خلال كلمتها  أن الثقافة هدف والتعليم وسيلة، موضحة أن التعليم موضوع الفلسفة التي تشكل مرآة تعكس مشكلات كل عصر، فلا يمكن العيش دون الفلسفة لأنها كفاح ذهني وقاطرة تسحب المجتمع نحو التقدم، مؤكدة أنه لابد من منهاج تربوي شامل لبناء مواطن نموذجي، لأن الهدف من حياة الإنسان أن يصبح كامل وهذا لا يتحقق بدون التعليم، حيث أن العقل البشري خزانة فارغة لابد من ملئها بالمعرفة والعلم.

وقال د. شريف شاهين، وكيل كلية الآداب لشؤون التعليم والطلاب، أن المؤتمر انطلق من أهمية موضوع فلسفة التعليم، وركز على أن الفلسفة تشجع التفكير الناقد والمستقبل الذي يتيح فهم أفضل للعالم وتعزيز قيم التسامح والسلام، مشيرة إلى أن جامعة القاهرة عملت في هذا الإطار من خلال تدريس مقرر التفكير النقدي لكل طلبة الجامعة إضافة إلى مقرر ريادة الأعمال الذي يعد قاطرة للمستقبل والقدرة على المنافسة بقدر كبير من الكفاءة.

وأضاف شاهين أننا بحاجة إلى إحياء أصول الفلسفة في حقبة سيطرت عليها التكنولوجيا بدرجة كبيرة وصلت إلى حد انتهاك الأعراف والتقاليد والروابط الاجتماعية، مؤكدًا أنه للوقاية من الحروب والأزمات الاقتصادية لابد من تعزيز ودعم فلسفة التعليم لدعم العملية التعليمية وتقويتها والنهوض بها.

ومن جانبها، قالت الدكتورة هدى الخولي، إن موضوع فلسفة التعليم مهم وخطير لأنه الأساس والخطة الأولى لأي مجتمع سليم ومتطور، وأن غاية الفلسفة هي الحكمة التي قاعدتها الحياة الجيدة والسعيدة وليس هناك سبيل إلى ذلك بدون التعليم.

وأشارت الخولي، إلى أن المؤتمر يتناول عدة محاور أهمها التعريف بفلسفة التعليم وهل هي فلسفة تعليم أم تعليم فلسفة، وإمكانية إيجاد فلسفة للأطفال لأن الطفل هو الفيلسوف الأول لذا لابد أن نفتح له طرق التفلسف، وعلاقة الفلسفة بالتكنولوجيا، وعلاقة الفلسفة بالفن وكيفية إمكان أن يساعد الفن في العملية التعليمية.

وقال د. حسن حنفي الأستاذ بقسم الفلسفة، في جلسة تعليم الفلسفة أو فلسفة التعليم؟، إن الفلسفة تبحث باستمرار في الوجه الآخر للقمر وتحاول أن تبينه، موضحًا أهمية معرفة ما هي الفلسفة وكيفية تطبيقها في موضوع التعليم والتربية، حيث انه عادة ما يتم إقران التعليم الذي يمثل وسيلة بالتربية التي تمثل غاية. وأوضح ان الغرب يرتكز على ٣ جوانب في العملية التعليمية وهي، المعلومات، والمعرفة، والحكمة التي تتجاوز المعلومات والعلم والمعرفة إلى ما يستقر في النفس البشرية من كل منهما.

وأضاف د. حسن حنفي، أن فلسفة التعليم تقتضي التعريف بالفلسفة أولا التي هي في الأساس الابتكار وطرح الأسئلة، مؤكدا أن العلم هو العلم الإبداعي الذي يخرج من النفس أو العقل لكي يستعيد المعلومات السابقة، وينظف النفس البشرية مما علق بها من معلومات سابقة لا برهان عليها وذلك بدعوي الإيمان بها، وهكذا بدأت العصور الحديثة.