بدون تردد

تحت قبة البرلمان (٢/٢)

محمد بركات
محمد بركات

تخيل.. مجرد تخيل ولو للحظة واحدة، ماذا كان يمكن أن يحدث، لو أن الوزير رابط الجأش فقد رباطة جأشه، وانفعل وغضب تحت وقع المفاجأة بالتصرف غير المتوقع من جانب وكيل مجلس النواب، الذى صدمه بالقول الغليظ.. «لو مش عجبك اتفضل مع السلامة»، بما يعنى أنه يطرده من البرلمان.
فى هذه الحالة المتخيلة، كان من الممكن أن يرد الرجل الذى فقد جأشه على النائب، بقول أكثر خشونة وغلظة،..، فى مواجهة من يطرده من البرلمان.. ويطلب منه المغادرة غير مأسوف عليه، بل غير مرغوب فى وجوده بعد أن وصفه قبلها «بالخيابة».
وكان من الممكن أن يكون الرد على شاكلة، «هذا ليس بيتك الخاص حتى تطردنى منه،..، بل هو بيت الأمة بيت الشعب كله، وليس لك الحق فى طرد أحد منه.. ولو مش عجبك اتفضل أنت مع السلامة».
لو كان الوزير قد فعل ذلك ما كان لأحد من النواب أو من غيرهم، أن يوجه إليه عتاباً أو لوماً أو اتهاماً بالإساءة إلى مجلس النواب، أو تجاوز الحدود المرعية والمتعارف عليها فى التصرف بين البرلمان والحكومة أو بين النواب والوزراء.
ولكن هذا لم يحدث،..، فقد تلقى الرجل الصدمة غير المتوقعة، وكظم غيظه وسيطر على انفعاله واكتفى بالخروج من القاعة المخصصة لاجتماع لجنة الصناعة.. وغادر مجلس النواب.
ولكن يبقى تصرف النائب عالقا فى سماء المجلس مثيراً للانتباه، كمثال واضح عن الخروج على النص المألوف والمتعارف عليه فى الحوار بين النواب والمسئولين تحت قبة البرلمان.
أعرف أن من حق النائب مساءلة أى مسئول، بالأسلوب الذى يراه مناسباً، بل من حقه كذلك توجيه الاتهام للمسئول إذا ما توافرت لديه الأسباب الموضوعية لذلك،..، ولكنى لا أعتقد أن من حقه التعسف فى استخدام هذا الحق.