خاص| عميد أصول الأزهر السابق: تشويه سمعة الآخرين من الكبائر

 الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم
الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم

قال الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، العميد السابق لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع أسيوط، أن تشويه سمعة الآخرين بالطعن في أعراضهم خاصة على مواقع التواصل، بتركيب الصور المفبركة ونشر الفواحش من أعظم المنكرات وأكبر الكبائر.

وأضاف خلال تصريحه لـ«بوابة أخبار اليوم»، اليوم الثلاثاء 19 نوفمبر، حول انتشار تركيب الصور المشوهة للآخرين ونشر الفضائح التي لا أساس لها، وكذلك ما يجري في الأعمال بين الموظفين من تشويه سمعة الآخرين، بأن هذا يعد كبيرة من أكبر الكبائر وبدأ ينتشر منذ فترة مع وجود برامج السخرية من الآخرين وهي كثيرة.

وأكد أن هذه البرامج وإن كان أهل الغرب لا يعتبرونها عيبا إلا أنها في الإسلام من الكبائر، لقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن}.

وعن الصور المفبركة، قال إنها كارثة أخلاقية ابتليت بها المجتمعات العربية ونقلها البعض عن المجتمعات الغربية ومشى على منهجهم الباطل أهل الباطل، وقد جاء التحذير من كل ذلك في القرآن الكريم والسنة.

واستشهد بقول الله تعالى: { إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون}، موضحا أن الآية الكريمة وإن كانت في معرض الحديث عن ذم افتراء الكذب على الله تعالى في أمور العقيدة لإضلال العباد إلا أنها تشمل بعموم لفظها كل افتراء للكذب على الناس بأي صورة من الصور .

واستدل بما ورد في حديث عند البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى بعض أصحاب الكبائر وكيفة عذابهم وقد جاء في عذاب الذين يفترون الكذب ما يلي: «فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لِقَفَاهُ وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِكَلُّوبٍ مِنْ حَدِيدٍ وَإِذَا هُوَ يَأْتِي أَحَدَ شِقَّيْ وَجْهِهِ فَيُشَرْشِرُ شِدْقَهُ إِلَى قَفَاهُ وَمَنْخِرَهُ إِلَى قَفَاهُ وَعَيْنَهُ إِلَى قَفَاهُ قَالَ وَرُبَّمَا قَالَ أَبُو رَجَاءٍ فَيَشُقُّ قَالَ ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ بِالْجَانِبِ الْأَوَّلِ فَمَا يَفْرُغُ مِنْ ذَلِكَ الْجَانِبِ حَتَّى يَصِحَّ ذَلِكَ الْجَانِبُ كَمَا كَانَ ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الْأُولَى».

وأوصح أن في آخر الحديث بين الملكان للنبي صلى الله عليه وسلم أن هذا العذاب عذاب الرجل الذي يغدو من بينه فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق، والمراد من ذلك العذاب الذي ينتظر الذين يفترون الأكاذيب على الناس بالصور المفبركة ونشر الشائعات المختلقة، والله تعالى يقيض لهم بعد موتهم أو بعد بعثهم من القبور من يمسك حديدة مشرشرة ويمزق بها فم كل واحد منهم من الفم إلى القفا وكذلك يفعل بالأنف وبالعين، ثم بتحول إلى الجانب الآخر فيصنع مثل ذلك ثم يعود إلى الأول هكذا إلى ما لا يعلمه إلا الله وحده.

وفي نهاية تصريحه، وجه الدكتور مرزوق رسالة للناس، قائلا: «فليتق الله كل من يشوه سمعة الآخرين أو يضر بهم فهذا هو ما ينتظرهم من عذاب، وقانا الله تعالى وإياكم خزي الدنيا وعذاب الآخرة».