«المحمول» كلمة السر.. دفاع «طفل التوك توك» يكشف مفاجآت في القضية

دفاع طفل التوك توك
دفاع طفل التوك توك

كشف عمرو عبد السلام المحامي بالنقض، رئيس هيئة الدفاع، في قضية مقتل الطفل بيشوي ملاك عزيز، مفاجآت جديدة حول ظروف وملابسات الواقعة، وكيفية استدراج المتهمين للمجني عليه، وكيفية قتله وتوصل الأجهزة الأمنية إلى الجناة.

وأوضح محامي المجني عليه، في تصريحات خاصة لـ"بوابة أخبار اليوم"، أنه بتاريخ 30 أكتوبر الماضي وفي حوالي الساعة الثامنة مساء أثناء عودة الضحية بيشوي ملاك من عمله مستقلا "التوك توك"، الذي يعمل عليه لمساعدة والديه على أعباء المعيشة، استوقفه المتهمين أحمد عظمة وإبراهيم الصعيدي، وهما مسجلان خطر جرائم نفس وإتجار مخدرات، وطلبا منه توصيلهم إلى أحد الأماكن، وأثناء مرورهم خلف أحد الفنادق طلبوا منه التوقف لنزول أحدهم لقضاء حاجته بالخلاء، فتوقف المجني عليه إلا أنه فوجئ بقيام المتهم الأول بمباغتته وتوثيقه من ذراعيه لشل حركته ومنع مقاومته، ثم أمسك به المتهم الثاني، وسحب حبل البنطال الذي كان يرتديه ولفه حول عنقه لقتله.

وأضاف "عبد السلام"، أن المتهمين من واقع تحقيقات النيابة، حملا المجني عليه وألقياه بالترعة للتخلص من جثته، واستوليا على "التوك توك"، وهاتفه المحمول بعد غلقه، ولاذوا بالفرار، إلا أن المجني عليه لم يكن قد فارق الحياه، وتمكن من الخروج من الترعة والجري خلفهما والاستغاثة بالمارة لمحاولة إيقافهم، ليعود إليه المتهمان مرة أخرى، وأمسك به أحدهما لشل حركته، فيما لف الآخر الحبل حول عنقه، حتى تأكدا أنه فارق الحياة ثم ألقيا جثته بالترعة.

وتبين من خلال تحقيقات النيابة العامة مع المتهمين، أنهما لاذا بالفرار وعادا إلى منطقة الكنيسة لحضور أحد الأفراح، التي كانت مقامة خلف مسكن المجني عليه، وسهرا حتى السابعة صباح اليوم التالي، ثم باعا "التوك توك"، إلى أحد الأشخاص مقابل مبلغ 5 آلاف جنيه، لشراء المواد المخدرة، دون بيع الهاتف المحمول الخاص بالمجني عليه، والذي ظل في حيازة أحد المتهمين.

وعندما شعر والد المجني عليه بغياب نجله حتى منتصف الليل، وغلق هاتفه المحمول، بدأ في البحث عنه وسؤال الجيران والمعارف، حتى قرر له بعض شهود العيان أنهم شاهدوا المتهمين أحمد عضمة وإبراهيم الصعيدي، بالقرب من المنزل الساعة الـ8 مساء يستوقفاه واستقلوا معه "التوك توك".

وتوجه والد الضحية، صباح اليوم التالي إلى منزل المتهمن لسؤالهما عن نجله، فأنكرا مشاهدتهما له، وتعدى أحدهما عليه بالسب والشتم، فشك والد المجني عليه في الأمر، فتوجه على الفور لتحرير محضر يوم 31 أكتوبر، باختفاء نجله بقسم شرطة الطالبية 
حتى فوجئ الأهالي بظهور جثة مجهولة منتفخة بترعة أبو النمرس، فأبلغوا الشرطة بالواقعة.

وانتقلت أجهزة البحث الجنائي بمديرية أمن الجيزة إلى مكان الحادث، وتم إخطار النيابة العامة، ونقل الجثة إلى مشرحة زينهم، وتم إخطار والد المجني عليه بعثورهم على جثة لطفل في العقد الثاني من العمر، وحضوره إلى القسم للتعرف على صورة الشخص القتيل فتأكد أنه نجله المختفي.

وباجراء أجهزة الأمن التحريات حول الواقعة وظروفها وملابساتها، وسؤال الأهالي، أقروا بمشاهدتهم للمجني عليه صحبة المتهمان يوم وقوع الحادث، ومشاهدة أحدهم الهاتف المحمول الخاص بالمجني عليه بحوزة أحد المتهمين ثالث يوم ارتكاب الواقعة، وتمكنت الأجهزة الأمنية بإلقاء القبض على المتهمين وبتضييق الخناق عليهما أقروا بارتكابهم للواقعة وقتلهم للمجني عليه وسرقة "التوك توك" المملوك له وهاتفه المحمول، وقيامهم ببيع "التوك توك" لأحد الأشخاص مقابل 5 آلاف جنيه، من أجل شراء المواد المخدرة لهم، وأرشدوا عن الشخص الذي اشترى "التوك توك" فتم إلقاء القبض عليه، والتحفظ على المركبة.

وأمرت النيابة العامة بحبس المتهمين احتياطيًا، على ذمة القضية، وطلبت التقرير النهائي للصفة التشريحية من مصلحة الطب الشرعي، ووجهت للمتهمين تهمتي القتل العمد مع سبق الإصرار واقترانه بجريمة السرقة بالإكراه.