في اليوم العالمي للطفولة.. «أطفال اليمن» إلى أين؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يحتفل العالم اليوم، الأربعاء 20 نوفمبر، باليوم العالمي للطفل، والذي يُحتفى به للمرة السادسة والستين، بعد أن أوصت به الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1954.

وتأتى ذكرى الاحتفال باليوم العالمي للطفل هذا العام تزامنًا مع مرور ثلاثين عامًا على توقيع اتفاقية حقوق الطفل، والتي رعتها الأمم المتحدة، ونصت على تحديد حقوق الأطفال المدنية والسياسية والاقتصادية والثقافية، مع إلزام الدول بإرسال تقارير والمثول أمام لجنة حقوق الطفل بشكلٍ دوريٍ ليتم فحص مدى التقدّم في تطبيق الاتفاقية ووضع حقوق الأطفال في تلك الدول.

إنه لشيء عظيم أن يخصص العالم يومًا للأطفال يعتبرونه عيدًا لهم، لكن هناك أطفال يحيون في مكانعلى وجه البسيطة لن تعرف البسمة وجوههم في هذا اليوم.. إنهم أطفال اليمن.

أطفال اليمن يجدون أنفسهم بعد مرور 28 عامًا على تصديق بلدهم على اتفاقية الطفل يئنون في بؤرةٍ ملتهبةٍ في هذا الكوكب، هم أحد أبرز ضحايا دون ناقةٍ لهم ولا جملٍ فيما يدور في بلادهم من صراعاتٍ على الصعيد السياسية، تحولت مع مرور الوقت إلى حربٍ بالوكالة مسرحها الأراضي اليمنية.

وصادقت اليمن عام 1991 على اتفاقية حقوق الطفل، وكان من أوائل الدول في العالم التي تقطع عهودًا على نفسها بالالتزام بتحسين حقوق الأطفال في البلاد ورفع تقارير بشأن التقدم المحرز.

تقرير صادم من اليونسيف

ولكن اليوم، أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونسيف" تقريرًا صادمًا عن أوضاع أطفال اليمن، كان عنوانه الأبرز هو أن اليمن هي أسوأ دولة عربية فيما يتعلق بأوضاع الأطفال وحقوقهم، ومن ضمن أسوأ البلدان في العالم.

التقرير سلط الضوء على استمرار النزاع الدامي في الأراضي اليمنية، وهو ما ترتب عنه من أزمة اقتصادية في أن وضعت أنظمة الخدمات الاجتماعية الأساسية في عموم البلاد على حافة الانهيار والتي ترتب عنها عواقب بعيدة المدى على الأطفال.

كما أشارت المنظمة الأممية إلى أنه يوجد اليوم أكثر من 12 مليون طفل، في اليمن ممن هم بحاجة للحصول على مساعدة إنسانية عاجلة.

سارة بيسولو نيانتي، ممثلة اليونيسف في اليمن، قالت "أولئك الذين يتحملون المسؤولية، بما في ذلك السلطات اليمنية، لم يفوا بوعودهم والتزاماتهم تجاه الأطفال".

وأردفت قائلةً "يجب أن تكون الذكرى الثلاثين للاتفاقية بمثابة تذكير واضح لنا جميعًا للالتزام مجددا وعلى نحو عاجل بمسؤولياتنا لمساعدة أطفال اليمن للبقاء أحياء والنمو في بيئة يسودها الأمن والسلام".

ومضت نيانتي قائلةً: "لقد قُتل الكثير من الأطفال بسبب الحرب جراء تعرضهم لهجمات سافرة، فتعرض الأطفال للقتل أثناء لعبهم في الهواء الطلق مع أصدقائهم، وأثناء توجههم إلى المدرسة أو العودة منها، أو أثناء تواجدهم بسلام داخل منازلهم مع أسرهم".

تقارير سابقة

وفي تقرير سابقٍ لليونسيف، نُشر في يونيو الماضي فإن امرأة وستة من حديثي الولادة كل ساعتين في اليمن بسبب مضاعفات أثناء الحمل أو الولادة حسب ما ذكرتها المنظمة حول صحة الأمهات والأطفال في اليمن.

وقبل عامٍ من الآن، قالت منظمة "أنقذوا الأطفال"، ومقرها بريطانيا، إن نحو 85 ألف طفل يمني دون سن الخامسة ماتوا بسبب سوء التغذية الحاد خلال ثلاث سنوات من الحرب في اليمن، وأشارت إلى أن هذا العدد يساوي مجموع من هم دون الخامسة في برمنجهام، ثاني أكبر المدن البريطانية.

هناك في اليمن، الأطفال يأتيهم الموت من كلٍ مكان، منهم من استسلم له طوعًا أو كرهًا، وكثيرٌ ممن بقي منهم أوشك على الهلاك ينتظر دوره، ومصيره المجهول والمظلم في آنٍ واحدٍ، يحذوهم أملٌ بعيد المنال أن يبصروا في المرايا على أوجهٍ تعلوها البسمة بملابس أنيقةٍ وأبطنٍ لا تعرف الجوع.