إنها مصر

يا لها من أيام كانت سوداء !

كرم جبر
كرم جبر

كانت مصر مستنقعاً لكل الشياطين، واستوطنت قناة الجزيرة ميدان التحرير، فى بث مباشر للخراب والدمار، بأيدى وأفواه بعضها مصرى.. يا لها من ايام كانت سوداء، يقفز فيها الاقزام فوق العملاق، وتدفقت دموع الأوفياء حزناً على الوطن.
وفى رابعة أحكمت الجماعة الإرهابية السيطرة على المستوطنة، واستولت على سيارات البث للتليفزيون، وفتحت ست قنوات خارجية معادية الهواء مباشرة لنقل الفعاليات الإخوانية، والخونة يجمّلون خيانتهم بشعارات دينية.
كان التليفزيون محاصرا، وأبو إسماعيل فرض سيطرته على الدخول والخروج فى مدينة الإنتاج الإعلامى، وأقام أمامها خياماً وبنى دورات مياه، وسرق عجول وزارة الزراعة لإطعام البلطجية.
وكان الاهل والعشيرة هم المقرر اليومى فى كل الفضائيات، ويتحدثون بعنجهية وغرور، ويهددون ويتوعدون ويفرشون الاجواء بسحب من الأحزان والاكتئاب.
لم يكن أشد المتفائلين يتصور أن الوطن سيتعافى وأن البلاد ستتحرر من عدو أكثر خطورة من إسرائيل، التى كانت تعلم انها سترحل يوماً ما، أما الجماعة الإرهابية فقد جاءت لتبقى 500 سنة.
وبعد تحرير البلاد انسحب جبش الاحتلال الإعلامى الاخوانى الذى كان يسيطر على الداخل، انتقلت العمليات إلى الخارج، وأصبحت الحملات العدائية تتخذ الأشكال التالية:
> أولاً: ضخ الأكاذيب والشائعات التى تمس الأمور الحياتية للناس مثل الأسعار والخدمات والتموين والمعاشات، والتشكيك فى الإجراءات التى تتخذها الدولة لتحسين الأحوال المعيشية.
> ثانياً: ابتداع أشكال كاريكاتورية للنشطاء الجدد،مثل المقاول العرة والحشاش العاري، أملاً فى استقطاب مجموعات من الخارجين على القانون والمجرمين والهاربين من الاحكام، تساعدهم فى استعادة الفوضى والخراب.
> ثالثاً: محاولات ضرب الثقة بين الدولة والمواطنين فى حكايات مثل بناء القصور والمسجد والكنيسة والطرق والكباري، والزعم بأن هناك مشروعات لها أولوية عنها.
> رابعاً: استغلال عناصرهم فى الخارج للترويج لحملات دعائية معادية، تزامناً مع زيارات الرئيس الخارجية، والتضخيم من وجودهم الكاذب.
> خامساً: إثارة الادعاءات القديمة المتعلقة بحقوق الإنسان، بنفس المفردات الكاذبة والأساليب المرسلة، التى تفتقد السند والدليل، واستقطاب أجهزة وجماعات أجنبية مدفوعة الأجر.
وإذا كان العاقل يعرف الخطوة التى تسبق الهاوية فيتوقف قبلها، إلا أن الجماعة الإرهابية مستمرة فى الصعود إلى الهاوية، وكلما تحقق إنجاز وانفرجت ازمة، أصيبوا بالهوس والجنون وازداد سعارهم.
دور الإعلام فى الفترة القادمة هو تحصين الرأى العام بالوعى واليقظة، بالحقائق والمعلومات والأدلة والأسانيد، خصوصاً وأن الناس يشاهدون بأعينهم انجازات على أرض الواقع يوماً بعد يوم.
دور الإعلام هو شحن الناس بالطاقة الإيجابية، لمقاومة محاولات بث اليأس والإحباط، ليس بالكلام والشعارات، وإنما بالمصداقية، وتدعيم الثقة بين الدولة والمواطنين، وكشف محاولات المساس بها.
غرف الأكاذيب الإخوانية، يجب ان تواجهها غرف حقائق وطنية، فى معركة إسقاط الأقنعة، فلن يهدأ لهم بال ولن يغمض جفن، طالما مصر تتعافى وتقف على ارض صلبة..فلا تعلو قامتهم بالبناء وانما بالوقوف فوق الانقاض.